صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


دفاعًا عن «الرسول».. هبّة العالم الإسلامي رفضًا للتصريحات الهندية المسيئة

أحمد نزيه

الإثنين، 06 يونيو 2022 - 04:16 م

هبّت بلدان العالمين العربي والإسلامي دفاعًا عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق "رضي الله عنهما"، وذلك بعدما خرجت تصريحات مسيئة من قبل مسؤولين في الحزب الحاكم في الهند.

ووجه  نافين كومار جيندال، مسؤول الإعلام في حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، تصريحاتٍ مسيئة للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، فيما قامت الناطقة باسم الحزب نوبور شارما بالإساءة للرسول وإحدى زوجاته السيدة عائشة.

وتساءلت الناطقة باسم الحزب لامزةً عن سبب زواج الرسول من السيدة عائشة وهي لم تتجاوز العشرة أعوام.

العالم الإسلامي استشاط غضبًا بعد هذه التصريحات المسيئة للرسول من قبل مسؤلين هنديين تابعين للحزب الحاكم في البلاد، وتصدرت الوسوم المنددة بهذه التصريحات شبكات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها وسم "إلا رسول الله".

وفي محاولةٍ لاحتواء الأمر، أصدر حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في الهند بيانًا أكد خلاله احترامه لجميع الأديان، منددًا بشدة بإهانة أي شخصية دينية وذلك على خلفية تصريحات الناطقة باسمه نوبور شارما ومسؤول الإعلام نافين كومار جيندال ضد الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم".

وقال الحزب، في بيانه، "يحترم حزب بهاراتيا جاناتا جميع الأديان وذلك عبر آلاف السنين من تاريخ الهند، ويندد بشدة بإهانة أي شخصيات دينية".

وأعلن الحزب طرد المسؤول الإعلامي من عضوية الحزب، كما أعلن إيقاف الناطقة باسمه عن مزاولة نشاطها داخل الحزب.

استنكار منظمة التعاون الإسلامي

وخلف الأمر موجة غضب شديد في العالم الإسلامي وصلت إلى المستوى الرسمي، فقد أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها واستنكارها الشديدين للإساءات الأخيرة الصادرة عن مسؤول في الحزب الحاكم بالهند إزاء النبي محمد "صلى الله عليه وسلم".

وقالت الأمانة العامة، في بيانٍ صادرٍ عنها نشرته على موقعها الإلكتروني، "تأتي هذه الإساءات في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند، وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم، خاصة في ضوء مجموعة من القرارات بمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية في عدد من الولايات الهندية وعمليات هدم لممتلكات المسلمين، إضافة إلى تزايد أعمال العنف ضدهم".

وطالبت الأمانة العامة السلطات الهندية بالتصدي بحزم لهذه الإساءات وكل أشكال التطاول على الرسول الكريم "صلى الله وعليه وسلم"، وعلى الدين الإسلامي وتقديم المحرضين والمتورطين ومرتكبي أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد المسلمين إلى العدالة ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها.

استهجان الأزهر

وفي مصر، أعرب الأزهر الشريف عن إدانته واستنكاره الشديد لما نشره المتحدثة الرسمية باسم حزب بهاراتيا جاناتا في الهند على صفحتها على "تويتر" من تطاول وسوء أدب في الحديث عن رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" وزوجه أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة، وما كشفه كلامها من جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع في الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة.

واعتبر الأزهر الشريف تلك التصريحات "سخفًا من القول الذي يُردِّدُه بين الحين والآخر كل حاقد على الإسلام والمسلمين"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن مثل هذا التصرف هو "الإرهاب" الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة.

وشدد الأزهر على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بأن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين.

ومن جهته، أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" أشرف وأكرم وأطهر وأنبل وأعز خلق الله قاطبة منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها إلى أن يرثها سبحانه، مدينًا أدنى مساس لفظي به، ومؤكدًا أن الإساءة إليه عداء سافر للإسلام والمسلمين في شتى بقاع الدنيا.

وأشار جمعة الي أنه لن يتحقق سلام البشرية بازدراء الأديان والمقدسات، ولا بد لعقلاء العالم من لجم دعوات التطرف تلك التي قد تنحرف بعالم اليوم عن طريق الحوار الحضاري والسلام والعيش الإنساني المشترك إلى تطرف وتطرف مضاد تدفع البشرية كلها ثمنه باهظًا. 

مذكرات احتجاج لدى سفراء الهند

واستدعت وزارة الخارجية الكويتية، اليوم الأحد 5 يونيو، سفير الهند لدى الكويت، حيث التقى بمساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، الذي سلّمه مذكرة احتجاج رسمية تعرب فيها عن رفض دولة الكويت القاطع وشجبها للتصريحات المسيئة للرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم"، التي صدرت عن أحد المسؤولين في الحزب الحاكم في الهند.

وأوضحت الوزارة، عبر موقعها الإلكتروني، أنه في الوقت الذي ترحب فيه دولة الكويت بالبيان الذي أصدره الحزب الحاكم في الهند، والذي أعلن خلاله إيقاف المسؤول المذكور عن ممارسة مهامه وأنشطته في الحزب بسبب هذه التصريحات المسيئة، فإنها تطالب باعتذار علني لتلك التصريحات المعادية والتي سيشكّل الاستمرار فيها دون إجراء رادع أو عقاب إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض لعناصر الاعتدال.

وأكدت الخارجية الكويتية أن إصدار مثل هذه التصريحات ينم عن جهل واضح لرسالة السلام التي يحملها ديننا الإسلامي وسماحته، والدور الكبير الذي لعبه الإسلام في بناء الحضارات في جميع دول العالم بما فيها الهند.

نفس الأمر قامت به قطر، وقامت وزارة الخارجية القطرية باستدعاء سفير الهند بالدوحة ديباك ميتال لتسلمه مذكرة احتجاج وتبلغه رفضها التام للتصريحات المسيئة للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم".

وقال بيانٌ للخارجية القطرية، أمس الأحد، إن "السفير ديباك ميتال تم استدعائه وتسليمه مذكرة رسمية، أعربت فيها (الخارجية القطرية)، عن خيبة أمل دولة قطر ورفضها التام وشجبها للتصريحات التي أدلى بها مسؤول في الحزب الحاكم بالهند".

موقف السعودية

وفي المملكة العربية السعودية، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن شجبها واستنكارها للتصريحات الصادرة عن المتحدثة باسم حزب "بهاراتيا جانات" الهندي الحاكم، من إساءة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، مؤكدة رفضها الدائم للمساس برموز الدين الإسلامي، كما ترفض المساس بالشخصيات و الرموز الدينية كافة.

ورحبت الخارجية السعودية بالإجراء المتخذ من حزب "بهاراتيا جانات" بإيقاف المتحدثة عن العمل، مجددة التأكيد على موقف المملكة الداعي لاحترام المعتقدات والأديان.

باكستان: نضحي بحياتنا من أجل نبينا

ومن جهته، ندد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالتعليقات المسيئة للناطقة باسم حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في الهند ومسؤول الإعلام ضد الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم".

وقال شريف، في تغريدة له عبر "تويتر"، "أدين بأقوى كلمات ممكنة، التعليقات المسيئة لزعيم حزب بهاراتيا جاناتا الهند حول نبينا الحبيب (صلى الله عليه وسلم). لقد قلنا ذلك مرارًا وتكرارًا أن الهند تحت حكم مودي تعتدي على الحريات الدينية وتضطهد المسلمين"

وأضاف: "حبنا لمحبتنا للنبي الكريم أسمى. يمكن لجميع المسلمين أن يضحوا بحياتهم من أجل حب واحترام نبيهم الكريم".

اقرأ أيضًا: الكويت تستدعي سفير الهند لديها وتسلّمه مذكرة احتجاج على التصريحات المسيئة للرسول


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة