محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

صراعات وهمية

الأخبار

الأحد، 12 يونيو 2022 - 07:48 م

إذا أردت الفصل بينك وبين كل ما يحيط بك حتى تريح نفسك من عنائها تجد أن الأحداث تتلاحق لتقتحم عليك هذا السكون الذى أحطت نفسك به، لتكتشف فيما بعد أن هذا الزخم الذى صنعه البشر ما هو إلا هروب من الهموم التى أحاطت به لتدرك بعدها الحقيقة وهى أننا لا نتقن إيجاد الحلول لكل حدث بل تعلو وتيرته حتى يأتى غيره فينزع عنه الاهتمام والمكانة التى احتلها فى عقولنا ليصبح بعدها لا شئ.. فإذا أردنا سردها نجد أولها يتمثل فى معركة التسريبات بين قطبى ناديين، ويأتينا بعدها حدث آخر وهو تمثيل لاعب الاسكواش المصرى انجلترا ليلعب باسمها متنازلًا عن جنسيته المصرية ليخفف من وتيرة هذا الحدث الفج وتعلو صيحات الوطنية وتدق طبولها ضده وما لبثت تلك الطبول تقرع وتعلو وتيرتها حتى يلاحقها حدث آخر ينزع منها الريادة والبطولة وتجتمع عليه قلوب المصريين جميعًا، وهو لقاء المنتخب المصرى بنظيره الإثيوبى وسرعان ما تتفرق هذه القلوب المُتوحدة بعد أن مُنى المنتخب بالهزيمة وهنا ذهب كلٌ منا فى تحليل تلك الخسارة، وفى وقفة مع النفس أجد أننا نسعد بأن يظهر على السطح حدث ينسينا همومنا اليومية ويشغلنا عنها ورغم ذلك ننقسم عليه.


ففى الحدث الأول يذهب بعضنا إلى التشفى فى هذا الطرف ويرى البعض الآخر أنه مصدر للقوة الذى لايستطيع أحد الصمود أمامها فكلانا مخطئ لإعطاء الأمور أكثر من حجمها ولو تركناها وانشغلنا بهمومنا لم تجد تلك البذاءات طريقها للانتشار.


وفى الحدث الثانى أجد حالة الوطنية المتلازمة للبعض، تأتى نتيجة التسرع فى إصدار الأحكام على الآخرين دون أن نُكلف نفسها عناء الوقوف على الأسباب التى جعلت الآخر يتصرف هذا التصرف أو دراسة نفسيته لنعلم النتيجة المُترتبة على ذلك، وفى الحدث الذى اجتمع عليه الجميع وتفرقوا بعد النتيجة، أرى كلا الطرفين مخطئا لأننا بالفعل لايوجد عندنا لعبة يعشقها لاعبوها قبل جمهورها بل هى زفة عروسة إن مرت بسلام كانت ليلة من ليالى ألف ليلة وليلة وإن لم تمر تبادل الجميع الاتهامات بالتقصير، نحن لا نهتم بما فى أيدينا كى نعطيه كل ما يستحق منا، بل نخوض معارك نفسية قبل أن تكون مجتمعية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة