عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغداً

عصام السباعي يكتب: أصحاب العقول المريضة

عصام السباعي

الإثنين، 13 يونيو 2022 - 12:19 م

فى الوقت الذى يواصل فيه المصريون مسيرتهم، يتخطون الصعاب، ويواجهون التحديات، ويحققون النجاحات، ويتداركون الهفوات، ابتلانا الله بفئة من أصحاب العقول المريضة، وذوي القلوب الأكثر مرضاً، هؤلاء الذين يتخيلون النقطة السوداء في الثوب الأبيض، الذين لا يشعرون أنهم على قيد الحياة إلا لو وجهوا سهام النقد لأجمل لوحات العمل، وأمسكوا بأقلامهم لسكب السواد على أى مشهد جميل، وينشط هؤلاء فى أجواء معينة، ويتجمعون كما القطيع ويتحدثون بلغة واحدة تقتل الأمل فى القلوب، وتدفن قيمة العمل، وتزرع اليأس فى النفوس، وما ألعن هؤلاء وما أحقرهم!

لا أقصد بكلامى أبداً أى معارض أو أى أصوات معارضة، نعم نحن لازلنا فى وسط المعركة من أجل التنمية، والحرب ضد الإرهاب، ومواجهة تحديات الوباء والحرب الأوكرانية، تحت مظلة التوافق الوطنى وراية العلم المصرى، ورغم كل تلك الظروف تبقى المعارضة الوطنية جزءاً أصيلاً من النظام المصرى، بل وشريكاً أساسياً، وكما أعلم فلا توجد ملاحظة أو نقد معتبر، لم يتم اتخاذه فى الحسبان، ولكن من أقصدهم هم أصحاب القلوب والعقول المريضة، حيث نشطت رياحهم المسمومة، التى حملت لنا قبل فترة، أكاذيب رخيصة بأن مصر قد أعلنت إفلاسها، برغم أن كل الشواهد تؤكد تماسك اقتصادها وقوته وقدرته على مواجهة ما استجد فى النظام الاقتصادى العالمى أعقاب كورونا والاجتياح الروسى لأوكرانيا، فمصطلح إفلاس دولة ما، يعنى إعلانها عدم قدرتها على سداد التزاماتها الدولية، فى حين أن مصر واجهت الأزمة وسددت كافة التزاماتها على كل المستويات، وكانت الرسالة إيجابية ومحل إشادة من المؤسسات العالمية، ولا يمكن بالطبع لصاحب عقل أن يصدق كلاماً يخالف المنطق، ولكن قلوبهم المريضة جعلتهم يدعون ذلك.

ولا أبالغ إذا قلت إن كلامهم يخلو من أى منطق أو ترابط، ولا يصدقه إلا عبيط أو واحد من أصحاب نفس المرض الذى يعمى القلوب والعقول، ومهما انكشفوا وانفضحوا فهم لا يتوقفون، ولا يجد الحياء طريقاً لهم، آخر ما قرأت وسمعت وشاهدت، تلك الكذبة الحقيرة حول أسباب تراجع احتياطى النقد الأجنبى، ولا أحتاج للخوض فيها، لأن أى عاقل لن يتوقع غير ذلك فى ظل التداعيات العالمية للتضخم العالمي، وتداعيات الأزمة الأوكرانية ورفع الفيدرالى الأمريكى لأسعار الفائدة، والغريب أن تلك الكلمات بنصها وبكل ما فيها من مرض وكذب، تدور على مواقع التواصل الاجتماعى لتشكيك الناس فى قيادتها وإشاعة اليأس بينهم ونشر الإحباط فى مواقع العمل والإنتاج التى لم تتوقف لحظة، ونسى أصحابها أن أدلة كذبها فيها، فمن الطبيعى أن ينخفض احتياطى النقد الأجنبى بسبب نتائج التطورات العالمية واللوجستية وحرب أوكرانيا، من المنطقى أن تحدث أزمة لأى دولة، حتى أمريكا نفسها التى صرخ أهلها من ارتفاع الأسعار غير المسبوق وخاصة فى البنزين، واختفاء السلع وخاصة الألبان، وظهور تقارير فى لندن بمخاوف من حدوث مجاعة، وانتكاسات اقتصادية لم تشهدها ألمانيا وغيرها من الدول منذ عقود طويلة، فما بالك بدولة مثل مصر بتعداد يزيد عن ١٠٠ مليون فم ونفس، صارعت كل الظروف حتى حاربت الإرهاب وقهرته، وحققت ملحمة اقتصادية مكنتها من مواجهة تداعيات وباء كورونا والحرب الروسية، مصر التى تقف على قدميها، توفر وتؤمن كل السلع الأساسية، وكل مواطن يرى بنفسه توافرها بما فى ذلك الزيت بأنواعه، الذى أصبح سلعة نادرة فى دول أخرى محترمة، ثم يأتى مريض القلب والعقل ويسخر من الفشل الذى أدى لانخفاض الاحتياطى النقدى !

الأكيد أن الحكومة المصرية تستحق الإشادة، وكذلك البنك المركزى، وخاصة على مستوى التناغم والتنسيق بين السياستين المالية والنقدية، وهو أمر لا يسعد هؤلاء المرضى، فمصر نجحت فى سداد التزامات قيمتها حوالى 24 مليار دولار منذ بداية العام الجارى، بمتوسط 4.5 مليار دولار شهريًا، مع الحفاظ على المستوى الآمن للاحتياطى الذى يكفى واردات تزيد على 3 أشهر من السلع الاستراتيجية وغير ذلك من المستحقات، ومثل تلك الخطوة وذلك الرقم يدعمان الثقة فى الاقتصاد الوطنى، ومن العلامات الإيجابية القوية التى تعزز من التصنيف الائتمانى لمصر.

عقولهم المريضة تجعلهم يطعنون وطنهم بأى طريقة، ولا يكاد الناس يكشفون كذبهم، حتى يروجوا لكذبة جديدة، مفادها أن مصر قد سقطت فى بئر الديون الخارجية، إنهم يكذبون وهم يعلمون أن نسبتها فى الحدود الآمنة المتعارف عليها عالمياً وبشهادة مؤسسات التصنيف الدولية، ونجحت فى خفضها لتصبح حوالى 75% من الناتج المحلي، ولا يتضمن هيكلها سوى 8.8% ديونا قصيرة الأجل، مقابل 91.2% ديونا طويلة الأجل وبشروط ميسرة، وليتهم يعلمون أنهم مكشوفون ومفضوحون، وهو الأمر الذى حدث بالأمس، وسيستمر فضحهم وفضح أكاذيبهم، فيما يمضى الشعب المصرى فى طريقه واثق الخطى على طريق العمل والتنمية ومواجهة كل التحديات.. ودوماً وأبداً .. تحيا مصر.

بوكس

لماذا لا يقدم مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وقبلهم رئيس لجنة الحكام استقالتهم الجماعية، قبل أن ينزل أي حكم بصفارته إلى أرض الملعب..
عيب عليكم!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة