المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد» والفدائي الفلسطيني «بكر حجازي»
المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد» والفدائي الفلسطيني «بكر حجازي»


لقاء تاريخي.. المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد» والفدائي الفلسطيني «بكر حجازي»

نسمة علاء

الإثنين، 13 يونيو 2022 - 01:19 م

هل تتذكرون «جميلة بوحيرد»؟ وهل تعرفون «بكر حجازي»؟.. التقت المناضلة الجزائرية والفدائي الفلسطيني لأول مرة على أرض الجزائر عام 1971.

 

حينها جلست الفدائية جميلة بوحيرد التي عانت الهول داخل السجون خلال ثورة الجزائر مع الفدائي الفلسطيني الذي قاسى التعذيب بين سجون إسرائيل، فماذا دار خلال اللقاء؟، وكيف عرف «حجازي» ملامح «جميلة» قبل أن يراها وجهًا لوجه مع أطفالها؟

 

في حوار هاديء فريد من نوعه ينبع من مشاعر تجمعت عبر مئات التجارب العصيبة دار الحديث بين جميلة بوحيرد وبكر حجازي، وما كان أحد يتوقع أن يلتقي الاثنان، فالأول بدأ طريق الثورة الفلسطينية عام 1965، والذي أسره الإسرائيليون أثناء انسحابه إلى خارج الأرض المحتلة عام 1948 بعد إحدى العمليات الناجحة، لقد أطلق سراحه بعد أن حكم عليه بالإعدام ثم بالمؤبد وهذا بعدما تم تبديله بأسير إسرائيلي. 

 

أما الثانية فهي «جميلة بوحيرد» الفتاة الجزائرية التي انتقمت بنضالها من قتل المستعمرين الفرنسيين للأطفال والنساء والأبرياء من أبناء الجزائر وكانت لا تتجاوز العشرين من عمرها، وبعد أن ألقي القبض عليها أذاقوها مر العذاب لتعترف على أخوانها ولكنها أبدًا لم تفعل، وقد أطلق سراحها وجميع زملائها وزميلاتها بعد أن انتزع الجزائريون استقلالهم وطردوا المستعمر عام 1962.

 

وكان للقاء الإثنين قصة طويلة تم نشرها في مجلة آخر ساعة في 23 يونيو عام 1971؛ حيث أن هذا اللقاء بدأ في وجدان «حجازي» - كما قال – عندما ألقي القبض على جميلة بوحريد عام 1975 وتم الحكم عليها بالإعدام، وحينها كان «حجازي» يتألم لتعذيبها وتعذيب أبناء الجزائر وتمنى لو يرفع عنها وعنهم هذا التعذيب، ولكن بعدها حكم عليه هو الآخر بالإعدام.

 

واشترط «حجازي» على الإسرائيليين تعيينه لمحام عربي يأتي من خارج الأرض المحتلة، وبالفعل دخل المحامي إلى زنزانته وعانقه ثم طلب «حجازي» منه أن يطلعه على إثبات شخصيته، فقد تعلم من السجون ألا يثق في شيء، وأخرج المحامي جوازي سفر أحدهما جزائري والآخر فرنسي، ومعهما صورة له وزوجته خارجين من المسجد بعد عقد قرانهما وأطلعه المحامي على الصورة ونظر «حجازي» فيها، إنها جميلة بوحيرد.

 

إذن فإن الزوج هو منصور فرجيس محامي جميلة بوحريد الذي أسلم وتزوجها وغير اسمه لمنصور بدلا من جاك، وقام حجازي ليحتضن المحامي هذه المرة، وبعدها تم تبادل حجازي بأسير فتح فايزن باوزر.

 

لقاء في الجزائر

 

وعاد «حجازي» إلى سلاحه ورفقائه وأول ما فعله هو السؤال عن محاميه وعن جميلة، وأكملت الأيام دورتها وذهب «حجازي» للجزائر ليحقق حلمه ويقابل جميلة، والتقى المناضلان وكانت لحظات رائعة ورحبت به جميلة في الجزائر.

 

ثم سأل حجازي جميلة عن آثار تعذيبها، فقالت: الحمدلله فأنا سليمة وقد عالجت كل شيء إلا أنني أعاني من ضعف زراعي الأيسر بسبب الشلل الذي كان قد أصابه.

 

وبعد ذلك سأل حجازي عن منصور الذي كان يعمل خارج الجزائر في هذا الوقت، ثم قال حجازي لجميلة: كيف مرت عليك أيام سجنك؟

 

 فقالت: لا أكاد أذكرها إلا ككابوس انقشع مع رحيل المستعمر وعودة بلادنا إلينا.

 

ثم قالت له: وأنت؟

 

قال: أنا تقريبًا كذلك لكنني خرجت من السجن بجسدي فقط وتركت روحي داخله مع هؤلاء الشباب والشابات الذين يزدادون قوة كلما ازداد عليهم العدو قسوة، وهنا دعت جميلة بنصر الشعب العربي الفلسطيني.

 

 المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة