عصام السباعي
عصام السباعي


الحوار الوطنى.. والأخلاق

عصام السباعي

الإثنين، 20 يونيو 2022 - 03:20 م

لم أتخل يوما عن قناعتى بأن الأخلاقيات هى الأساس لأى نجاح، على أى مستوى مؤسسى بداية من الدولة مهما كبر حجمها، وحتى أصغر منشأة أو أى فرد يعمل فيها، وكما أن للسلع والدول دورة حياة، فلا يمكن أن تعيش الدولة وتنمو وتزدهر إلا فى مناخ أخلاقى تقوى به الدولة وتحيا أو تضعف وتتدهور، والفرق كبير بالطبع بين الحلال والحرام وما تنادى به الأديان، وبين المقصود من كلامى، لأن مفهوم الحلال والحرام قد ينطبق على ما توسوس به النفوس، فيما أن الأخلاقيات هى مدونات بشرية يحكمها الدليل، وتطبق فيها العقوبات، فالغش مرفوض فى كل ملة ودين والحساب عليها فى يوم الحساب، أما الغشاش فى حياتنا، فيخضع لحكم القانون، ولا توجد دولة أصبح لها مكان بين الأمم المتحضرة، ولا مؤسسة أخذت مكانها فى السوق العالمى إلا من خلال التزامها بمدونة سلوكيات وأخلاقيات، وهكذا يمكن أن نجد شركة الشيكولاتة العالمية تقرر سحب كل منتجات تشغيلة معينة من كل دول العالم، لأنهم اكتشفوا قطعة منها فى بلد ما، وفيها بقايا لا تذكر من البلاستيك، وقس على ذلك باقى السلع حتى المعمرة منها مثل السيارات والثلاجات، وهكذا كان الأمر بين الدول، وأرجوكم تذكروا حكاية قانون أخلاقيات الحياة العامة الفرنسى، فقد كانت بداية التفكير فيه تتعلق بمشاكل فى أخلاقيات العمل السياسى، وتم إعداده بحيث يضع للسياسى مدونة سلوك لا يجب أن يتجاوزها .

أتحدث عن قضية اهتم بها المفكرون القدماء، ويكفينى الإشارة إلى أن ابن خلدون كان قد تناولها فى مقدمته، نعم ليس بشكل مباشر، ولكن فى إشارات واضحة جداً، واهتم بها العديد من الفلاسفة، كما أننى أكتب هنا عن موضوع تضمنته المادة 10 من الدستور «الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية، وتحرص الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها»، أتحدث عن رفضنا التام لشيء نسميه «العيب»، وتأييدنا الكامل لقيمة اسمها الشرف، أتحدث عن مدونات سلوك وقواعد أخلاقية موجودة فى كل مهنة، وفى كل مؤسسة، وتخيلوا لو التزم الكل بما فيها، ولم يفعلوا نواهيها، تعالوا احسبوا المكاسب الهائلة لو دعمناها واحترمناها كما يجب، تخيلوا مجتمعا لا يتجاوز أحد حدوده ولا يحصل على ما ليس من حقه، يلتزم بدوره فى الطابور عند تلقيه أى خدمة، يسير بسيارته فى حارته ويلتزم بآداب المرور، يحصل على حقه وفق اللوائح فى كل مصلحة، ووفق توقيتات زمنية محددة، تخيلوا لو كانت تلك المدونات السلوكية موجودة ومطبقة فى كل مؤسسة، المؤكد أن شكل حياتنا سيكون أجمل وأيسر وأكثر هدوءا !

أتمنى لو حظى موضوع الأخلاقيات والمدونات السلوكية، بمساحة من الوقت والاهتمام فى الحوار الوطنى المصرى، وهى قضية تخص كل المجتمع وكل القطاعات، وخاصة فى مجال الإعلام، وتحديدا ما يتعلق بتطبيق الأكواد المهنية ومواثيق الشرف، أتمنى أن يضع رجال السياسة مدونتهم الخاصة بالأخلاقيات السياسية، مستعينين بالتجارب العالمية فى ذلك المجال، أتمنى أن يحظى الموضوع بما يستحق من اهتمام سواء على مستوى الدولة أو المواطن.

يجب أن نهتم أكثر بملف الأخلاقيات والمدونات السلوكية، فهى التى ستطهر أى مهنة من أفعال عديمى الضمير، وتحمى أى مؤسسة حكومية من سلوكيات منزوعى الشرف، وتحمى البلد من كل هؤلاء، فلا مكان فى الجمهورية الجديدة التى أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأى ضال عن القانون، وأى متعد على الأخلاق .. ودائما ودوما وأبدا.. تحيا مصر .

بوكس

تعلمت من ذلك الجيل من إدارة ولاعبى النادى الأهلى، أنه يجب إغلاق التلفزيون وعدم مشاهدة أى مباراة لهم.. كل التحية لفريق الزمالك.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة