نجيب الريحاني
نجيب الريحاني


كنوز| ما هو مصير مقتنيات «الريحاني» في فيلا المعادى؟

عاطف النمر

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 05:28 م

احتفت صفحة «كنوز» الخميس الماضي بالذكرى الـ73 لرحيل عبقري الكوميديا نجيب الريحاني، وطرحنا كل الشهادات التي تؤدي لحل لغز وفاته، واختتمنا الموضوع بالسؤال عن مقتنياته التي تبعثرت بسبب صراع الورثة، واليوم نحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال ما نشر فى الصحف بعد وفاته، ونسأل بكل حب وتقدير لهذا الفنان الرائد: لماذا لم تقيم له الدولة متحفا في قصره بحدائق القبة الذي استفادت به وأصبح قصرا للثقافة يحمل اسمه ؟! 

نشرت «آخر ساعة» أن مندوبها كان ضمن من دخلوا شقة الريحاني بعد وفاته بساعات بعمارة الايموبيليا، وكان شاهدا على حصر بعض مقتنياته بالشقة التى كانت عبارة عن «44 بدلة، و20 بيجامة وجلبابا، و15 حذاء، وإنجيلا ومصحفا وصورة للقديسة سانت تريزا، ومذكرات تشرشل بالفرنسية، وكتاب «حسن البيان» فى تفسير مفردات القرآن، وكتاب ألفية ابن مالك، ومسرحيات لشكسبير، وكان بالشقة كلبته الوفية «ريتا» التى أصابها الحزن وكأنها كانت تعلم برحيل صاحبها فانقطعت عن الطعام حتى ماتت بعد يومين ! ومقتنيات أخرى كانت فى حوزة شقيقه يوسف الذى انتقل للإقامة بالشقة، وقد تبددت فى مزاد لصالح الضرائب ! 

خرجت بديعة مصابني من تركة الريحاني وفاز بها شقيقه يوسف، وفي عام 1961 اكتشفت مصلحة الضرائب أن مسرح الريحانى الذى أجره يوسف لورثة بديع خيرى مدين بمبلغ 200 جنيه عجزعن سدادها !! فتم الحجز على منقولات شقة الريحانى التى طرحت فى مزاد علنى، ورحل يوسف بعدها بأيام فى 22 أغسطس 1961، وعاد نجله «بديع» من لندن بصحبة زوجته الإنجليزية، ونقل ما تبقى من مقتنيات عمه إلى فيلا يقطنها بالمعادي، وكانت عبارة عن مسرحيات بخط الريحانى، ولوحة كبيرة رسمها له الفنان الإيطالي «بابادوبلو» التي انتقلت فيما بعد لمتحف الأوبرا منذ تسعينيات القرن الماضي، ومقتنيات أخرى. 

أما قصر الريحاني الذي شيده المهندس الإيطالي «شارل عيروت» في حدائق القبة فلم يدخله، وأغلق بعد رحيله مباشرة، وباع ابن شقيقه الأرض التي كانت تحيط به بالتقسيط لسكان الحي الذين توقفوا عن السداد بعد القسط الثاني، واختنق القصرالبالغ مساحته 1500 متر مربع بالبنايات السكنية، وفي عام 1970 استأجرته وزارة الثقافة بعقد بين وكيل الوزارة سعد الدين وهبة وبديع الريحاني بقيمة ايجارية 100 جنيه شهريا.

وافتتح فيما بعد باسم «قصر ثقافة الريحانى»، ومن الكنوز المفقودة لوحة للريحانى من النحاس البارز صممها فنان فرنسي كانت موجودة بشقة الايموبيليا نقلها سليمان بك نجيب لدار الأوبرا التى كان يتولى رئاستها لتأبينه فى ذكرى الأربعين، ونجت اللوحة من حريق الأوبرا، وللأسف تم بيعها ضمن مخلفات الحريق لتاجر روبابكيا باعها مع عدد من الصلبان لأحد الرهبان !

يقول المخرج نبيل خيرى أكبر ابناء بديع خيرى فى حوار صحفى ان بديع يوسف الريحانى توفى عام 2005 وانتقلت الفيلا التى كان يقيم فيها بالمعادى لزوجته الإنجليزية «مرجورى» التى توفت بعده بخمس سنوات فى 4 فبراير 2010 ولم يكن لها وريث مما جعل بنك ناصر الاجتماعى يضع يده على الفيلا رقم 8 بشارع بورسعيد بالمعادى، وقدرت قيمتها المبدئية بنحو 22 مليون جنيه.

اتخذت الإجراءات القانونية وتم تشميع الفيلا، وفى 7 مارس 2010 ظهرمحام قام بعمل محضر اثبات حالة قال فيه إن السيدة مرجوري لها ثلاثة ورثة يقيمون في بريطانيا !

وسرعان ما انطلقت الأحداث الغامضة، واكتشف بنك ناصر قيام شخص مجهول بسحب مبلغ 400 ألف جنيه من حساب بديع من بنك الإسكندرية بموجب إعلام وراثة رسمى، برغم عدم وجود ورثة لبديع الريحانى أولأرملته الإنجليزية مرجورى، وكشفت الأحداث المتلاحقة عن محام أخر تقدم لشهر عقارى المعادى بطلب تسجيل نفس الفيلا، باعتباره وكيلا عن ورثة السيدة مرجورى، بموجب توكيل موثق من شهرعقاري نادي الجزيرة !

كل هذه الأحداث الغريبة التي تستوجب أكثر من علامة تعجب واستفهام لا تعنينا الآن، ما يهمنا هو أن وزير الثقافة الفنان فاروق حسني شكل لجنة لجرد الفيلا بالتعاون مع بنك ناصر، وأثبت محضر الجرد عثور اللجنة على «تمثال كشكش بك مصنوع عام 1924، وعلبة فاخرة وثرية مهداة له عام 1940، ومجموعة من الملفات القديمة، ومجموعة أسطوانات، ودفتر توزيع أدوار فيلم «أحمر شفايف»، ومجموعة صور ضخمة للريحانى وأفيشات أفلامه، و4 مخطوطات لمسرحية بدون اسم بخط الريحانى وبديع خيرى، وسيناريو فيلم «غزل البنات» بتعليق من الفنانة ليلى مراد، وتعديلات على بعض مشاهده بخط الريحانى، و30 نوتة موسيقية لأغانى مسرحياته، و30 مخطوطاً لعدد 30 مسرحية منها «البرنسيسة - ابقى اغمزني - علشان سواد عنيا - المحفظة يامدام - الدنيا ماشيا كده ... إلخ»، وملف أغاني «لعبة الست»، ومسودات بخط الريحانى لمسرحيات « إلا خمسة - ومحدش واخد منها حاجة - و30 يوم في السجن».

ودرع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وألبومات صور وطوابع، وقامت لجنة الجرد بوضع كل هذه المقتنيات داخل صندوق من الكرتون، وتم تشميع الفيلا ووضع أختام البنك عليها، واندلعت بعدها انتفاضة 25 يناير 2011، وتغيرت قيادات وزارة الثقافة وبنك ناصر فتجمدت ازمة الفيلا التي صدر بشأنها حكم نهائى لصالح الورثة الأجانب فى ظل انشغال وزارة الثقافة وبنك ناصر بالمتغيرات السياسية التى تجعلنا نتساءل عن مصيرمقتنيات الريحانى التى كانت بالفيلا، هل تسلمتها وزارة الثقافة ؟. 

ما يؤكد أن الوزارة لم تتسلمها ان أبو الفضل بدران رئيس هيئة قصورالثقافة كان قد تفقد قصر الريحانى بعد تجديده فى 8 نوفمبر 2015 واقترح فكرة إقامة متحف للريحانى فى قصره، وطلب تجميع مقتنياته، ومن يومها لم نسمع عن متحف أقيم للريحاني، فما هو مصير مقتنياته التي كانت بالفيلا، وشقة الإيموبيليا ؟ .

إقرأ أيضاً|صور | نجوم الزمن الجميل يستقبلون حفل افتتاح مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة