عصام السباعي
عصام السباعي


عصام السباعي يكتب: لا تدعوا «الضال» يحبطكم!

عصام السباعي

الإثنين، 11 يوليه 2022 - 01:38 م

لا يحبون أن نفرح، وتحزنهم مشاهدة أى لحظة نجاح، ويصيبهم البؤس مع كل إنجاز يتم تحقيقه، ينشرون التشاؤم والسواد فى كل مكان يظهرون فيه أو يصلون إليه، لا يستطيعون أن يعيشوا وسط  أى نوع من الابتسام، أو عند الإنجاز وفى لحظات الانتصار، وساعة لقاء الأصدقاء والأحباب، حتى تلاقى المصريين وحوارهم وتوافقهم، يزعجهم.. يربكهم!

هؤلاء هم جماعة المغضوب عليهم ، لا يكتفون بالعنف فى مسلكهم، من أجل تحقيق أغراضهم الدنيئة، ولكنهم يزرعون الديناميت فى أى شيء حلو أمامهم، ويشوهون أى صورة حلوة تراها عيونهم، أو أى شخصية ملهمة لا تتوقف عن العطاء لبلدها، أشاعوا قبل أسابيع أن مصر ستعلن إفلاسها، وتداولوا تلك الأكاذيب وهم يعرفون أن مصر بعيدة عن ذلك، ولم تتوقف يوما عن سداد أى التزام عليها، قمة الغرابة أن يفتح أحد الإعلاميين الباب للمناقشة من خلال شخص واحد، ويقوم بتلوين كل المشهد الاقتصادى باللون الأسود، ودونما نقطة نور واحدة، وكان على ذلك الإعلامى أن يكون موضوعيا، ويحرص على وجود من يرد عليه ويصحح أرقامه، يوضح الأسباب القهرية التى يعرفها أى تلميذ اقتصاد، واستدعت اتخاذ بعض الإجراءات، على أن يتم ذلك فى نفس الحلقة وليس بعدها ولو بساعات، وحقيقة فما فعله صاحبنا هو نوع «إعلام الصابون»، الذى  يدعك فى القضايا ويعمل رغوة  كبيرة، ولكن لا ينتهى أبدا إلى أى درجة من النظافة، وما أحوجنا إلى أن نناقش فى حوارنا الوطنى قضية «مثلث الإعلام الذهبى»، وأعنى بها: الصدق والدقة والموضوعية، وكيف نضمن التزام الإعلام بها؟ وكيف نجعل المناقشات علمية لا تتعامل مع الأرقام المجردة، ولكن تضعها فى سياقها الصحيح، لكى نفهم القصة الاقتصادية بشكل موضوعى.

وهؤلاء الضالون المضللون، لا يسعدهم سماع أى خبر حلو، فقناعتهم أن قيمتهم تكبر بقدر اتساع الظلام الذى ينشرونه فى الأجواء، أستعيد متابعتى لأحد المصريين، وهو يستعرض الأرقام الخاطئة التى نقلها البعض عن الاقتصاد المصرى، مستعينا بتقرير وكالة رويترز، وأرصد تعليقاتهم التى تحاول تشويه ما حققناه من إنجازات مقارنة بما كان عليه الحال فى العام المالى 2013-2014، وعندما أنتهى وأبدأ فى متابعة تقرير آخر حول القائمة التى نشرتها مؤسسة فيتش الائتمانية العالمية، عن الدول التى أعلنت إفلاسها، وتضم 17 دولة ليس بينها مصر، تجد من يبحث عن اسم مصر، أو يتساءل عن اليوم الذى ستفلس فيه، وبالفعل فهؤلاء هم الضالون المضللون منزوعو الوطنية!

يحدث نفس الشيء مع كل نموذج جميل أو كل نموذج للنجاح فى أى مجال، وما أكثر صور الجمال التى أصبحنا نراها فى بلدنا، وكان آخرها ما شهدناه فى افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى عددا من المشروعات القومية فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وحكايات نجاح الشباب التى ترد الروح، وتزرع التفاؤل ببكرة، وتذكرت - وأنا أتابع ما تم - كلمات الرئيس السيسى: «معندناش ثروات.. وبقولكم كلكم.. علشان محدش يتوهم إنه فى الدولة المصرية ثروات..

إللى عندنا رمل ورخام وحجر جيرى»، وتأكيده أن «الدول تُبنى بالعمل والصبر والتضحية»، فما بالنا بالذين لا يرون نور الشمس، ويسعون من أجل إحباط الناس وقتل الأمل فيهم وإشاعة روح اليأس والتهوين من كل إنجاز وإعجاز، والتهويل من أى شائعة فى أى مجال، وخذوا عندكم على سبيل المثال وليس الحصر، لحظة فوز ابنتنا بطلة ألعاب القوى بسنت حميدة بسباق 100 متر سيدات فى دورة ألعاب البحر المتوسط وقبل أن تفوز بالسباق الثانى 200 متر، وكيف خطفت قلوبنا، وحققت فرحنا، بينما هؤلاء الضالون يركزون على أشياء أخرى تثبت حقارتهم ودنو أخلاقهم ودواخلهم، والهدف هو قتل الفرحة وتمزيق أى صورة جميلة للإنجاز تسعد قلوب المصريين.

ما أريد أن أقوله إننا يجب أن نكون على وعى بهم وبوجود أمثالهم معنا هنا أو هناك، يفعلون كل ذلك مع سبق الإصرار، وأفعالهم مقصودة ، وشائعاتهم مخطط لها .. وما يجب أن يتم أستطيع تلخيصه فى كلمات قليلة «احذروا هؤلاء الضالين المضللين.. لا تعطوهم آذانكم ولكن عقولكم.. افرحوا بإنجازاتكم.. لا تدعوا أى «ضال»  يحبطكم.. وكما نجحنا فى تجاوز الصعاب من قبل، سنكرر الإنجاز والإعجاز، طالما أننا على قلب رجل واحد نعمل ونخلص ونضحى ونصبر من أجل تحقيق الهدف الكبير لبناء الجمهورية الجديدة.

ملاحظة: أسعدنى جداً إقرار مجلس أمناء الحوار الوطنى لمدونة السلوك والأخلاقيات التى تنظم عمله، فقد كانت القضية التى ركزت عليها فى مقالى فى الأميرة «آخرساعة» فى عدد ٢٢يونيو بعنوان «الحوار الوطنى.. والأخلاق»، وأعتقد أن تلك المدونة السلوكية هى بداية النجاح لذلك الحوار.

بوكس

تابعت الكابتن تامر عبد الحميد على اليوتيوب، ثم تابعته لفترات متفرقات على القناة الفضائية، وعرفت أنه رجل ومحترم، صاحب كلمة لا تتغير، ومنطق لا يتبدل، وذمة صادقة وضمير حى .. أعتقد أن كل من تابعه «قبل وبعد»  سيتفق معى .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة