الأربعاء، 13 يوليه 2022 - 01:20 م

وقف الموسيقار محمد عبدالوهاب تماما كطالب في انتظار موعد انعقاد اللجنة لتأدية الامتحان، حيث كانت ورقة الإجابة تضم 4 أسئلة هي عدد كوبليهات الأغنية التي لحنها لفنانة الشعب أم كلثوم.

وكالطلبة ازداد توتره وموعد الامتحان يقترب خرج من منزله ليزور ضريح السيدة نفيسة ثم توجه إلى مقام السيدة زينب وأنهى جولته في جامع سيدي الشعراني بحي باب الشعرية الذي شهد طفولته.

 وفي تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق وقف عبدالوهاب أمام الباب الجانبي لسينما قصر النيل حيث يقام الحفل وطرق الباب أكثر من مرة ولم يرد أحد وعندما تنبهوا إلى وجوده بحثوا عمن يحمل مفتاح الباب فلم يجدوه.

 وبعد بحث استمر أكثر من خمس دقائق عثروا عليه وتوجه محمد عبدالوهاب فورا إلى غرفة استراحة الموسيقيين ليمضي فيها لحظات وقلقه يزداد أكثر وأكثر مع قرب موعد انعقاد اللجنة التي ستصحح أوراق إجابته، كان ذلك في أحد أيام عام 1972؛ بحسب ما نشرته أخبار اليوم.

كانت هذه اللجنة هي الجمهور الذي جاء لسماع الأغنية الجديدة لأول مرة  وحضرت أم كلثوم وكعادتها مشت فوق سجادة حمراء حتى وصلت إلى غرفتها وبعد أن استراحت 10 دقائق خرجت إلى المسرح لتقوم بجولة وسط العازفين لتسمع منهم الطبقة الصوتية التي سيعزفونها في مختلف مقاطع اللحن ثم جلست وكان معنى جلوسها امام فرقتها الموسيقية.

وبالفعل رفع الستار الذي ما كاد يرتفع حتى ضجت الصالة بالتصفيق الحاد وقال لها الحاضرون في وقت واحد: كل موسم وأنت طيبة يا ست.

بينما كان عبدالوهاب يقف خلف الستار في الجانب الأيمن من المسرح ليهمس في أذن بعض العازفين بملاحظاته وخاصة عند انتهاء لزمة موسيقية لتبدأ لزمة جديدة.

 وعلى بعد خطوات كان يقف بجواره أحمد شفيق كامل مؤلف الأغنية والدموع تنهمر في عينيه وعندما غنت أم كلثوم (يا حبيبي ونبض قلبي ونور حياته) لم يتمالك عبدالوهاب نفسه وقفز من فوق المقعد الذي لم يكن قد  استقر فوقه غير لحظات ليهتف قائلا الله الله إبداع إبداع يا ست.

 وخلع عبد الوهاب نظارته الطبية البيضاء ليجفف عرقه من عليها بعد انتهائه من تأدية الامتحان وغادر المسرح إلى منزله من نفس الباب الذي كان قد أغلق ولكنه في هذه المرة فتح له مسرعا وهو يستمع مع كل خطوة حتى سيارته إلى كلمة واحدة هي مبروك بينما عبد الوهاب يتمتم بكلمات غير واضحة وهو يرد عليهم.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم