الاول من اليمين ..أحمد كمال باشا، "أول عالم آثار مصري" في العصر الحديث
الاول من اليمين ..أحمد كمال باشا، "أول عالم آثار مصري" في العصر الحديث


أحمد كمال باشا.. أول عالم آثار مصري فى العصر الحديث

محمد طاهر

الخميس، 14 يوليه 2022 - 03:01 م

في شهر يوليو من عام 1851 ولد أحمد كمال باشا، "أول عالم آثار مصري" في العصر الحديث؛ ورحل عن عالمنا في عام 1923 عن عمر ناهز 72 عاما، بعدما علا نجمعه وسطع في سماء مصر والعالم.


 ترجع أصول أحمد كمال كما يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل إلى جزيرة كريت "وهي جزيرة كانت تتبع لحكم مصر خلال العصر العثماني". لكنه ولد بالقاهرة ونشأ فيها. 


 تعلم أحمد كمال، في طفولته القراءة والكتابة والحساب، وحفظ شيئا من القرآن الكريم. وبعد أن أتم تعليمه بالمدرسة الابتدائية، ثم التجهيزية، التحق بمدرسة "اللسان المصري القديم"، وهي المدرسة التي أنشأها العالم الألماني بروكش لدراسة الآثار واللغة القديمة.


ومن خلال هذه المدرسة أتقن اللغة المصرية القديمة والحبشية والقبطية وعددا من اللغات السامية، بل ونبغ في اللغة الفرنسية والألمانية والإنجليزية، هذا فضلا عن إتقانه للتاريخ المصري القديم.


وكان من المفترض أن تؤهله تلك العلوم واللغات للعمل بمصلحة الآثار المصرية، غير أن هذا المجال ولأنه كان حكرا على الأوروبيين بمصر، لم يتمكن من الالتحاق به؛ فعمل مدرسا للغة الألمانية بإحدى المدارس الأميرية بالقاهرة، كما عمل مترجما للغة الفرنسية بوزارة المالية. 


وبالرغم من ذلك ظلت رغبته في العمل بمصلحة الآثار غالبة عليه لدرجة أنه رضي بالعمل بوظيفة كاتب بالمصلحة، ثم ما لبث أن ترقى لدرجة مترجم، ثم معلم للغات القديمة بالمتحف المصري.


يضيف الباحث الأثرى د. حسين دقيل مؤكدا أن اسم أحمد كمال باشا برز في مجال الآثار سريعا؛ ففي التنقيب عن الآثار، كانت له مساهمات عظيمة بعشرات المواقع وخاصة في مدينة عين شمس وفي مصر الوسطى، بل ونشر تقارير علمية عن هذه الحفائر.


 وكان له دور بارز في العثور على مومياوات ملوك مصر بخبيئة الدير البحري بالأقصر مع الفرنسي ماربيت ماسبيرو.

 

واهتم بمجال المتاحف، وشارك في نقل الآثار إلى المتحف المصري وتنظيمه، وكان من أوائل المطالبين بإنشاء متاحف الأقاليم، ونجح في إنشاء متاحف بأسيوط والمنيا وطنطا، لا تزال تذكر فضله.


وكان له دور كبير في إدخال علم الآثار وتدريسه في مصر؛ فقد استطاع إنشاء فرقة لدراسة علم الآثار المصرية في "مدرسة المعلمين الخديوية"، بعد أن أقنع وزير المعارف حينها أحمد حشمت باشا، وقد تخرج من خلالها عدد من الطلاب الذين صاروا ملء السمع والبصر في مجال علم الآثار، منهم: سليم حسن، وأحمد عبد الوهاب باشا، ومحمود حمزة. 


بل وحاول بعد تخرجهم أن يلحقهم بالعمل في المتحف المصري إلا إن الأوربيين عرقلوا مساعيه في البداية، ولكن مع إصراره استطاع أن يلحق ثلاثة منهم بالعمل داخل المتحف عام 1923. وفضلا عن ذلك ساعد في إرسالهم إلى إنجلترا من أجل إكمال دراستهم لعلوم الآثار.


أما أهم إنجازات أحمد كمال باشا على الإطلاق؛ فهو تأليفه لـ "معجم اللغة المصرية القديمة"، وهو المعجم الذي جاء في 22 مجلدا، جمع فيه من مفردات اللغة المصرية وما يقابلها بالعربية والفرنسية والقبطية والعبرية. وقد استغرق رحمه الله في إنجاز هذا المعجم 20 سنة كاملة.


وبالرغم من ذلك؛ لم يكن هذا المعجم هو المؤلف الوحيد لأحمد كمال باشا؛ بل استطاع رحمه الله أن يضع العديد من المؤلفات الرائعة، منها: 


1- العقد الثمين في محاسن وأخبار وبدائع آثار الأقدمين من المصريين.

2- الفوائد البهية في قواعد اللغة الهيروغليفية.

3- اللآلئ الدرية في النباتات والأشجار القديمة المصرية.

4- بغية الطالبين في علم وعوائد وصنائع وأحوال قدماء المصريين.

5- الدر المكنوز في الخبايا والكنوز، "مجلدان الأول عربي، والثاني فرنسي".

6- ترويح النفس في مدينة عين شمس

7- ترجمة دليل متحف الإسكندرية من الفرنسية إلى العربية

8- ترجمة دليل متحف القاهرة من الفرنسية إلى العربية

9- الحضارة القديمة في مصر والشرق.

10- رسالة في التحنيط والجنازة عند قدماء المصريين.

اقرأ أيضا: «الناظر» يتحدث عن طرق انتقال جدرى القرود للإنسان ويكشف عن أعراضه

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة