عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

وجاءكم بايدن!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 14 يوليه 2022 - 08:09 م

عندما بدأ الدبلوماسى الماكر هنرى كيسنجر جولاته المكوكية فى المنطقة اختار فنان الصحافة المصرية صلاح حافظ مانشيت (وجاءكم كيسنجر) ليكون العنوان الرئيسى لأحد أعداد مجلة روزاليوسف التى كانت وقتها (منتصف السبعينات من القرن الماضى) الأكثر توزيعا تحت قيادته هو وأديب الصحافة فتحى غانم عندما رأس مؤسسة روزا عبدالرحمن الشرقاوى ..

وكان هذا العنوان يحمل تحذيرا للعرب من زيارة كيسنجر للمنطقة لأنه كان لا يخفى انحيازه الواضح لإسرائيل ..

واليوم وقد بدأ الرئيس الأمريكى بايدن زيارته للمنطقة والتى سوف تشمل إسرائيل والضفة الغربية والسعودية نستطيع أن نستخدم عنوان (وجاءكم بايدن) ولكن بمعنى آخر مختلف لا يستهدف التحذير وإنما يبين أن الرئيس الأمريكى الذى بدأ حكمه لا يمنح اهتماما ما للمنطقة وعازف عن التعامل مع قضاياها وأمورها ومشاكلها اضطرته الظروف الدولية أن يغير رأيه وموقفه تجاه المنطقة ودولها، خاصة العربية التى سوف يلتقى بعدد من قادتها فى السعودية خلال زيارته لها هم قادة دول الخليج ومصر والأردن والعراق! 

وتتمثل هذه الظروف التى قادت بايدن إلى المنطقة والسعودية تحديدا فى تطورات وتداعيات حرب أوكرانيا والتى تمثلت فى ارتفاع أسعار النفط، فارتفعت أسعار البنزين فى أمريكا  ويخشى بايدن أن يؤثر ذلك سلبا على موقف حزبه الديمقراطى فى انتخابات الكونجرس المقبلة ويفقد الأغلبية فيه عندما يصوت الناخبون الأمريكيون الذين أزعجهم ارتفاع أسعار البنزين عقابيا فى هذه الانتخابات بمنح أصواتهم لمرشحى الحزب المنافس (الجمهورى) ..

وهكذا يريد بايدن من السعودية وكل الدول العربية المنتجة للنفط أن تزيد من إنتاجها من النفط حتى تتم السيطرة على أسعاره العالمية ليهدأ التضخم ويتوقف عن الارتفاع فى أمريكا، وفى ذات الوقت لكى يتم تعويض أوربا عن النقص الذى يتهددها من النفط والغاز الروسى..

أى أن الحاجة، والحاجة الماسة، هى التى قادت الرئيس الأمريكى للمنطقة وهو ما اعتبره  قطاع من الأمريكيين فى حزبه تحديدا يشى  بتراجعه عن عزمه السابق بتخفيض مستوى اهتمامه  بها. ولعل هذا هو ما جعل الرئيس الأمريكى يستبق زيارته للسعودية بمقال له فى صحيفة الواشنطن بوست يشرح فيها أسباب هذه الزيارة للأمريكيين. 

وهكذا.. جاء بايدن لمنطقتنا وهو يحتاج لها، وتحديدا يحتاج لنفطها، ويحتاج أيضا منها كبح جماح علاقاتها مع روسيا الآن.. والقادة العرب الذين سيلتقى بهم فى الرياض يعرفون ذلك!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة