صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد أكثر من 28عامًا.. الحكم على أحد مسئولى الإبادة الجماعية فى رواندا

الأخبار

الأحد، 17 يوليه 2022 - 09:04 م

كتبت : سميحة شتا

بعد أكثر من 28عامًا على إبادة التوتسى فى رواندا، حكمت محكمة جنايات باريس، الاسبوع الماضى، على المسئول الرواندى السابق لوران بوسيباروتا، وهو أعلى مسئول يحاكم فى فرنسا، بالسجن 20عامًا بتهمة التواطؤ فى الإبادة الجماعية التى وقعت هناك.

وكانت فى قتل 800 ألف شخص.. المحكمة قامت بتبرئة بوسيباروتا، محافظ جيكونجورو فى رواندا بين 1992-1994، من ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، لكنه أدين كشريك فى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، لا سيما فى المذابح التى وقعت فى مدرسة مورامبى وأبرشيات سيانيكا وكادوها فى 21 أبريل 1994.

وكان الادعاء طالب بسجنه مدى الحياة، معتبرا إياه شريكًا فى مذبحة التوتسى وأربعة آخرين فى محافظته فى جيكونجورو.. كما تم توجيه الاتهام لبوسيباروتا أيضا عن مسئوليته فى مذبحة حوالى 90 طالبا من التوتسى فى مدرسة السيدة مارى فى منطقة كيبيهو فى 7 مايو 1994.

وإعدام السجناء التوتسي، بما فى ذلك ثلاثة قساوسة، فى سجن جيكونجورو. وكانت المحكمة الجنائية الدولية لرواندا قد استدعت بوسيباروتا، لكنه اختار أن يحاكم أمام المحاكم الفرنسية.. كانت جيكونجورو الواقعة فى جنوب رواندا، حيث يمثل التوتسى 17٪ من السكان مقابل 12٪ على المستوى الوطني، من أكثر المناطق تضررًا من الإبادة الجماعية التى استهدفت هذه الأقلية.

والتى أودت بحياة 800 ألف شخص على الأقل من التوتسى والهوتو المعتدلين وذلك خلال مائة يوم بين أبريل ويوليو 1994، وفقًا للأمم المتحدة.. الحكم لم يجد قبولا عند الكثيرين فى رواندا وقال إتيان نسانزيمانا، رئيس إيبوكا فرانس، إحدى المنظمات الرئيسية لضحايا الإبادة الجماعية، والتى كانت أيضًا طرفًا مدنيًا فى المحاكمة: «إنه أمر مريح، لكنه يترك طعمًا سيئًا» من بين الوقائع التى أثبتها التحقيق مجزرة ارتكبت فى مدرسة فنية فى منطقة مورومبى التابعة لبلدية نياماجابي.

وهى واحدة من الأعمال الدموية المأساوية التى شكلت مع غيرها عملية الإبادة الجماعية فى رواندا عام 1994.. وصباح 21 أبريل 1994، تجمع عشرات الآلاف من اللاجئين التوتسى حول مبنى المحافظة بمبادرة من المحافظ نفسه الذى كان قد وعدهم بتوفير «الحماية» إلا أنه قام بمحاصرتهم وقتلهم.

ولم ينج من تلك المذبحة سوى حفنة من التوتسى كانوا إما قد هربوا من هناك أو تخفوا تحت جثث القتلى. وتواصلت فى ذات اليوم عمليات القتل التى شملت منطقتين متجاورتين لمنطقة مورومبى حيث كان التوتسى يأملون فى الحصول على ملاذ هناك.. بدأت عمليات الإبادة بحق جماعة التوتسي، فى 6 أبريل 1994، بعد مضى أقل من ساعة على حادثة سقوط طائرة الرئيس الرواندى آنذاك «جوفينال هابياريمانا».

والذى ينتمى للهوتو. وكان المحققون قد اشتبهوا فى أن المتمردين تحت قيادة زعيم المتمردين التوتسى بول كاجامى - الرئيس الحالى لرواندا - مسئولون عن مهاجمة الطائرة عندما هبطت فى العاصمة الرواندية.


وكانت الحكومة الفرنسية فى وقت الإبادة الجماعية داعمًا طويلاً لنظام الهوتو فى السلطة، والذى تسبب فى عقود من التوترات بين الدول منذ ذلك الحين.. هناك اتهامات كثيرة أكدت أن فرنسا كانت متواطئة فى عمليات القتل آخرها تقرير أعده مكتب محاماة أمريكى بتكليف من الحكومة الرواندية فى أبريل عام 2021 أكد أن فرنسا «تتحمل مسئولية كبيرة» عن الإبادة الجماعية بحق إثنية التوتسى التى جرت فى رواندا عام 1994.

وأنها كانت تعلم بالاستعداد لإبادة جماعية لكنها استمرت فى تقديم الدعم الكبيرلنظام رئيس الهوتو جوفينال هابياريمانا، وأن الدولة الفرنسية تتحمل مسئولية كبيرة فى جعل الإبادة الجماعية المتوقعة ممكنة» وخاصة بالنسبة لإثنية التوتسي.. ومازالت ترفض رفع السرية عن سجلات هذه المذبحة.


فى العام الماضى طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من الروانديين الصفح عن فرنسا لدورها فى الإبادة الجماعية فى رواندا وفى حديثه أمام النصب التذكارى للإبادة الجماعية فى العاصمة الرواندية كيجالي، قال إن فرنسا لم تستجب للتحذيرات من وقوع مذبحة وشيكة، ولفترة طويلة «فضلت الصمت على تقصى الحقيقة».

اقرأ ايضا | بتهمة إبادة شعب التوتسي في بلاده .. فرنسا تبدء محاكمة أرفع مسؤول رواندي

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة