آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

جولة بايدن

آمال المغربي

الأحد، 17 يوليه 2022 - 09:14 م

نفس اللقطة المشئومة التى وقع فيها الرئيس السابق ترامب، قرار نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب للقدس المحتلة كررها الرئيس الامريكى الحالى جو بايدن اثناء زيارته مؤخرا لاسرائيل عندما وقع اتفاقا أمنيا مع اسرائيل  ومكاسب وصفها رئيس الوزراء الاسرائيلى يائير لابيد انها حققت إنجازات لإسرائيل لن يسمح بالحديث عنها إلا بعد سنين .. ولهذا لا أحد يصدق كلام الرئيس الأمريكى عن  الأهداف المثالية المنمقة عن الجولة لأن الشرق الأوسط كان خارج أولوياته قبل الأزمة، و وضعت إدارته بالفعل استراتيجية للانسحاب التدريجى منه مقابل التوجه صوب شرق آسيا لمواجهة الصعود الصينى.


  فقد كتب بايدن نفسه مقالا فى  صحيفة واشنطن بوست الامريكية  قبل الزيارة  قال فيه انه ذاهب للمنطقة التى وصفها بتلك الأرض البعيدة من أجل إقناع دول الشرق الأوسط بالانحياز لجانب الغرب ودعم أمريكا فى المواجهة مع روسيا والصين، وكذلك لإعادة العلاقات المتضررة إلى حد ما مع المملكة السعودية.


مالم يذكره فى مقاله هو  ان رحلته كانت من أجل النفط العربى. فالرئيس الأمريكى يأمل فى إقناع الرياض بزيادة إنتاج النفط بشكل كبير لخفض سعره وبالتالى خفض الأسعار فى محطات الوقود الأمريكية، ما سيكون له مردوده الإيجابى على الداخل الأمريكى ومعدلات التضخم والبطالة والأسعار والضرائب بما يخفف نسبيًا من الاحتقان الشعبى ويمتص حالة الغضب العارمة على فشل ادارته فى الملف الاقتصادى  و يساعده على استعادة شعبيته المتراجعة.


كل ذلك مقابل ان يقدم للسعودية وعدا باستئناف توريد الأسلحة ، والتى توقفت بسبب الحرب فى اليمن العام الماضى بأمر شخصى منه وأن تكون جزءا من ناتو شرق أوسطى ضد إيران. إسرائيل خرجت من تلك الجولة بأكبر قدر من المكاسب العسكرية والاقتصادية،  وأهمها «التطبيع السعودى الإسرائيلي، إذ تعول تل أبيب على التقارب مع المملكة فى توسيع دائرة نفوذها المتنامى منذ إبرام اتفاقية «أبراهام» فى 2020 مع الإمارات والبحرين ثم المغرب والسودان، ومكاسب اخرى قد نعرفها فى الوقت الذى تحدده اسرائيل.
و رغم زحمة الملفات التى حملها بايدن خلال تلك الجولة لإنقاذ مستقبله السياسى وخدمة اسرائيل ، فإن التعويل عليها فى إحداث الفارق وتحقيق الأهداف المنشودة من ورائها تبقى مسألة أسيرة التعاطى العربى مع تلك الزيارة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة