أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

السراب الأمريكى ..!

أسامة عجاج

الثلاثاء، 19 يوليه 2022 - 06:26 م

 سأتوقف هنا عند البعد الفلسطينى فى جولة بايدن، وهو يعلم ومستشاروه، انها الاساس فى استقرار تلك المنطقة، بعيدا عن قضايا واهداف أخري، مثل مواجهة ايران او محاولة دمج اسرائيل فى المنطقة، وحقيقة الامر اننى لم اتوقع عكس الحالمين - وهم كثر- بأن زيارته ستمثل اختراقا حقيقيا لهذا الملف الشائك، اعتمادا على ان عاما ونصفا على وجوده فى المكتب البيضاوي، كانت كافية - اذا كان صادقا - لتنفيذ وعوده ورؤيته اثناء المعركة الانتخابية، والتى ظهر انها مجرد مجموعة من الاوهام، حاول الترويج لها، فالوقائع تقول انه لم يهتم بالقضية الفلسطينية سوى فى مايو قبل الماضي، وفقط لاستعادة الهدوء من جديد، بعد مواجهات عملية سيف القدس التى تأذت منها اسرائيل، وبعدها عادت (ريمة الى عادتها القديمة)، رغم ان بعض الوعود محدودة، ولا تمس صلب القضية، ومنها استئناف عمل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن، وكذلك عودة المساعدات الامريكية للشعب الفلسطيني، وزار بايدن اراضى السلطة الفلسطينية لساعتين فقط، ذهب الى بيت لحم وليس رام الله وهى قد تمثل عاصمة مؤقتة للسلطة، وكانت كافية للكشف عن اجهاض حلم، ان ثمة جديدا لدى بايدن، لكى يقدمه لعملية السلام، التى لم يأت على ذكرها سوى مرة واحدة فى مطار تل ابيب، كما انه طرح مقاربة امريكية جديدة، تتضمن انه لن يتقدم بأى مقترحات قد تؤثر على الانتخابات الاسرائيلية فى نوفمبر القادم، وانه مع حل الدولتين كمبدأ او فكرة، دون ان يطرح أى آليات لتحقيق ذلك، مع الاقرار صراحة، بأن تحقيقها صعب وبعيد المنال، كما قال نصا، ويتعامل مع الازمة كملف اقتصادي، لتحسين احوال الفلسطينيين المعيشية، بتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين حرية الحركة وادخال البضائع، والاهم هدفه فى ادماج اسرائيل فى المنطقة، ودعم الفلسطينيين للخطوات التى تتم فى هذا الاطار، خاصة مشروعه عمل هيكلة امنية واقتصادية جديدة مع شعوب الشرق الاوسط، ولا مانع من رصد بعض المساعدات المالية للاونروا، او لتحسين بعض المستشفيات، وهكذا فاذا كان ترامب قد (اجهز) على القضية الفلسطينية فإن بايدن جاء (لدفنها).

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة