كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

« الهوية الوطنية »

كرم جبر

الثلاثاء، 19 يوليه 2022 - 06:32 م

منذ متى كانت كراهية الأوطان درجة من الإيمان كما تزعم الجماعات الإرهابية؟، ومنذ متى كان قتل أبناء الوطن جهاداً فى سبيل الله وهم ساجدون ويرفعون أيديهم بالدعاء لرب الكون؟..

ومنذ متى ومواكب الشهداء تزلزل الغضب فى القلوب، أبناؤنا الشهداء إلى جنات الخلد، والإرهابيون إلى جهنم وبئس المصير؟، فشتان بين من يدافع عن بيته وأرضه ووطنه وأهله وذويه.. وبين من يقتل من أجل القتل، ويتحول إلى دمية يحركها الشياطين الأشرار.

قالوا للإرهابيين إن الأوطان بدعة وضلالة، وأن الجهاد لا يستقيم إلا إذا قتلوا من يهتف بحياة بلاده وذبحوا من يرفع علمها، فمر على أرض مصر من يقول «طظ فى مصر» و»إيه يعنى لما يحكمها ماليزى ولا سريلانكى»، ورسالتهم ضلال وقولهم زو وبهتان، لأن مصر لن يحكمها إلا مصرى، شرب من ماء النيل، ورسم فى قلبه وجه الوطن.

الطريق إلى الإرهاب يبدأ بضرب الهوية الوطنية، وفتاوى كاذبة تقول إن أرض المسلمين لكل المسلمين، ومقصدهم من ذلك أن يقتلوا فى النفوس حمية الدفاع عن الأرض، وجعلها مستباحة تحت شعارات دينية، صنعوها من الأكاذيب، لأن الأديان لا تفرط فى الأوطان، ومن يموتون دفاعاً عنها، هم فى أعلى درجات الشهادة.

حب الأوطان لا يتعارض مع الأديان، ومن يحيِّى العلم ويهتف بالنشيد، لا يرتكب معصية ولا خطيئة ولا رجساً من عمل الشيطان، والدول التى انهارت حولنا، هى التى نجح الإرهابيون فى أن يجعلوا جزءاً من أبنائها يكره بلدهم، ويتنكر لفضله وخيراته وأرضه وهوائه، فحملوا السلاح ضد بعضهم البعض، ولا تستطيع أن تفرق بين من هو القاتل ومن الضحية.

الإرهابيون لهم الخزى والعار، عاشوا كالجرذان الخائفة فى الصحراء، من جحر إلى جحر أسلحتهم الخسة والتآمر، وحين يصل إليهم سيف القانون والعدالة والثأر، لن يجدوا من يبكى عليهم، أو يسير خلفهم فى الجنازات، فليس لهم وطن يدافعون عنه، ولا قضية يؤمنون بها، ولا علم ولا نشيد ولا نداء، إلا صوت الشيطان.

حب الوطن درجة من درجات الإيمان، وقد يكون أعلاها وأفضلها منزلة، والشهداء يورثون أبناءهم الفخر والعزة والكبرياء، «بابا شهيد» ما أروعها حين ينطقها طفل، قد لا يدرك معناها، ولكن حين يكبر ويشد، يزهو ببطولة أب غاب عن الدنيا، لكن يبقى اسمه محفوراً بحروف من نور.. أولاد الشهداء فخر للوطن، وأوسمة عزة وخلود تبقى معلقة على الصدور.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة