عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: رد الاعتبار للشعب!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 21 يوليه 2022 - 09:10 م

فجر الغد يكون عمر ثورة يوليو قد بلغ السبعين.. ورغم ذلك مازال الجدل دائرا لم يتوقف حولها بعد، خاصة ما يتعلق بنتائجها وتأثيراتها داخل البلاد ومحيطها الإقليمى.
غير أننى بعيدا عن هذا الجدل الدائر حول ثورة يوليو أعتقد أن أهم شىء قامت به هو أنها غيرت النظرة السائدة وقتها من قبل الساسة للشعب المصرى.

رغم أن هذه الثورة بدأت كحركة للضباط الأحرار منحها الشعب المصرى تأييده ودعمه لأنه كان يتطلع لتغيير حاله وإصلاح حياته.. فهى أعادت الاعتبار للشعب المصرى الذى كان يوصف أبناءه برعايا الملك الى مواطنين لا يقلون عمن يحكمونهم.. ولذلك أطلق جمال عبدالناصر مؤسس حركة الضباط الأحرار فيما بعد على الشعب المصرى صفات ذات دلالة مثل: الشعب الملهم، والشعب القائد، والشعب الزعيم. 


وأتصور أن كل إيجابيات ثورة يوليو تعود إلى سيادة هذه النظرة إلى الشعب المصرى، خاصة أبرز إيجابياتها الخاصة بالانحياز للفقراء والعمل من أجل توفير حياة كريمة لهم ولأبنائهم.. وعلى العكس فإن سلبيات ثورة يوليو خاصة التى تتمثل فى عدم تحقيق المبدأ السادس لها وهو الخاص بإقامة حياة ديمقراطية سليمة.

تعود إلى غياب هذه النظرة للشعب المصرى باعتباره ملهما وقائدا وزعيما، وبدلا من ذلك النظر إليه بأنه يجب أن يقاد ويستمع ويطيع وينفذ التوجيهات والتعليمات بل ويصفق بحرارة عندما يطلب منه ذلك.. أى التحول إلى رعايا مجددا! 


والمثير أن هذه النظرة السلبية إلى الشعب شارك فيها من بدوا أنهم يعارضونها ويرفضونها.. ولذلك وجدنا فى سنوات مضت من يلوم الشعب وبألفاظ سخيفة غير محترمة لأنه يقبل بما لا يصح القبول به ولا يتحرك للاحتجاج.. وقد ظهر ذلك جليا خلال السنوات التى سبقت انتفاضة يناير، وللأسف عاد إليه البعض مؤخرا! 


إن الشعب، أى شعب، بدونه لا تقوم دولة.. فإن الدولة تحتاج لشعب مثلما تحتاج لأرض.. ولذلك لا يصح اختصار الدولة فى الحكومة أو السلطة التنفيذية فقط كما درج عليه بعض الساسة.. وبالتالى يجب معاملة أفراد الشعب كمواطنين وليسوا رعايا لأحد مهما كانت مكانته ومهما كان قدره يطيعونه.

 ويمثلون لما يقول ويأمر.. وهذا ما فعلته ثورة يوليو فحققت إيجابياتها العظيمة ابتداء من بناء اقتصاد قوى وتحقيق عدالة اجتماعية وحتى صياغة مكانة كبيرة فى محيطها العربى والإقليمى بل والعالمى. وعندما تجاهلته ارتكبت الأخطاء ووقعت فى السلبيات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة