السبت، 23 يوليه 2022 - 11:37 ص

قصة واقعية ليست بالحديثة ولكن فيها من العجب  ما يجعلني أحكيها لأذكر بها نفسي ومن يقرأها لما فيها من العبر ، أحداثها في باكستان بطلها طبيب جراح شهيراسمه إيشان .. الذي خرج على عجل الى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الذي سيتم تكريمه فيه على انجازاته في علم الطب.

وفجأة وبعد ساعة من الطيران تعطلت الطائرة بسبب صاعقة وستهبط اضطرارياً في أقرب مطار ،انزعج الطبيب وتوجه الي الإستعلامات وأخبرهم :  أنا طبيب عالمي كل دقيقة عندي تساوي أرواح ناس وأنتم تريدون أن أبقى 16 ساعة بإنتظار طائرة؟.

أجابه الموظف : إذا كنت على عجل يمكنك إستئجار سيارة ، فرحلتك لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعات بالسيارة . رضي الدكتور ايشان على مضض وأخذ السيارة وظل يسير وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل مدراراً وأصبح من العسير أن يرى اي شيء أمامه وظل يسير وبعد ساعتين أيقن أنه قد ضل طريقه وفجأة رأى أمامهُ بيتاً صغيراً فتوقف عنده وطرق الباب فسمع صوت عجوز تقول: تفضل بالدخول كائنًا من كنت فالباب مفتوح ، دخل وطلب منها أن يستعمل تليفونهآ ضحكت العجوز.

قالت : أي تليفون ياولدي؟ ألا ترى أين أنت؟ هنا لا كهرباء ولا تليفونات ولكن تفضل واسترح وخذ لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك بعض الطعام ، و بينما كانت العجوز تصلي ، انتبه فجأة الى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة ، استمرت العجوز بالصلاة والدعآء طويلاً فتوجه لها قائلًا: والله لقد اخجلني كرمك ونبل أخلاقك وعسى الله أن يستجيب لك دعواتك.

قالت له:  ياولدي أما أنت ابن سبيل أوصى بك الله، و أما دعواتي فقد أجابها الله سبحانه وتعالى كلها إلا واحدة ، سألها : وماهي تلك الدعوة ؟ قالت : هذا الطفل الذي تراه حفيدي يتيم الأبوين ، أصابهُ مرضٌ عضال عجز عنه كل الأطباء عندنا ، وقيل لي أن جراحاً كبيراً قادر على علاجه يقال له دكتورايشان ولكنه يعيش بعيداً من هنا ولا طاقة لي بأخذ هذا الطفل الى هناك وأخشى أن يشقى هذا المسكين فدعوت الله أن يسهل أمرى.

بكى الطبيب وقال : والله ان دعاءك قد عطل الطائرات وضرب الصواعق وأمطر السمآء ، كي يسوقني إليك سوقاً ، وأيقنت تماما أن الله عز وجل يسوق الأسباب هکذا لعباده المؤمنين بالدعآء ..نعم حقا وصدقا حينما تنقطع الأسباب لا يبقى إلا اللجوء إلى خالق الأرض والسماء.

[email protected]