الأنبا أغاثون
الأنبا أغاثون


الأنبا أغاثون يكتب: الرأي الكنسي بخصوص المثلية الجنسية (3)

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 27 يوليه 2022 - 02:00 م

يثبت لنا الكتاب المقدس بأن الزواج الطبيعى الكنسى هو زواج مقدس بين الرجل والمرأة ، ومايترتب عليه من نسل ، ولاتوجد أدنى إشارة للزواج غير الطبيعى ، بين ذكر وذكر ، أو أنثى بأنثى ، والذى لا يترتب عليه إنجاب نسل ، وذلك نظراً لأن الزواج الطبيعى الذى شرعه الله منذ آدم وحواء ، هو قائم بين ذكر وأنثى ، لا بين ذكر بذكر ولا أنثى بأنثى .

*شرع الزواج الطبيعى  والأهداف المرجوة منه :

ا- لذلك منذ بدء خلق آدم وحواء ، شرع الله الزواج بينهما ولنسلهما . قائلاً " يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً " ( تكوين 24:2 ).

ب – بل وفى العهد الجديد ، جعل الله الزواج سراً مقدساً ، ومن أسرار الكنيسة السبعة .حسبما ذكر بولس الرسول " هذا السر عظيم  " ( أفسس 32:5 ). ورفع الله من شأنه عن وضعه فى العهد القديم فقال : " ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد ، والمضجع غير النجس" ( عبرانين 4:13).

ج – فلذلك بوسطة سر الكهنوت ، وصلوات الإكليل المقدس ، ويصير الأثنان جسداً واحداً ، وتجميعاً من الله . وهذا ما أشار إليه السيد المسيح له المجد والقديس بولس الرسول " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ، ويلتصق بامرأته ، ويكون الأثنان جسداً واحداً ، إذاً ليسا بعد أثنين بل جسدً واحدً ، فالذى جمعه الله لايفرقه إنسان " ( متى 5:19-6)، ( مرقس 7:10-9)، ( أفسس 31:5)

د- فإذاً من أهداف الزواج هو النسل البشرى .. وذلك من خلال الحياة المحللة بين الرجل وامرأته ، وأستمرارية هذا الزواج بين النسل البشرى لتعمير الأرض حتى مجيئ الرب الثانى ، وهذا القرار والناموس الإلهى كان وأضحاً فيه السيد الرب منذ بدء خلق أبوينا الأولين ، شاهداً الكتاب له ، وعنهم : " وباركهم الله ، وقال لهم : أثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض " ( تكوين 28:1) .وذلك لتعمير الأرض وأستمرارية النسل البشرى ، قد كان وإلى الآن مستمر وسوف يستمر إلى نهاية العالم ، وهذ ماقاله الله لنوح ولأبنائه ولنسلهم من بعدهم " وبارك الله نوحاً وبنيه ، بالفعل ما أمر به الرب ، إذاً الزواج الطبيعى بين الرجل والمرأة هو زواج شرعى ، والهدف منه هو النسل البشرى لتعميرالأرض حتى نهية الأزمنة وهذا ماقاله الرب لأبينا آدم عن أمنا جواء قبل أن يخلقها  " ليس جيداً أن يكون آدم وحده ، فأصنع له معيناً نظيره " ( تكويت 18:2).

ز- كما أن من أهداف الزواج الروحية ، حفظ الزوجين من الأنحراف الأرض .. لان حياة البتولية ليست للجميع بل للبعض من الناس ، والبعض الآخر يتزوج وذلك : " لسبب الزنى ، ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها " ( اكو 7:2) ، ( عبرانين 13:4 ).

إذاً نحن نتمسك بالزواج الطبيعى وأهدافه الإلهية المرجوة ، كما أشرنا ، ونرفض وندين الزواج غير الطبيعى ، وأهدافه الشيطانية الضارة التى نهى الله عنها .

*ننتقل من هذا الزواج المشروع وأهدافه السامية إلى الزواج غير الشرعى وغير الطبيعى الذى نهى الله عنه ، وعن أضراره المهلكة :

الله بعلمه السابق ، كان يعلم هذا الزواج غير الشرعى والخاطئ أو هذه البدعة المهلكة ، سوف يحدث بين البشر ، لذلك أشار مسبقاً لها ، ونهى اليشر عنها ، فهذا الزواج الخاطئ ، كان ومازال يتم بين البشر ذكوراً مع ذكور ، وإناثاً مع أناث .

1- ولنبدأ بزواج الذكور بالذكور ، الذى نهى الرب عنه ، نظراً لأضراره :

*النهى عن هذا الزواج فى العهد القديم .

لذلك نجد السيد المسيح ينهى عن هذا الزواج الخاطئ ، وما يترتب عليه من أضرار ، و يقول الكتاب " لاتضاجع ذكراً ، مضاجعة أمرأة ، إنه نجس " (لاويين 22:18 ). فنهى الرب عن هذا الفعل الآثم ، لأنه خطأ أو فعل كبير وسماه رجس ، ونجد أيضاً فى سفر اللاويين تحذير الرب عن هذا الفعل النجس والقبيح " إذا أضطجع رجل مع ذكر ، أضطجاع أمرأة ، فقد فعل كلاهما رجساً ، إنهما يقتلان ، ودمهما عليهما " (لاويين 13:20).

ب- لم يكن هذا النهى قاصراً على العهد القديم ، بل أيضاً جاء فى العهد الجديد.

كما أن فى رسالة القديس بولس الرسول الأولى ، لتلميذه تيموثاوس ، أوضح أن الناموس الإلهى وضع للتحذيز والبعد عن هذا الفجور وهذا الفعل الأثيم وأمثاله ، فذكر فى هذا الصدد : " عالماً هذا أن وضع الناموس ، لم يُوضع للبار بل للأثمة والمتمردين والفجار ، والخطأة الدنسين والمستبيحين لقاتلى الآباء وقاتلى الأمهات ، لقاتلى الناس ، للزناة لمضاجعى الذكور ، لسارقى الناس الكذابين للحانثين ، وإن كل شى آخر يقاوم التعليم الصحيح " (اتى 9:1- 10 ). هذا الزواج الخاطئ أطلق عليه الكتاب المقدس فى رسالة لأهل رومية ، بأنه الزواج غيرالطبيعى ، والأستعمال غير الطبيعى ، وبالفحشاء أيضاً ، نظراً لأن هذا الزواج بين ذكر وذكر آخر لابين ذكر وأنثى . وكذلك سمى بالاستعمال غير الطبيعى ، نظراً لأن المعاشرة الجنسية تتم بين ذكر وذكر ، لابين ذكر وأنثى ، وبسبب هذا الفعل النجس يجازى الله من يرتكبونه . لانهم تاركين أستعمال الأنثى الطبيعى حسب ما نص عليه الناموس ، ويقول لنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية " أشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض ، فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور ، ونائلين فى أنفسهم جزاء ضلالهم المحق " ( رو 27:1 ).

وكل هذه التعديات التى سماها الرب بالفجور وأمثالها ، يعاقب الرب أصحابها بالهلاك فى النار الأبدية ، وحرمانهم من ميراث الملكوت : " لاتضلوا لازناة ، ولا عبدة أوثان ، ولا فاسقون، ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور . ولا سارقون ولاطماعون ، ولاسكيرون ، ولاشتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله " ( اكو 9:6-10).

فلأجل كل هذه الأضرار القائمة على هذا الزواج غير الطبيعى ، نرفض هذا الزواج ، وندينه بشدة .

 

الأنبا أغاثون

أسقف مغاغة والعدوة

عضو المجمع المقدس

رئيس رابطة خريجى الكلية الأكليريكية

                          

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة