صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الباحثون عن الاستقرار

صالح الصالحي

الأربعاء، 27 يوليه 2022 - 07:28 م

تونس المتعثرة فى استكمال تجربتها.. ليبيا المهددة بالانفلات فى كل أوجه الحياة.. سوريا التى تئن تحت وطأة الدواعش والأجندات الأجنبية المدمرة.. السودان غير المستقر..

لبنان المطحونة سياسيا واقتصاديا.. كلها نماذج فى المنطقة العربية طالتها ثورات الربيع العربى، فخلقت منها بؤرا مشتعلة للصراع الداخلى المدعوم بأيادٍ خارجية..

كلها دول حياتها السياسية مرت بمنعطفات لا أحد ينكر أنها تنتقل من سيئ لأسوأ.. حتى أصبح الاستقرار بعيد المنال.. أيادٍ تعبث بالبلاد؟! نعم.. لكن أيادى أخرى داخل هذه البلاد تنفذ أجنداتها التى تخضع لمصالحها حتى ولو كان على حساب جموع الشعوب المطحونة.. أيادٍ إخوانية إرهابية واضح للجميع أنهم يعبثون بمقدرات هذه البلاد بشهادات أبناء هذه الدول أنفسهم..

وما بين جذب وشد وكر وفر تاهت هذه البلاد فى نماذج من الفوضى تتخطى عقدا من الزمان دون أية بوادر أخرى للأمل تقول إنهم بدأوا الطريق الصحيح..

المشاهد معقدة.. فى بعضها تدخلات أممية عجزت عن رأب الصدع مثلما يحدث فى ليبيا لكن النزعة القبلية ووجود أنصار لأحد الطرفين على حساب آخر خلق بؤرا مشتعلة فى شرق وغرب البلاد..

لا خارطة طريق ولا استقرار رغم غنى هذه البلاد بثروات نفطية لكن اتسمت شعوبها بالفقر. ونذهب لنموذج مجاور ليس ببعيد عن نموذج ليبيا..

لنجد النظام فى تونس يعانى من سطوة الإخوان ومحاولتهم المستميتة لنشر الفوضى فى مواجهة الطريق الدستورى الذى يحاول أن يرسمه قيس سعيد رئيس الدولة.. إلا أننى وبكل صراحة أجد أنه طريق نظرى لا يملك الفاعلية والتأثير لحسم المشهد بشكل أسرع..

لتعيش تونس فى متاهة تزداد توترا وسط اتهامات من الطرفين باختلاق أزمات.. لتصبح تونس على وقع احتجاجات متواصلة من الجانبين وتحذيرات من فراغ سياسى وما يتركه بالطبع من تبعات سلبية على اقتصاد البلاد نتيجة مناورات لجماعة الإخوان التونسية لإفساد المشهد السياسى سواء بدعوتها لمقاطعة الاستفتاء على الدستور أو حتى التشكيك فى نتائج هذا الاستفتاء!!.

وعلى الرغم أن الاستفتاء يدخل البلاد نحو جمهورية جديدة..

إلا أنه فى تقديرى طول أمد الفترة الانتقالية ينذر بالمزيد من عدم الاستقرار، الذى نتمنى معه لتونس التعافى سريعا. حتى السودان يشهد مناطق نزاعات وأحداث بولايتى النيل الأزق وكسلا.. ورغم محاولات مجلس السيادة السودانى لإعادة الأمن والاستقرار ومعالجة قضايا النزوح إلا أن سوء الأحوال الاقتصادية تؤثر على المشهد فى مجمله فى السودان وتجعله غير مستقر..

إذن الجميع باحث عن الاستقرار السياسى وبالتالى الاقتصادى، وخاصة فى ظل الأزمات العالمية التى تعانى منها جميع الدول تحت وطأة الحرب الروسية الأوكرانية وهو ما يشعل الصراعات الداخلية فى الدول..

إلا أن جميع دول المنطقة يتخذون من نموذج الاستقرار المصرى هدفا يحاولون الوصول إليه باعتباره النموذج الذى حقق المعادلة الصعبة بالاستقرار السياسى والاقتصادى بدعم شعبى جعل مصر تتخطى مراحل انتقالية كانت كفيلة بدخول البلاد متاهات شهدتها دول مجاورة لتصبح مصر مثلا أعلى للاستقرار لدول المنطقة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة