المجر حليف اوروبى لروسيا
المجر حليف اوروبى لروسيا


«بوتين».. لست وحدك! .. من المستحيل عزل روسيا عن العالم

آخر ساعة

الخميس، 28 يوليه 2022 - 07:58 م

كتب: خالد حمزة

 

فى تحد جديد.. قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين: إن من المستحيل عزل روسيا عن بقية العالم، ووضع سياج حديدى من العقوبات حولها.. كلام بوتين كرره أكثر من مرة، وفى أكثر من مناسبة داخل روسيا وخارجها، وكانت آخر مرة خلال قمة طهران، التى اعتبرت منصة لانطلاق حلف جديد، ويضاف لمعسكر روسيا، الذى يمتد من آسيا لأفريقيا وحتى أمريكا اللاتينية، بل ولبعض دول أوروبا.

 

إيران تعرض على روسيا خبراتها فى التهرب من العقوبات

قمة طهران تؤسس لمرحلة جديدة تحمل دلالات على أن المعسكر الشرقى يقوى، خاصة مع حاجة موسكو لطُرُق التجارة الجديدة الهامة لاقتصادها مع احتمال توسّع العلاقات العسكرية الروسية الإيرانية، ووصولها إلى حدود تزويد إيران روسيا بمسيّرات، لدعم العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا.

وتحدثت صحيفة التليجراف البريطانية، عن تقارير حول مناقشة المسئولين الإيرانيين والروس، محاولات التجارة بالعملات المحلية، فى محاولة لتجاوز العقوبات الأمريكية، لأن الرئيس الروسى، بحاجة لحلفاء سعداء بمزيد من الصراع مع تضرر الاقتصاد الروسى من تأثير العقوبات الغربية القاسية، وبخاصة عندما تخلفت روسيا عن سداد ديونها السيادية الخارجية لأول مرة منذ الثورة البلشفية، وانعكست عزلة موسكو الدولية فى الدعم الضئيل، الذى اجتذبته فى تصويت الأمم المتحدة فى مارس الماضى، لإدانة الغزو الأوكرانى، ولم تنضم إلى روسيا سوى أربع دول فقط هى كوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وبيلاروسيا، ولذلك يحتاج بوتين إلى حلفاء جدد، واستكشاف ما إذا كان من الممكن لهذه القوى المتنافسة، أن تضع خلافاتها جانبا، وتتحد فى القضية المشتركة المتمثلة فى مقاومة الضغط الغربى، وكثيرا ما ندد الزعيم الروسى بالعقوبات، ووصفها بأنها إعلان حرب اقتصادية من قبل الغرب.

إيران.. التى لديها سنوات عديدة من الخبرة فى التهرب من العقوبات الغربية، عرضت مساعدة روسيا على بيع نفطها فى الأسواق الدولية، باستخدام النظام المصرفى والمالى السرى، الذى وضعته طهران بالفعل، للتهرب من العقوبات الغربية، وعكس ما توقع بوتين صدمته الوحدة بين ضفتى المحيط الأطلنطى، ونسقت تنسيقاً مكثفاً لمشاركة أوكرانيا ككتلة واحدة، ونُفِّذت تدابير للترحيب بالأوكرانيين، الذين فروا من النزاع المسلح، وشُرِع فى تنفيذ برامج وآليات ضخمة للمعونة الإنسانية للحد من معاناة المشردين، ووفر الاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء الحماية للملايين من اللاجئين الفارين من الحرب فى أوكرانيا، ولا تزال ملتزمة بالترحيب بهم، وتوفير الأمان لهم، وقُـــدِّمت المســـــاعدة العســــكرية، فالـــولايات المتحدة، فضلاً عن أكثر من 40 دولة حليفة، تسعى للتعجيل بشحنات الأسلحة والمعدات، التى تشكل ضرورة أساسية للدفاع الأوكرانى، وترسل بولندا وجمهورية تشيكيا أسلحة إضافية إلى أوكرانيا، وفى الوقت نفسه يتخذ الغرب إجراءات لتنسيق غير مسبوق لعقوبات عالمية، وأزالت كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى واليابان، مصارف روسية  من نظام «سويفت» النقدى، وفرضت إجراءات على المصرف المركزى الروسى.

إقرأ أيضًا

أوكرانيا تعلن عن استئناف العمل بموانئ تصدير الحبوب

وأعلنت الحكومة البريطانية عن تطبيق عقوبات جديدة، على مصارف روسية وأثرياء روس، ونفذ الاتحاد الأوروبى سلسلة من التدابير لإضعاف مجالات رئيسية فى الاقتصاد الروسى، بما فى ذلك قطاعا الطاقة والخدمات المالية، ولكن بالمقابل مازال بوتين لديه ثقة فى أن كل شىء على ما يرام فقد أظهرت الأزمة الأوكرانية، أن روسيا ليست معزولة تماما فى الساحتين الإقليمية والدولية، إذ لديها حلفاء حول العالم فى أمريكا اللاتينية وأوروبا أو آسيا، كما مع الهند وكوريا الشمالية الحليف الوفى ودول الاتحاد السوفيتى سابقا، كما فى الشرق الأوسط والصين.

وتعتبر بيلاروسيا واحدة من أكثر الحلفاء ولاء لروسيا، وروسيا أهم شريك تجارى لبيلاروسيا منذ عقود، وموسكو ليست المورد الرئيسى للنفط الخام والغاز فقط لها، بل وترتبط بتحالف اقتصادى مع بيلاروسيا منذ عام 2015، وهو الاتحاد الاقتصادى الأورو-آسيوى، الذى يضم أرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان، وتشكل بيلاروسيا منطقة استراتيجية عازلة بين موسكو وحلف شمال الأطلنطى (الناتو)، وبيلاروسيا جزء من التحالف العسكرى الذى تقوده روسيا، والمسمى منظمة معاهدة الأمن الجماعى، والدول الأخرى الأعضاء فى التحالف العسكرى الذى تأسس عام 2002 هى كازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان وطاجيكستان .
وبالنسبة لفلاديمير بوتين، تعد كازاخستان، واحدة من أقرب الحلفاء والشركاء الاستراتيجيين لروسيا، والشراكة مع تاسع أكبر دولة فى العالم مساحة، لها أسباب جيواستراتيجية واقتصادية، حيث تمتلك كازاخستان احتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعى، وتملك شركة غازبروم الروسية معظم خطوط الأنابيب فى البلاد، أما العلاقة مع الصين، فهى استراتيجية بالنسبة للطرفين، وفى فبراير الماضى، أبدت روسيا والصين فى اجتماع عُقد فى بكين وحدة فى المواقف.. العلاقات بين موسكو وبكين، ليست متوازنة على الإطلاق، كما تقول صحيفة الأيكونوميست البريطانية، حيث تحتاج روسيا للصين أكثر من احتياج بكين لموسكو.

ففى حين أن حصة الصين من التجارة الخارجية لروسيا هى الخمس، فإن حصة روسيا من الميزان التجارى الخارجى للصين تبلغ 2.4% فقط، ومع ذلك ارتفعت التجارة الثنائية بين روسيا والصين بنسبة 36% ووصلت لـ147 مليار دولار فى العام الماضى، وللمقارنة بلغ حجم التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبى فى 2020 نحو 174 مليار يورو.\وفى أوروبا، يمكن لموسكو الاعتماد على العديد من الحلفاء، ويمكنه اللعب على وتر مسك العصا من المنتصف مع فرنسا وإيطاليا، ولعبة المصالح وعلى رأسها الغاز الروسى مع ألمانيا، إضافة لاثنين من أقرب حلفائها هما الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، ويحصل رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش على دعم موسكو، ويعتبر فوتشيتش روسيا «الأخ الأكبر» ويرفض العقوبات المفروضة على روسيا، ويعتبر رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، من أقرب حلفاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى أوروبا وهما صديقان.

فنزويلا أقرب حليف لموسكو فى أمريكا اللاتينية

وفى أمريكا اللاتينية، يتعاطف كثيرون هناك مع بوتين، واتضح هذا الأمر فى الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس البرازيلى جاير بولسونارو فى خضم الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ولكن أقرب حليف لروسيا فى المنطقة هو فنزويلا، وأعلن الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو دعم روسيا، وتقوم العلاقات الوثيقة بين موسكو وكراكاس، على أساس التعاون العسكرى والاقتصادى.

كما أن البلدين متشابكان بشكل وثيق فى قطاع الطاقة، لأن الشاغل الرئيسى لروسيا، هو تأمين السيطرة على أكبر احتياطى نفطى فى العالم، والذى تملكه فنزويلا.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة