الجمعة، 29 يوليه 2022 - 07:22 م

 حقيقة لا يعلمها كثيرون فى مصر ووطننا العربى الكبير «رغم ما كان لنا من تاريخ» إن تسهيل حياتنا وتقدمنا فى كل مجالاتها لا يعنى إلا التفوق فى تدريس وتعلم الرياضيات أى عالم الأرقام الرحب الفسيح !!

 نتحدث عن التكنولوجيا وثورة الاتصالات وعلوم الفضاء والطاقة الجديدة والاقتصاد والاختراعات والاكتشافات والابتكارات، وكلها مرهونة بالتفوق العلمى فى هذا التخصص المثير!! 

 بل إن الفنون كلها وخاصة العمارة والموسيقى، وكذلك السياسة والفلسفة، والأكثر من هذا اللعب والترفيه ترتبط عضويا بهذا العلم النابه الذكي.

 لا توجد فى العالم دولة متقدمة دون قاعدة علمية راسخة من علماء الرياضيات مثلما نجد حاليا فى الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأوروبا الغربية، بل وحتى فى إسرائيل.. ولذلك يعتنون بتدريسها للغاية، ويقيمون لها المسابقات والجوائز..ويرعون النجباء فيها.

 إن التفوق فى هذا العلم.. يعنى القدرة على التفكير السليم والمرن والمتنوع، وسرعة إيجاد الحلول للمشاكل من أقصر طريق وأسرع وقت، بل يفتح عيوننا لمدارك جديدة حول المستقبل وعلومه.. والاهتمام  بتدريس هذا الفرع المهم جدا يبدأ مبكرا من الروضة وقبل الدخول للمدرسة، ولا ينتهى بالدراسة الجامعية.

 أقول هذا لأننى أقرأ حاليا كتابين ممتعين حول هذا الموضوع.. الأول بعنوان «النبوغ فى الرياضيات»  للباحث الهندى النابه بهارات سريرامان المولود عام ١٩٧١ والذى اختطفته الجامعات الأمريكية بعدما صنفته جامعة نورثرن إلينوى كواحد من أفضل ٥٠ «خريج ذهبي» فى الولايات المتحدة خلال النصف قرن الماضي..وأتى الكتاب كأحد ثمار مشروع النشر المشترك بين مؤسستى الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، والعبيكان للتعليم بالمملكة العربية السعودية.

 أمًا الكتاب الممتع الثانى فقد نشرته «خلية نحل» مصرية مرموقة تعمل فى صمت، اسمها مؤسسة «هنداوي» للتعليم والثقافة، بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، بعنوان «الرياضيات.. مقدمة قصيرة جدا» للعالِم الإنجليزى تيموثى جاورز زميل الجمعية الملكية البريطانية.. فأين نحن ؟!