نور الشريف
نور الشريف


7 سنوات على رحيل نور.. آخر العمالقة

أخبار النجوم

الخميس، 11 أغسطس 2022 - 06:28 م

بقلم : محمد القليوبى

في حي السيدة زينب، ولد محمد جابر عام 1946، وبعد عام واحد من ميلاده توفى والده، لتتزوج والدته بعدها وتسافر إلى السعودية، وتترك إبنها محمد الشهير بـ”نور”، وشقيقته ليقرر عميهما تبينهما، وهي أحداث درامية تليق باسم واحد من أهم الممثلين في تاريخ الفن المصري، وفي ذكرى رحيله السابعة نستعيد أبرز المشاهد التي مرت في حياة نور الشريف منذ أن كان صبياً يحلم بالمسرح، حتى تحول لأخر من بقي من عصر العظماء.


نشأ الطفل محمد جابر في منطقة السيدة زينب، وعمل بها مدرساً بعد تخرجه، ويحكي عمه أن نور كان متفوقاً في دراسته، وكان أعمامه يرغبون له بدخول كلية الهندسة، لكنه طلب أن ينضم ل المعهد العالي للفنون المسرحية.

وقوبل طلبه بالرفض القاطع من عمه الأكبر إسماعيل، الذي كان يرفض من الأساس شغف نور بالتمثيل منذ أن كان طالباً بالمرحلة الإعدادية، حيث كان يشارك بإستمرار في العروض المسرحية بالمدرسة على عربة كارو صممها مع أصدقاءه.

ليقدموا عروضهم عليها، لكن بسبب شخصيته المتمردة إلتحق بالمعهد دون علم أعمامه، وتفوق في دراسته خلال تلك السنوات رغم صعوبة ظروفه المحيطة، ليتخرج في المعهد عام 1967 بتقدير “إمتياز”.

وكان الأول على دفعته، وفي تلك اللحظة كشف نور لعائلته عن السر الذي أخفاه عنهم لسنوات، ليتقبلوا في النهاية رغبته في دخول هذا المجال الصعب.


اكتسب نور اسمه الفني من شقيقته، لأنها كانت تحب الفنان عمر الشريف كثيراً، وتزامن ظُهوره مع أزمة الوجوه الجديدة التي كانت تعاني منها السينما المصرية بعد نكسة 67، وتعرف أثناء دراسته بالمعهد على الفنان المسرحي الكبير سعد أردش، ويرجع إليه الفضل في دخول نور عالم الفن.

حيثُ رشحه للعمل معه فأسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية “الشوارع الخلفية”، ثم اختاره المخرج كمال عيد لدور في مسرحية “روميو وجولييت”، وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام، الذي رشحه للمخرج حسن الإمام، ليقدمه في فيلم” قصر الشوق” .

الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ سنة 1966، وهو يعتبر أول ظهور حقيقي له في السينما، وحصل على شهادة تقدير عن هذا الدور، وكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية، واشترك في أفلام مع جميع عمالقة السينما المصرية.

مع سعاد حسني في أفلام عديدة مثل “غريب في بيتي”و”أهل القمة”، ومع صلاح ذو الفقار في أكثر من فيلم، مثل” في الصيف لازم نحب “و”الطاووس”، ومع فريد شوقي في أفلام عديدة منها” لا تبكي يا حبيب العمر “و”الذئاب”.


تابع النجم الصاعد وقتها نجاحه في السبعينيات التي شهدت تألّقًا ملحوظًا، فقد ظهر في أفلامٍ حُفرت في ذاكرة المشاهد العربي، وأهمّها: “أشياء لا تشتري” عام 1970، “زوجتي والكلب” و”البيوت أسرار” عام 1971، “زواج بالإكراه” و”الخوف” عام 1972، “دائرة الإنتقام” و”العاشقات” عام 1976، “مارد الجبل” و”الشياطين” عام 1977، “الاعتراف الأخير” و”ابتسامة واحدة لا تكفي” عام 1978.


وأصبح نور نجمًا معروفًا على مستوى الوطن العربي في فترة الثمانينيات، حيث قدم مجموعةً من الأفلام الهامة منها: “دنيا الله” عام 1980، “الشيطان يعظ” عام 1982، “الذئاب” عام 1983، “آخر الرجال المحترمين” و”اللعنة” عام 1984، “عسل الحب المر” و”مصري” عام 1985، “أصدقاء الشيطان” و”زمن حاتم زهران” عام 1988، “كتيبة الإعدام” وعنبر الموت” عام 1989.


واستمر نجاحه في التسعينيات، وصولًا إلى الألفية الجديدة التي برزت له فيها أفلام أهمها: “العاشقان” عام 2001، “عمارة يعقوبيان” عام 2002، “دم الغزال” عام 2005، “ليلة البيبي دول” عام 2008، وقد أثار الأخير ضجةً كبيرة حيث أدَّى فيه نور دور سجين في سجن “أبو غريب” بعد تصويره لأحد المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية بحق المواطنين العراقيين.


نجاحه السينمائي لم يمنعه من التألق على الشاشة الصغيرة، فقد قدّم للتلفزيون أعمالًا خالدة منها: “عمر بن عبد العزيز” عام 1994، “لن أعيش في جلباب أبي” عام 1995، “هارون الرشيد” عام 1997، “العطار والسبع بنات” عام 2002، “الدالي” بأجزائه الثلاثة و”خلف الله” عام 2013.


وكان ناجحًا في المسرح الذي شهد بداياته، فقد تألّق في عددٍ من المسرحيات منها: “القدس في يوم آخر”، “يا غولة عينك حمرا”، “الأميرة والصعلوك”، “يا مسافر وحدك” و”كنت فين يا علي”.


كما قدم برنامج “مع نور الشريف” عام 2010، وحلّ ضيفًا على برامج “خليك بالبيت” و”لو سمحتم” و”واحد من الناس”.حفر نور أثرًا في ذاكرة السينما المصرية، فقد اختيرت 7 أفلام له في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء مصر لعام 1996.

وحاز على شهادة تقدير عن دوره في فيلم “قصر الشوق”، وكانت هذه أول جائزة يتلقاها نور، وفاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الثانية لعام 1977، وكان آخر عمل له عام 2015 فيلم “بتوقيت القاهرة”.  


حصل فيلمه “دم الغزال” على 6 جوائز مقدمة من “المهرجان القومي للسينما”، وحاز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “بتوقيت القاهرة” من مهرجان “مالمو للسينما العربية” في السويد في دورته الخامسة 2015، وحصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “ليلة ساخنة”، كما استلم جائزة “القدس للثقافة والإبداع” تقديرًا لإبداعاته الثقافية والعربية والشخصية المتميزة في السينما العربية.


أنتج نور 6 أفلام وأخرج فيلمين هما “العاشقان” و”الأميرة والصعلوك” ومسرحية “محاكمة الكاهن” لعام 1994.
إلى جانب التمثيل، قام نور بالإخراج المسرحي لأول مرة، وكان اسم المسرحية “محاكمة الكاهن” عام 1994 على مسرح “الهناجر” وقام بالإخراج السينمائي لفيلم “العاشقان” الذي جمع بينه وبين زوجته الممثلة بوسي عام 2001، وفيلم “الأميرة والصعلوك”.


قام نور بتقديم العديد من الممثلين الشباب الذين اكتشف موهبتهم وقدّمهم للساحة الفنيّة، فهو من منح الفرصة لمصطفى شعبان في مسلسل “الحاج متولي”، وأحمد زاهر في مسلسل “الرجل الآخر”، ومنى زكي في بطولة مسرحثية “يا مسافر وحدك” على “المسرح القومي”، وأحمد صفوت ودينا فؤاد وحسن الرداد وعمرو يوسف في مسلسل “الدالي”.


توفى نور الشريف يوم الثلاثاء 11 أغسطس 2015 في القاهرة بعد صراع طويل مع سرطان الرئة عن عمر يناهز 69 سنة، وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 12 أغسطس 2015 من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر.

اقرأ ايضا | «هلاوس» تعود لمسرح الهناجر للسنة الثانية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة