سكينة سلامة
سكينة سلامة


لحظة سكينة

الأخبار

الأربعاء، 17 أغسطس 2022 - 05:44 م

بقلم: سكينة سلامة

 

يصادف هذا الشهر ذكرى عزيزة على القلب ، ذكرى استشهاد زوجى الشهيد العقيد أركان حرب هانى محمد سليمان وذلك بتعرضه للقتل أثناء أداء عمله. يسألنى الكثيرون كل عام عما أشعر به الآن. هل أشعر بالحزن، ألم الفقد، أم يطغى شهور بالفخر فى هذه الأيام؟.

أسرح أحيانا وأفكر فيما شعر به هانى فى ذلك اليوم، أو فى تلك اللحظة حيث تلقى رصاصة الموت الغادرة، هل توقف الزمن فى تلك الثانية؟ متى أدرك أنه قد حان وقت الرحيل؟ بعد الرصاصة الثانية ربما؟ يقول رسولنا الكريم فى الحديث الشريف «ما أصابك لم يكن ليخطئك».

يقال إنه حين توشك النهاية نرى أطيافاً من تلك الحياة الفانية التى نوشك على مغادرتها، فهل رآنا بالفعل ؟ أتراه شعر بغصة فى الحلق ليقينه بأنه لن يتيسر له مشاهدة أبنائنا يكبرون؟ هل تسنى له رؤية وجه قاتله؟ ترى بما شعر تجاهه؟ البغض والغيظ ربما؟ الغضب حيث لم تتح له فرصة النيل منه؟ أفهم هذا الشعور تماما فقد غمرنى أياما ليست بالقليلة. ولكن يصعب عليا أن أتخيل هانى غاضبا ساخطا، فالحق أننى قلما رأيته كذلك . هو على الأغلب أشفق على قاتله حينما أدرك أنها النهاية.

«الموت قادم لا محالة» اعتاد ترديد تلك الكلمات لأرد أنا بغيظ «بعد الشر عليك» جملة اعتدنا على ترديدها حينما يقرن الموت مع أحبائنا فى جملة واحدة. أفكر كثيرا هذه الأيام فى أصل هذه العبارة وكون الموت شراً أم خيراً. ربما بدأ هذا التقليد شخص ما فقد عزيزا عليه وعندما أحس بمرارة الفقد فكر أن هذا لابد شر، ذلك الألم الذى يعتصر الفؤاد هو لابد شر.

يقول الإمام الغزالى «الناس نيام فإذا ما ماتوا انتبهوا» فى إشارة الى البعث، إلى تلك الحياة الجديدة، البداية الحقيقية. وكأن ما نمر به الآن بكل تفاصيله هو محض وهم، وهم مؤقت ينتهى بما يسمى «الموت» أهذا ما رآه زوجى فى تلك اللحظات؟ وميض بداية جديدة؟ يطمئن القلب لهذه الفكرة ، أنا أعلم أنه مازال هناك فى مكان ما لا أدركه، يبدأ من جديد . لا يمكننى رؤيته ولكن يكفينى أن أعلم أنها ليست النهاية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة