هبة عمر
هبة عمر


هبة عمر تكتب: حتى يصبح التحمل ممكنًا

أخبار اليوم

الجمعة، 19 أغسطس 2022 - 06:32 م

بقلم: هبة عمر

مع كل صرخة يطلقها أصحاب البرامج الزاعقة عبر الشاشات تطالب الناس بالتحمل وعدم الشكوى من الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم بصفه عامة ومصر بصفة خاصة، تنخفض ثقة الناس وتزيد حدة الغضب فى نفوسهم ، فهولاء «الزاعقون» بعيدون تماما عن معاناة الأغلبية، مهتمون بالبقاء فى مراكزهم والاحتفاظ بمكاسبهم وثرواتهم بعيدا عن العيون ، ولا يعينهم طرح مشكلات الناس ومناقشتها بموضوعية بحثا عن حلول ممكنه تخفف متاعبهم المتزايدة فى ظل ارتفاع تكلفة كل مقومات الحياة، حتى يصبح التحمل ممكنا.

هل يناقشون على سبيل المثال ظاهرة ارتفاع أسعار العقارات بمعدلات غير مسبوقة بدعوى تغير الأسعار العالمية  التى نتج عنها ارتفاع تكاليف حديد التسليح ومواد البناء، و ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه، دون دراسة واعية لما يدور فى الأسواق وحالة الركود التضخمية التى يمكن أن تنتج مستقبلاً وتؤدى إلى تباطؤ النمو وتراجع الاستثمار فى القطاع العقاري، نتيجة الزيادات غير المدروسة فى الأسعار، وتبقى المشكلة الرئيسية فى القطاع العقارى هى عدم التوازن بين العرض والطلب ، فما يطلبه أكثر المشترين لا يجدونه فيما هو معروض ومتاح من مشروعات ، ومايعرض من مشروعات عقارية لا يناسب سوى  قلة قليلة، لذلك تطاردنا شركات التسويق ليل نهار لترويج بضاعتها من وحدات عقارية بعدة ملايين من الجنيهات.

وهل يناقشون مثلا مشكلات المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التى تشكل القاعدة العريضة من المحلات والورش العاملة فى مصر  وما يحدث معها فعليا إذ  تقوم البنوك بإقراض الجمعيات والمؤسسات الأهلية والشركات العاملة فى مجال التمويل متناهى الصغر بأسعار فائدة عادية، وتقوم تلك الجهات بتقاضى أسعار فائدة من العملاء تتراوح بين  ٤٠ الى ٥٠٪ سنويا ( وفقا لدراسة الدكتورة سلوى العنتري) وذلك تحت سمع وأبصار كل من البنك المركزى المصرى والهيئة العامة للرقابة المالية. وبالتأكيد هم لا يمتلكون القدرة على مناقشة حقيقية لصور الفساد الإدارى المنتشرة فى أماكن عديدة ولا صور إهدار الأموال جهلا أو عمدا ، ولا مشكلات المراكز العلمية والبحثية التى تعانى نقصا فى تمويلها ، ويطلبون منا فى النهاية أن نتحمل ما يقولونه ولا يفعلونه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة