جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: روشتة الإصلاح.. صناعة مصرية!

جلال عارف

الجمعة، 19 أغسطس 2022 - 08:06 م

طريق الإصلاح «كما يحدده العلم» واضح ومعروف للعالم كله.. لكن ذلك لا يعنى مطلقاً أن تكون هناك «روشتة موحدة» تصلح للجميع فلكل دولة ظروفها، ولكل مجتمع خصوصيته. وهنا يفتح باب الاجتهاد على مصراعيه، وينجح من يستطيع أن يصنع لنفسه روشتة العبور فى طريق الاصلاح والنهضة حتى نهايته.

ينطبق هذا فى كل المجالات.. من الاقتصاد إلى التعليم، ومن الزراعة والصناعة إلى الثقافة والفنون. لا توجد روشتة جاهزة، وإنما توجد أسس علمية تتطور بسرعة ولابد من ملاحقتها، وتوجد إمكانيات بشرية ومادية لابد من استخدامها بأفضل وسيلة، وقبل ذلك وبعده تقف الإرادة الصلبة على تحقيق الإصلاح وصناعة التقدم وتحمل العبء من الجميع.

أسس الإصلاح والتقدم واحدة، لكن «الروشتة» تختلف بين إمارة صغيرة ودولة كالهند، أو بين دولة ثرية وأخرى فقيرة. المهم أن تنطلق من واقعك، وأن تستفيد من كل الامكانيات التى تملكها ومن كل التجارب التى مررت بها ومما يوفره لك العلم الحديث من إمكانيات، ليكون لك بعد ذلك روشتة الإصلاح التى تناسبك والتى تملك مفاتيح نجاحها فى يدك. وليس فى يد أحد آخر!!.

رغم كل التحديات، فإن «روشتة الإصلاح» لابد أن تكون مصرية تأخذ من كل المواصفات العلمية التى تقود التطور فى العالم، لكنها لا تهمل ظروف مصر ولا تلتزم إلا بمصلحتها.. تجربة مصر قادرة على أن تنير الطريق أمامها فى كل المجالات.

فى الاقتصاد.. لم تثمر سنوات الهجوم على القطاع العام والانفتاح السبهللى إلا لفتح الأبواب أمام أباطرة السمسرة على حساب الصناعة الوطنية ولم يعد هناك من طريق إلا العودة للإنتاج وتوجيه الاستثمار الخاص للتصنيع والزراعة ومنحه كل الدعم ليكون مع الاستثمار العام قاطرة أساسية للاقتصاد، وبندا أول فى روشتة الإصلاح.

وأظن أن ما حدث فى التعليم يغنى عن مزيد من الحديث عن ضرورة أن يكون برنامج الاصلاح والتقدم فى كل المجالات «صناعة مصرية» يراعى ظروفنا الخاصة، ويستثمر إمكانياتنا المحلية بأفضل طريق، دون أن يخاصم التطور العالمى.. ولكن أيضاً دون أن يتجاهل أن نقطة الانطلاق الحقيقى فى أى إصلاح للتعليم هى ألا نرى أوائل الثانوية العامة يتباهون بأنهم لم يذهبوا إلى مدارسهم مطلقاً طوال العام، وأنهم اعتمدوا على الدروس الخصوصية وحدها(!!) ورحم الله زمناً ليس بعيداً كنا نمتلك فيه تعليماً أساسياً موحداً للجميع، ومدرسة حقيقية تخرجت فيها أجيال كانت رافعة التقدم والنهوض قبل زمن «السناتر»!!.

تجارب العالم، وتجاربنا الناجحة فى مصر تقول إن الإصلاح الحقيقى لا يتم إلا مع برنامج وطنى يراعى ظروف المجتمع ويحافظ على استقلالية الدولة، أمامنا تحديات كثيرة، لكننا نعرف أن طريق الإصلاح الصعب سيكون آمناً فقط حين يكون صناعة مصرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة