محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

إلى القائم بأعمال المركزى

الأخبار

السبت، 20 أغسطس 2022 - 07:30 م

مريضان وقفا ذووهما أمام خزانة المستشفى الخاص الذى أجرى كل منهما داخله عملية جراحية كبري.. الأول قدم ذووه بطاقة الائتمان الخاصة به والصادرة عن واحد من بنوكنا الحكومية الأشهر وكان حسابه يتجاوز المائة ألف جنيه تم سحبها فى ثوان وغادر الرجل المستشفى بسرعة تتلاءم مع حالته استعدادا لقضاء فترة النقاهة فى منزله أما الثانى فكانت بطاقته الائتمانية صادرة من أحد البنوك الاستثمارية التى تعمل على أرض مصر ومطلوب منه أكثر من مائة ألف جنيه أيضا، جلس المريض فى بهو المستشفى انتظارا لأن ينتهى نجله من دفع المستحتقات الذى لن يستغرق دقائق معدودة ليقوم بعدها باصطحاب والده إلى المنزل، ولكن الدقائق المعدودة امتدت إلى خمس ساعات كاملة من الثانية ظهرا حتى السابعة مساء والسبب مفاجأة وقعت على المريض ونجله كالصاعقة، كارت الائتمان لا يوافق إلا على سحب الحد الأقصى وهو عشرون ألف جنيه فقط، وما الحل والمطلوب أضعاف هذا المبلغ.

اتصل المريض بالبنك مستفسرا عن السبب فجاءه الرد بأنه هذا هو الحد الأقصي، قال لخدمة العملاء ما أعلمه أن الحد الأقصى يتعلق بالسحب النقدى فقط ولا يتعلق بالمشتريات مثل حساب مستشفى أو حساب فى محل مجوهرات أو غيره من المعارض والمحال التى يمكن إجراء عمليات شراء تتجاوز العشرين ألفا.
أسقط فى يد الرجل ونجله وبدأ فى إجراء الاتصالات بكل المعارف والأصدقاء جاء بعضهم ببطاقاتهم الائتمانية، وخلال ساعات خمس تم تجميع المبلغ ودفع المطلوب، كل ذلك والمريض الذى أجرى جراحة كبرى فى القلب ينتظر فى بهو المستشفى وعلامات التوتر والقلق تعتريه وهو يسائل نفسه لو كان قد وافاه الأجل هل كان سيظل جثمانه عدة أيام انتظارا لسداد المبلغ رغم أن حسابه يغطى التكلفة ويزيد؟

السؤال نتوجه به إلى السيد/ حسن عبد الله القائم بأعمال محافظ البنك المركزى.. هل يضع كل بنك السياسات الخاصة به دون الحصول على موافقة البنك المركزى؟!.. ولماذا هذه الظاهرة تنفرد بها البنوك الاستثمارية دون البنوك الحكومية؟!

ليمون بالنعناع

اشترى صديقى الموظف السابق وعلى المعاش حالياً احتياجاته من سوبر ماركت يبيع كما يدعى بأسعار الجملة، انتقى من كم العصائر المعبأة ما اعتقد أنه الأرخص.. ليمون بالنعناع مؤمناً بالمثل القائل العدد فى الليمون ومقتنعاً أن حزمة النعناع فى الجملة لا تتعدى بضعة قروش للصانع.

فى بيته راح يراجع فاتورة الشراء وهو يتلذذ بكوب من الليمون بالنعناع الذى اشترى منه عبوة لتر اكتشف أن ثمنه تخطى سبعة وعشرين جنيهاً رغم أنه لم يفكر فى شراء عصائر الفواكه التى لا يتجاوز ثمنها اثنين وعشرين جنيهاً أصابه الإحباط وهو يردد:

قال العدد فى الليمون.. قال.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة