سكينة سلامة
سكينة سلامة


سكينة سلامة تكتب: الثقافة تبني وعياً

الأخبار

الأربعاء، 24 أغسطس 2022 - 07:41 م

إن التحدى الأكبر الذى تواجهه الدول فى هذه الحقبة من تاريخنا هو إعداد أجيال شابة لديها وعى ثقافى وقادرة على التفكير النقدى. وفى وطننا فنحن بحاجة ماسة لتلك الكوادر المفكرة للمساهمة فى تنمية القدرة المعنوية للمجتمع المصرى ولتهيئة المناخ للجمهورية الجديدة.

ومن منطلق ما تعلمناه من الخبراء الاستراتيجيين فإن الجمهورية الجديدة هى حالة الانطلاق المجتمعى من حالة العوز إلى حالة النهوض فى جميع المجالات، فبناء مقومات الجمهورية الجديدة امتد على مدى ثمانى سنوات مضت قامت فيها القيادة السياسية بالعمل على إعادة القدرة الشاملة فى الدولة المصرية فى جميع المجالات. وهذا لن يتحقق بشكل متكامل بدون القدرة المعنوية تلك القدرة التى تحمى المجتمع من السقوط فى فترات التحدى. فالقدرة المعنوية هى نتاج ثقة الشعب فى نفسه وفى قيادته السياسية وإدراكه إنه قادر على تجاوز الصعاب والعقبات.

يقول ألبير كامو الفيلسوف الفرنسى كل شىء يبدأ بالوعى ولا قيمة لشىء بدونه. والوعى الذى نحن بصدده هو نتاج المعرفة. وفى عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة تأتى المعلومات من مصادر متعددة بشكل لا قبل لنا بالسيطرة عليه. فالشائعات على سبيل المثال تنتشر بيسر فى كل مكان بغض النظر عن طبيعة المجتمعات، لذا فقد اختلف شكل المعارك، فحروب الجيل الرابع تعتمد فى المقام الأول على المواجهة غير المباشرة مع المجتمع، عن طريق المعلومات التى يتم بثها من خلال وسائل التواصل الاجتماعى والإعلام وغيرها من الوسائل بهدف زرع عدم الثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة. ويتم الترويج لهذا النوع من المعلومات المغلوطة باعتباره معرفة لتشكيل وعى زائف، ذلك الوعى الزائف هو أحد أهم الوسائل التى تستخدم فى الحرب النفسية والاجتماعية وإنتاج حالة من عدم الاستقرار الاجتماعى، فى رأيى أن ما نتطلع إليه لمواجهة تلك الحروب المعنوية هو ثقافة قادرة على تشكيل وبناء وعى جمعى يكون بمثابة حائط صد لأى محاولات لزعزعة القدرة المعنوية للمجتمع.

إن إنشاء هيئة للوعى تتضافر فيها جهود المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة بهدف تعزيز التواصل بين جميع المؤسسات عن طريق مشاركة المعلومات بشكل دائم، وبالتالى القضاء على التكرار والنمطية فى التعامل مع القضايا الاجتماعية المختلفة هو خطوة هامة. تلك الهيئة يجب أن تعمل على خلق استراتيجية لتوحيد جهود المؤسسات المدنية والتنفيذية لحشد جميع الإمكانيات بغرض تحقيق النجاح وترجمة الأهداف القومية إلى مجموعة من الإجراءات الفعلية من شأنها رفع الوعى العام، بحيث يكون شعار الجمهورية الجديدة ثقافة تبنى وعيا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة