الأربعاء، 24 أغسطس 2022 - 08:08 م

بعد ستة شهور من الحرب فى أوكرانيا يؤكد الرئيس الأوكرانى "زيلنسكى" أن بلده غير مستعد على الإطلاق لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار. وفى نفس الوقت تعلن أمريكا عن اعتماد مالى جديد بثلاثة مليارات لتزويد أوكرانيا بالسلاح. والترجمة الوحيدة لذلك هى أن الحرب مستمرة حتى إشعار آخر، وأن على العالم أن ينتظر المزيد من التصعيد، وأن يدفع مع أوكرانيا ثمن صراع القوة بين روسيا وأمريكا والذى وصل إلى حد التهديد بالخطر النووى تهديداً حقيقياً!

فمع نهاية الستة شهور من الحرب، كان مجلس الأمن يجتمع لبحث الوضع الخطير فى المحطة النووية الأوكرانية فى "زابورجيا" وهى الأكبر فى أوروبا والتى تتعرض للقصف الذى يهدد بكارثة نووية. وكما هو منتظر تبادل الطرفان فى مجلس الأمن الاتهامات بالمسئولية عن قصف المحطة النووية التى تسيطر عليها القوات الروسية منذ بدء الحرب. لتظل العقبات قائمة أمام زيارة مفتش الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمحطة ووضعها تحت رقابتهم.

واضح أن الطرفين الأساسيين يراهنان على تحقيق إنجاز ما يرجح الكفة قبل نهاية العام. روسيا تلعب بورقة الغاز والبترول والشتاء الأوروبى البارد، وأمريكا تلعب بورقة استنزاف روسيا فى الحرب إلى آخر مدى على أمل أن ترغمها العقوبات التجارية على التراجع.. لكن رهانات الفريقين تسير على حقل ألغام قد تنفجر فى أى لحظة.

أول الألغام بالطبع هو الخطر النووى. أمريكا بعيدة لكن أوروبا لا تستطيع تحمل نتائج المقامرة النووية. كما لا تستطيع تحمل نتائج المقامرة الأخرى بنقل الحرب إلى قلب موسكو مع اغتيال ابنة المفكر "روجيه" القريب من الرئيس الروسى وحتمية الرد الروسى الذى قد يتجاوز أيضاً حدود أوكرانيا.

استخدام "سلاح الاغتيالات" لغم جديد لا يعرف أحد أين ينتهى!

الحقيقة الوحيدة أن الحرب مستمرة، ولعبة "عض الأصابع" بين روسيا من ناحية وأمريكا و"الناتو" من ناحية أخرى تتصاعد. وما أخطر لعبة "عض الأصابع" عندما تكون الأصابع.. نووية!!