أحمد هاشم
أحمد هاشم


آخر كلام

عم الشباب والشياكة

أحمد هاشم

الجمعة، 26 أغسطس 2022 - 09:11 م

منذ ان التقيت به للمرة الأولى عند التحاقى بجريدة  «أخبار اليوم» فى عام ١٩٩٦ لاحظت الشياكة والبساطة والذوق الرفيع الذى يتمتع بها فقيدنا الكاتب الصحفى الكبير محمد عمر، ولا زلت أذكر هذا اللقاء، حيث كان يوم الأحد، وعندما ذهبت للدور التاسع بالمبنى الصحفى، والذى كان وقتها - ولا يزال حتى الان - مقرا لجريدة «أخبار اليوم» وجدت الدور  فارغا، حيث كان يوم الاحد الاجازة الاسبوعية لـ «أخبار اليوم».

كنت على موعد مع الكاتب الصحفى الكبير محمد طنطاوى مدير تحرير اخبار اليوم السابق، للتدرب باخبار اليوم، وكنت وقتها طالبا بالفرقة الرابعة بقسم الصحافة بكلية الاعلام بجامعة القاهرة.
عندما ذهبت لمكتب الأستاذ طنطاوى التقيت بالاستاذ محمد عمر للمرة الاولى، تظاهر بانه سكرتير الاستاذ طنطاوى، واخذ يحاورنى بكل   بساطة، رغم انه كان من اكبر المحررين بـ «أخبار اليوم» وكان ايضا من  أشهر المحررين البرلمانيين، وعلمت بعدها انه اعتاد الحضور يوم الاجازة اسبوعيا ليجلس مع استاذه وحبيبه محمد طنطاوى.

يوم الجمعة الماضى التقيته للمرة الأخيرة، ألقيت  عليه تحية الصباح كالعادة،  قلتها «صباح الخير يا عم الشباب والشياكة»، فقد ظل حتى اخر يوم فى عمره متأنقا، يصفف شعره بعناية، ويرتدى ملابس أنيقة، تتميز  ذوق راق، كما ظل حتى اليوم الاخير يتعامل مع الجميع ببساطة وبخفة دم، رغم انه كان صحفيا متمكنا، موهوبا، ومن قيادات الجريدة، كما ظل ممسكا بالورقة والقلم، يصيغ اخبارا ومانشيتات حتى اليوم الاخير له فى العمل.

ورغم سنوات الخبرة الطويلة والعلاقات الوطيدة بمصادره، ورغم منصبه القيادى بـ «أخبار اليوم» ظل التواضع وخفة الدم من أهم ملامح شخصية الأستاذ محمد عمر، لم يستعرض يومًا عضلاته على محرر شاب، ولم يضبط يومًا بالتنظير عن فنون الصحافة، ولم يحك يومًا عن أمجاده وبطولاته فى بلاط صاحبة الجلالة، رغم علاقاته القوية بمصادر صحفية مهمة من كبار المسئولين، عكس ما كان يفعل أنصاف المواهب والمدعين.
رحم الله الفقيد الغالى محمد عمر.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة