عصام السباعي
عصام السباعي


عصام السباعي يكتب: موسم البحث عن فضيحة !

عصام السباعي

الإثنين، 29 أغسطس 2022 - 06:29 م

وسألت نفسى ما الذى يجعل أى إنسان يختلق فضيحة لأى شخص ويسعى للتجويد فى تأليفها وإخراجها، ولا هؤلاء الذين يتلقفونها ويعلمون أنها مفبركة ثم يروجونها ويسعون من أجل نشرها!

الأربعاء:
فضائح كثيرة قرأتها وسمعت عنها وشغلت تفكيرى للحظات .. شعرت بضيق شديد وأنا أستعرض عناوينها فى مواقع التواصل الاجتماعى، مضمونها الذى يهتك الأعراض ويستبيح الحرمات والمحرمات، ويختلق العلاقات والأشياء القبيحة، وسألت نفسى ما الذى يجعل أى انسان يختلق فضيحة لأى شخص ويسعى للتجويد فى تأليفها واخراجها، ولا هؤلاء الذين يتلقفونها و يروجون لها وهم يعلمون أنها مفبركة، ويسعون من أجل نشرها وتشويه الناس بالباطل، ما أزعجنى أكثر هو نوعية الذين ينشرونها وهم غير متأكدين من صدقها، وتذكرت ذلك التعبير الإعجازى فى القرآن « أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه «، وأصارحكم فأنا لا أرى أن مايحدث شيء طبيعى بحيث يمر مرور الكرام، ولا يمكن أن أصدق أن مجتمعنا وصل إلى تلك الدرجة من السوء خلال العقود الأخيرة، نتيجة ثقافة العشوائيات، أو التعليم المقلوب، والأسرة الغائبة المغيبة، والمنطق الضائع الذى لا يجعل كثيرين يمررون الفضيحة على عقولهم، فيستقبحونها و يستقبحون ترديدها، ويقبحون من ينقلها لهم، وظهرت على الساحة فضائح التسريبات المتبادلة و»الجدع «من يوجع الآخر أكثر فى قلة الأدب، ثم تطورت الكارثة إلى كارثة عنقودية، عندما نجد الطرفين «حبايب وصافى يالبن «، وكأن قيم المجتمع وتنشئة أولادنا مجرد دمية أو لعبة فى أيادى وأقدام بعض السفهاء، ويحدث كل ذلك ونحن نتفرج مثل البلهاء دونما أن تهتز لنا شعرة من الحياء، ودونما عقاب لهؤلاء الناس من أشباه الرجال والنساء، ويبقى كل واحد منهم فى مكانه، يظل يبحث عن فضيحة جديدة لشخصية أخرى، يبتزه، يجرحه، يحقق مصالحه، ونحن نتابعها بوقاحة وأفواهنا مفتوحة، ولساننا يخوض فيها.. أتمنى أن نفيق قبل أن نصبح يوما ما نحن أو أحد معارفنا بطلا لفضيحة لا نعلم عنها أى شيء !

إعادة تدوير القضايا «الهايفة» ؟!
الجمعة :
المؤكد أن سياسة «فرق تسد» لا يقتصر تطبيقها على الدول، ولكن تتم داخل الدولة الواحدة، ويبدو أنها لا تقتصر فقط على المجموعات العرقية والاثنية، وكلها أمور تتكشف فى الوثائق البريطانية والفرنسية والأمريكية، وأساليب الاستعمار القديم والجديد، ولمن يرغب فى التوسع أنصحه بقراءة كتاب الصحفى البريطانى مارك كيرتيس «شئون سرية»، وقد كان أحد الذين ارتبط اسمهم بالمعهد الملكى للشئون الدولية «تشاتام»، ذلك المعهد الذى أدرجته مؤخرا النيابة العامة الروسية، على قائمة المنظمات «غير المرغوب فيها»، وكشف فى الكتاب التواطؤ البريطانى مع الإسلام الأصولي، وتطبيق سياسة التفرقة من أجل تنفيذ مخططات الانقسام فى أى مجتمع حتى لو كانت فى الأفكار والدين الواحد، وقد كان ذلك أحد الأمور التى شغلتنى طوال حياتى، وخاصة تلك النمطية الغريبة والمريبة جدا فى إعادة تدوير مشاغلنا ومشاكلنا والانقسام حولها دونما أن نحلها أو نتقدم خطوة للأ مام، ولم أجد أفضل من تعبير المفكر الكبير هاشم صالح لتوصيف ذلك المشهد من خلال كلمتين هما « الانسداد التاريخى «، وقد تابعت منذ صغرى تلك المصارعة الحرة التى تتم داخل عقل البلد حول نفس المشاكل، ولا يريد طرفاها أن تنتهى، بدأت تلك المصارعة الخرقاء منذ عقود، وقد لمستها عندما كنت اقرأ فى مكتبة والدى رحمه الله، مجلدات مجلة دار العلوم فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى، ولا أنسى مقالا عن ارتفاع المهور وزيادة معدل العنوسة، و جاء فيه أن عريسا قد انتحر وألقى نفسه وسط كوبرى قصر النيل، بسبب فاتورة أسعار حناطير الزفة، ومقالا آخر عن الجدل حول الحجاب، فقد كانت القضية ساخنة وقتها كما هذه الأيام، وبكل أسف حافظت الأجيال على عهدها مع التخلف، و تمر علينا كل العصور و تتغير القوى العالمية، وتنهض اليابان وتنتفض كوريا الجنوبية، وتستفيق الهند ولم تعطلها عشرات الأديان واللغات بين أبنائها، ونحن مازلنا نتحاور فى قضايا هزلية خايبة ومنها الحجاب، وكأننا لو تخلصنا من حجاب النساء، سيتحررالعقل ويتطور العلم والعلماء، ولازال أعداؤنا يطبقون سياسة «فرق تسد «، نجد ذلك فى المنطقة، وداخل الوطن، يزرعون العداوة بين فئات المصريين، يشغلوننا عن قضايا التنمية الحقيقية، ويروجون لأمراض الحضارة الغربية من دعارة وشذوذ جنسى باعتبارها حزمة حضارية، رغم أنها مثل عقولهم حيوانية. وكم أرجو أن ننتبه ولا نواصل الهرولة فى تلك الدوامة ونستمر فى تخلفنا الحضاري، أرجوكم حافظوا على بلدكم ووحدتكم ولا تسمحوا لأحد بأن يفرق بينكم فى أى شيء !

ازدهار بيزنس الإلحاد و«بلاعات» التنوير !
الأحد :
المشكلة أن هناك من ينقل ولا يفهم، ومن يقرأ ولا يعقل، ويشعل النيران حول أى قضية ليست قضية ويجعلها محور الكون، ويحاول أن ينتصر لرأى القبيلة بأى شكل، ولما كنا نتكلم عن المرار الطافح الذى نعيش فيه باجترار نفس المشاكل والقضايا منذ عقود طويلة، استعرض لكم أحد النماذج التى استوقفتنى منذ سنوات، و هو عبارة عن تقرير سبق ونشرته وكالة رويترز العالمية فى 15 سبتمبر 2009 بعنوان، « الشيخ محمد عبده: ليس فى الشريعة نص يوجب تغطية وجه المرأة»، وأكد التقرير أن مصطلح «الحجاب» فى عصر الشيخ محمد عبده كان مقصودا به «ما يغطى وجه المرأة باستثناء عينيها وهو أقرب الى ما يعرف حاليا بالنقاب»، الطريف أن كل الجرائد المصرية والخليجية، نشرت التقرير بعدها بيوم على أساس أن الحجاب هو غطاء الرأس الذى نراه على رؤوس النساء، ولا زالت المواقع تتداول ذلك الخطأ وينسبونه للإمام محمد عبده.

ويحدث نفس الشيء فى العديد من المغالطات حول القضايا الإسلامية والفكرية فى برامج كثيرين من أعضاء حزب « نورينى «، بأعضائه المؤسسين مثل بحيرى وعيسى، وقد انضم له أعضاء جدد منهم التنويرى الجديد الأخ « شعيب»، الذى قام بتحضير العدة وارتدى النظارة وبدأ محطة النضال التنويرى من كندا، وهو زميل صحفى يتحدث فيما لا يفهم حتى أبجدياته، ولكن الهدف معروف يمكن معرفته من العناوين مثل :» أين اختفى مصحف عثمان وهل هو حقيقي؟.. لماذا يقدس أغلب المسلمين النبى محمد أكثر من الله نفسه ؟.. هل ورط النبى محمد المسلمين بزواجه من السيدة عائشة ؟.. لماذا المثل الأعلى لأغلب المسلمين من القتلة والمجرمين ؟ .. هل الإلحاد هو الحل ؟.. هل ستنقرض الأديان؟» ..الخ الخ وبعدها مليار علامة تعجب واستفهام .. ومن استعباط إلى استعباط، ولأن الغرض مرض، فهو لا يهتم ايضا بتصحيح مايقع فيه من أخطاء كارثية، و أتذكر أننى وقت أن قال ابراهيم عيسى ماقاله بخصوص انكار المعراج، زعم أن الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر الأسبق، قد أنكر فى الجزء الخامس من تفسيره الذى جمعه شقيقه قصة المعراج، وهناك شخص آخر اسمه سامح عسكر قال نفس الكلام، والصحيح أن لا أحد من الشيخين قد أنكره، والصحيح أن التفسير للشيخ أحمد المراغى أستاذ الشريعة بدار العلوم وليس لشقيقه محمد شيخ الأزهر الأسبق، والصحيح أن التفسير تناول المعراج فى فصلين عند تفسير سورتى الإسراء والنجم، ليس منهما الجزء الخامس كما ادعى، وهكذا أحببت أن أقول لكم انتبهوا فهناك بيزنس جديد بدأ فى الازدهار اسمه بيزنس نشر الإلحاد وبلاعات التنوير .. فاحذروه !

أسباب فشل الكابتن محمود الخطيب !
الخميس :
لا بد أن نصدق من يقول إن الكابتن «محمود ابراهيم عبدالرزاق الخطيب «، قد فشل فى إدارة النادى الأهلى خلال رئاسته له، وهو شيء واضح لكل من لديه فكرة عن ألف باء بيزنس كرة القدم، فهو فاشل لأن النادى الأهلي، حصل على جائزة نادى القرن خلال الفترة من 2001 إلى 2020، فى جوائز «جلوب سوكر» لهذا العام، والتى تم توزيعها فى دبى .. هو فاشل لأنه استعاد بطولة دورى أبطال إفريقيا الغائبة عن الأهلى منذ 7 سنوات، ووصل النادى إلى نهائى دورى الأبطال 5 مرات فى 6 سنوات، فاشل لأن النادى حقق البطولة مرتين متتاليتين، وخسر الثالثة بدعم كبير من أشخاص مصريين، فاشل لأن الأهلى فاز بـ12 بطولة فى آخر 4 سنوات سواء محلية أوقارية أوبرونزية كأس العالم للأندية، الخطيب فاشل لأن لسانه ليس طويلا، الخطيب فاشل لأنه مؤدب مهذب محترم لا يجيد فنون فرش الملاءة .. الخطيب فاشل لأنه أعاد الساعات ورد الدولارات .. الخطيب فاشل لأنه يفضل اللجوء للنيابة والقضاء وليس التلاسن والمهاترات .. ويا كل من تراه فاشلا .. اسمح لى يا هذا أن أدعو الله أن يزيده فشلا على فشل ويبارك فى ذلك الفشل ويحرمك منه.. آمين .
كلام توك توك:
سيكتبون على قبره : مات مع قلمه فى «لندن» من كثرة الاستئجار !
إليها:
جميلة فى كل شيء حتى فى غضبك .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة