الثلاثاء، 06 سبتمبر 2022 - 04:56 م

يُعد العمل التطوعى من أسمى وأقيم الأعمال التى تبعث دائماً بمعانى وقيم مليئة بالحب والإيخاء، ولم نتخيل مجتمعنا بدون تلك المساعدات الخيرية التى تشعرنا بأن مازال هناك خيرمستمر وباقٍ رغم  قسوة الحياة، وفى ظل التقلبات الاقتصادية والأزمات المتلاحقة التى يشهدها العالم ليصبح هناك اتجاه للدول بوضع برامج لحماية الفئات المهمشة والأكثر احتياجاً ووضع خطة تنموية للقضاء على الفقر بجميع صوره وأشكاله وأبعاده، بما في ذلك الفقر المدقع، وتقوم الدول بإشراك المؤسسات الخيرية والمجتمع المدنى والتنمية المحلية للوصول للهدف المرجو، ومصر على صعيد خاص تهتم ببرامج الحماية للفئات الأكثر احتياجاً،  فهو بمثابة تحدِ عالمي هائل ومطلب لا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة..

«بوابة أخبار اليوم» تسلط الضوء على أهم توصيات الأمم المتحدة  للعمل التطوعى..

اليوم الدولى 
خصصت الأمم المتحدة اليوم الخامس من شهر سبتمبر للاحتفال  باليوم الدولى للأعمال التطوعية من كل عام منذ عام 2015 بإعتباره ضمن الخطة الموضوعة لتحقيق التنمية المستدامة بحلول 2030.

يدعو ذلك  إلى تعزيز روح التضامن العالمي، ويركز بشكل رئيسي على حاجة الفئات الأضعف والأشد فقرا.

 كما أن جدول الأعمال يعترف بالدور الهام لتلك المؤسسات، ابتداء من متناهية الصغر ومروراً بالتعاونيات وانتهاءاً بالشركات متعددة الجنسيات.

 كما أنه يعترف بالدور الذي تضطلع إليه منظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية في تنفيذ جدول الأعمال الجديد.

ووضعت أهداف التنمية المستدامة  متمثلة في أربع مجالات هي: الناس والكوكب والرخاء والسلام والشراكة، يعرض مفاهيم يمكنها تحويل نظام حياتنا وكوكبنا من خلال تقديم أطر عملية لخدمة المؤسسات الخيرية في سعيها الجاد نحو تمكين الأفراد من الاسهام في تحسين عالمنا. 

نجدة الأزمات الإنسانية 
ومن جانبه، يشير حمدي عرفه أستاذ الإدارة الحكومية وخبير استشاري البلديات الدولية إلى أن القضاء على الفقر بجميع صوره وأشكاله وأبعاده، بما في ذلك الفقر المدقع، هو تحد عالمي هائل ومطلب لا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة ويأتي من تعاون العمل الخيري المتمثل في الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني المتمثله في النقابات المعنية.
 

وأشار عرفه للتقرير الحديث الصادر عن الأمم المتحدة أن العمل الخيري، مثله مثل مفهومي التطوع والإحسان، فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولا ومرونة، فالعمل الخيري له القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، كما أنه له القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال.

 والعمل الخيري فاعل جدا في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، فضلا عن تعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع.

وتم إقرار اليوم الدولي للعمل الخيري بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.

إحياء الذكرى
وأختير تاريخ ذلك اليوم من أجل إحياء ذكرى وفاة "الأم تيريزا"، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979 تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديداً للسلام العالمي، ولدت آغنيس غونكزا بوجاكسيو، الراهبة والمبشرة المعروفة بالأم تريزا، في عام 1910، وانتقلت للعيش إلى الهند في العام 1928، وكرست حياتها لمساعدة المهمشين والفقراء منذ ذلك الحين وحتى وفاتها، وفي عام 1948 أصبحت مواطنة هندية وأسست منظمة للبعثات الخيرية في مدينة كالكتا الهندية عام 1950، والتي كرسّت عملها لخدمة الفقراء والمعدمين ممن يموتون في تلك المدينة من آثار الجوع والفقر.

لأكثر من 45 عاما، وفرّت جمعية الأم تيريزا العون للفقراء والمرضى والأيتام، في حين ابتعثت الجمعية أفرادها لجميع أنحاء الهند والعالم، بهدف مساعدة الضعفاء والتطوع في دور العجزة والأيتام وبيوت إيوآء المشردين.

وتلقت الأم تيريزا عددا من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام، اعترافا بجهودها الانسانية وامتنانا بأعمالها الخيرية التي انتشرت في جميع أرجاء العالم، وتوفيت الأم تيريزا في 5 سبتمبر 1997 عن عمر يناهز الـ87 عاما.

أهمية العمل الخيرى
أدركت الأمم المتحدة أن المشاركة المجتمعية تضطلع بدور مهم في إيجاد التغيير العالمي المنشود، وتستعرض بعض السبل التي يمكن للمشاركة المجتمعية الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية:

 إذكاء الوعي بصعوبة التحديات، والدفع قدما نحو عمل جمعي عالمي في ما يتصل بالقضايا العالمية، تعزيز الثقة بين المجموعات المتنوعة وبناء رصيد اجتماعي بينها و تجاوز الحواجز الاجتماعية والثقافية وإيجاد مجتمعات أكثر اتساقا وتواؤما، تعزيز المرونة من خلال العمل الجمعي، وكذلك تحسين الحس المجتمعي من خلال تعزيز مفاهيم المسؤولية المجتمعية.

إيصال الإغاثة الإنسانية
واحد من مقاصد الأمم المتحدة التالي نص عليها ميثاقها هو "تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية"، وكان أول عمل للأمم المتحدة في هذا المقصد بأوروبا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية وساعدت المنظمة في تعميرها بعد ذلك، ويعتمد المجتمع الدولي الآن على المنظمة في تنسيق عمليات الإغاثة الإنسانية، نظرا لطبيعة الكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان مما يتطلب جهدا خارج قدرة السلطات الوطنية وخارج الجغرافيا الوطنية كذلك.

اقرأ أيضا: فى اليوم العالمى للإيدز :  اوقفوا التنمر