لقطة من فيلم «Bardo» لأليخاندرو إيناريتو
لقطة من فيلم «Bardo» لأليخاندرو إيناريتو


منافسة شديدة بين أفلام ڤينيسيا والفائز هو الجمهور

هويدا حمدى

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2022 - 06:03 م

منذ إنطلاق مهرجان ڤينيسيا السينمائى الدولى التاسع والسبعين الأربعاء الماضى، والكل فى ماراثون يحبس الأنفاس، الأفلام وصناعها وإدارة المهرجان العريق والجمهور أيضا.

مع كل نهار جديد، أفلام رائعة ونقاشات تليق بحدث يحترم الفن والجمهور الواعى الذى جاء وكله أمل فى مشاهدة أفضل أفلام العام كما عودهم فينيسيا..

وفى نهاية اليوم الطويل تسمع تعليقات بعض الجمهور يخمن من يفوز بالأسد الذهبى وظنه أنه شاهد الأفضل، ليفاجئهم المهرجان فى يوم جديد بأفضل مما شاهدوا، كل يوم هناك مفاجآت رائعة،حتى يختتم المهرجان فعالياته ومفاجآته السبت القادم ليعلن عن الفائز بالأسد الذهبى الـ79.

لم يكن فيلم الافتتاح هو أفضل الأفلام - وهو ما يحدث فى معظم المهرجانات - فاختياره لنقطة البداية لا يعنى أنه الأفضل، ولكن ربما يحمل رؤية خاصة قرر المهرجان أن ينطلق منها، وهو ما حدث مع الفيلم الأمريكى «White Noise» للمخرج نواه باومباخ وهو بالمناسبة ليس أفضل أفلامه أيضا، يطرح الفيلم قضايا فلسفية ووجودية عن الحياة والموت، بداية تليق بالمهرجان فى كل الأحوال، وانطلق الماراثون من اليوم الأول ليس بفيلم الافتتاح فقط ولكن ببرنامج حافل..

وكان «TAR» لتود فيليبس، وهو فيلم أمريكى أيضا هو أفضل أفلام يوم الافتتاح، ميزه أداء عبقرى لكيت بلانشيت،الأقرب حتى الآن لجائزة أفضل ممثلة عن تجسيدها لشخصية ليديا تار أول قائدة أوركسترا ألمانية.. والفيلم هو أحد فرسان الرهان أيضا فى المسابقة، ولكن يتفوق عليه أفلام أخرى عرضت على التوالى وقد يسبقها أفلام ستعرض خلال الأيام القادمة، فالماراثون لم ينتهى بعد.

من الأفلام الرائعة والتى أشعلت المنافسة، «Bardo» الفيلم المكسيكى من انتاج المنصة الأمريكية نيتفليكس، والذى يعود به مخرج الجوائز أليخاندرو إيناريتو، وكعادته يقدم فيلما غير تقليديا من زاوية رجل بسيط،يعيش على هامش الحياة، وفى قالب فانتازى مجنون وبأحداث متداخلة يتناول ماهية الحياة فى ظل أزمات عديدة، أعنفها الأزمة الاقتصادية، والموقف الانسانى من المهاجرين وغيرها، واحتراما لرغبة المهرجان فى عدم كشف الاحداث أو كتابة ريڤيوهات عن الأفلام سأؤجل الكتابة عن الفيلم حتى اقتراب موعد عرضه التجارى.. وفى اليوم التالى فاجأنا المهرجان بفيلم آخر رائع هو «Athena» لنتفليكس لكنه يمثل فرنسا فى المهرجان، الفيلم للمخرج المتمكن رومان جافراس وهو ابن المخرج الكبير كوستا جافراس والذى لم يترك لنا برهة لالتقاط الانفاس بأيقاعه المشدود واحداثه المتلاحقة لفيلم عن صراع مأزوم لعائلة تعيدنا لأجواء الأساطير الإغريقية.

وتوالت الأفلام الرائعة يجمعها شيئان، أولهما انتمائها لسينما المخرج المؤلف، وثانيهما أن كلها من انتاج منصات أمريكية، ففى اليوم الرابع عرض فيلم «الأرچنتين ١٩٨٥» لسانتياجو ميترا إنتاج أمازون، والفيلم هو أفضل سيناريو حتى الآن، مأخوذ عن أحداث حقيقية وقعت بالأرجنتين عام ١٩٨٥ حين قرر المدعيان العامان لويس مورينو وخوليو ستراسيرا التحقيق فى ديكتاتورية المجلس العسكرى الارچنتينى، وضربوا بعرض الحائط كل التهديدات العنيفة لأسرهم من أجل تحقيق العدالة لضحايا المجلس العسكرى.

وفى اليوم الخامس كان فيلم «The Whale» «الحوت» لدارين أرنوفسكى، وهو ليس من تأليفه وإنما لصموئيل هانتر وهو نقطة الضعف فى الفيلم، فكان كسيناريو مسرحى وليس سينمائى، ربما متأثرا باللوكيشن الواحد، فالاحداث كلها فى شقة صغيرة، نجح المخرج فى ألا تصيبنا بملل وهو يحسب له رغم السيناريو المسرحى والأداء المسرحى أيضا لبرندان فريزر متأثرا بالسيناريو، إلا أن ربما يفوز الفيلم والممثل بأحد الجوائز لاعتبارات أخرى غير فنية!

اليوم السادس كان واحد من أفضل الأفلام أيضا وهو «The Banshees of Inisherin» للرائع مارتن ماكدوناه وأداء رائع أيضا للهادئ كولين فاريل، الأحداث تدور فى جزيرة حباها الله بجمال شديد لكنه كئيب قاس، لكن ماكدوناه المذهل قدمها كلوحات تشكيلية تستحق التأمل كأحداث الفيلم كلها التى تدور حول علاقات انسانية تنتهى نهاية مأساوية وغير متوقعة.

وفى نهاية اليوم عرض «The Eternal Daughter» بطولة تيلدا سوينتون الرائعة فى دور الأم والإبنة بكل ما تحمله من مشاعر داخلية عميقة وقاسية وهى الوحيدة حتى الآن التى تنافس بدورها كيت بلانشيت على افضل ممثلة وإن كنت أرى أن كفة بلانشيت أرجح. 
وفى انتظار أفلام أخرى قد تقلب الموازين فى الأيام القادمة مثل الفيلم الأمريكى «Blond» والفيلم البريطانى «The son» والفيلمين الإيرانيين «Beyond The Wall» و«No Bears».

فى المقابل كان هناك أفلام ضعيفة لا تليق بالعرض فى المهرجان لكنها عرضت ضمن مسابقتى آفاق وآفاق ممتدة، منها الفيلم السورى « نزوح « الذى يعد تمثيلا رديئا للسينما العربية الغائبة تقريبا وكان غيابها تماما أفضل من حضور غير مشرف، والفيلمان الإيطاليان «أماندا» و«ڤيرا» أعتقد أنهما عرضا كمجاملة للسينما الإيطالية وحسب، وحتى الفيلم الإيطالى فى المسابقة الرسمية «مونيكا» كان ضعيفا لا يليق بالسينما الإيطالية.

إقرأ أيضاً|الإيطالي روبيرتو بينيني يحصد جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة