السبت، 10 سبتمبر 2022 - 08:19 م

محمد صلاح

قبل نهاية فصل الصيف، قرر عم ضم ضم بعد إلحاح زوجته الحاجة زهرة أن يذهب لقضاء أسبوع بمدينة الإسكندرية، يجلس أمام البحر، يستمتع بأشعة الشمس ليأخذ جرعة من فيتامين د المفيد للعظام، يسبح فى مياه البحر المالحة التى تساعد على التئام الجروح والتخلص من البكتيريا والفطريات، يحصل على جرعة من اليود الضرورى لصحة أجسامنا، يستنشق هواء البحر المنعش، يستمع إلى صوت البحر وأمواجه، ينظر إلى البحر، يفكر بهيام، يذهب بعقله الباطن إلى كل جميل ومريح، ليتخلص من أى إجهاد او توتر أو قلق، ليشعر بالسعادة والاسترخاء.

أخذ عم ضم ضم سيارته بعد أن راجع الدكتور مجدى الميكانيكى للتأكد من صلاحية السيارة للسفر، جلست بجانبه الحاجة زهرة، استقل عم ضم ضم الطريق، من ميدان لبنان وعبر المحور اتجه إلى طريق الإسكندرية الصحراوى، تجاوز البوابات، انطلق باتجاه مدينة الاسكندرية.
شك عم ضم ضم أنه يسير بالطريق الصحيح، فآخر مرة استقل فيها الطريق الصحراوى باتجاه الإسكندرية كان منذ خمس سنوات تقريبا، أين الصحراء، أين اللون الأصفر، ما هذا الطريق الجانبى الذى تسير فيه سيارات النقل، الطريق يمينا ويسارا أصبح مكسوا باللون الأخضر،

العديد من الاستثمارات على الجانبين، العديد من الكبارى للدوران للخلف بكل سهولة ويسر دون التأثير على الطريق، التواجد الشرطى يؤكد الإحساس بالأمن والأمان.
توقف عم ضم ضم بإحدى الاستراحات المنتشرة على الطريق، طلب مشروبا ساخنا وآخر للحاجة زهرة، طالت الجلسة، عم ضم ضم يفكر بعمق ويتساءل هل ضل الطريق، الحاجة زهرة تؤكد له ان هذا هو الطريق الصحراوى، وإنه يسير بشكل صحيح، فمنذ الخروج من المنزل قامت بتشغيل الـGPS على الهاتف المحمول.
استأنف عم ضم ضم السير مرة أخرى، الدهشة مازالت تتملك عم ضم ضم، إلى أن تجاوز بوابات مدينة الإسكندرية، ولأن عم ضم ضم من رواد مدينة الإسكندرية منذ شبابه ويعرف كل شبر بها، أخذ يعرف الحاجة زهرة بالمدينة، المبانى والطرق، والحاجة تستمع له بشغف.
وصل عم ضم ضم إلى كورنيش الإسكندرية وفجأه صرخ «شغلى الـGPS بتاعك يا حاجة».