هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

إنذار مبكر للكوارث المناخية

هالة العيسوي

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022 - 06:21 م

هل يمكن أن يسفر مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى COP27  الذى سيقام فى شرم الشيخ  إلى إنتاج آلية أو تقنية تتنبأ بمخاطر تغير المناخ، تقى بلادنا والبلاد الأخرى فى القارة الأفريقية من كوارث طبيعية كالسيول والجفاف والتصحر والزلازل التى تعد ضمن أصعب مخاطر تغيرات المناخ التى تواجه القارة، بما لها من تأثيرات سلبية على التنمية والاقتصاد والشعوب؟ 

من أهم الموضوعات التى تناقشها الدوائر الاقتصادية استعداداً للمؤتمر، هو ضرورة تأسيس آلية إقليمية للإنذار المبكر من الكوارث المناخية ، وفى الويبينار الرابع الذى يقدمه المركز المصرى للدراسات الاقتصادية برئاسة الدكتورة عبلة عبد اللطيف استعدادًا للمؤتمر والذى أتيح لى الاشتراك فيه، دارت المناقشات حول الحاجة لبناء نظام إنذار مبكر متكامل للكوارث  الطبيعية، حيث إن حوالى 60٪ من سكان أفريقيا لم يتم تغطيتهم بنظام إنذار مبكر، وأيضًا حول كيفية بناء مثل هذا النظام، ولا سيما أن العائد المادى من مثل هذه الأنظمة يقدر بعشرة أضعاف الاستثمار. 

من حسن الحظ أن ثمة منصة أفريقية لمراقبة المخاطر تسمح للدول الأعضاء بمراقبة وتحليل السيول فى أنحاء القارة، ومتابعة توالى المواسم الزراعية والرعوية  لمواجهة الجفاف وذلك بناء على مشروعات كل دولة، وتقييم تأثير التقلبات المناخية على الفئات الضعيفة، لكنها منصة لاتضم فى عضويتها سوى 38 دولة معظمها من وسط وغرب القارة بينما تغيب عنها دول الشمال والجنوب الأفريقي.

نظرًا لهذا النقص فى دور هذه المنصة،  سواء بسبب تركيز اهتمامها  على السيول والجفاف أو بسبب عدم انضمام كل الدول الأفريقية لهذه المنصة، ونظرًا للمخاطر الكامنة وراء التغيرات المناخية  تبرز ضرورة مراقبة التغيرات المناخية ومعرفة أين تكمن هذه التغيرات وكيف تحدث وما تأثيرها على القارة الأفريقية، وأن تتوفر لدينا بيانات لهذه التغييرات،  الوسيلة لتحقيق هذا يقترحها الدكتور فاروق الباز عبر وجود قمر صناعى مخصص للقارة الأفريقية لمعرفة ما يلزم عمله، بدلاً من الاعتماد على وكالات الفضاء الأمريكية مثل ناسا وغيرها ،  ومما يشجع على هذا انخفاض تكلفة تخصيص قمر صناعى للتنبوء بالتغيرات المناخية ورصد اتجاهاتها ، تحدث عن الفرص الواعدة لدى القارة الأفريقية ، فحجم القارة أكبر من حجم الصين وأوروبا معًا.

و60% من أرضها تربة خصبة، وتحتوى على 90% من الموارد الطبيعية لكوكب الأرض بما يمكنها من إطعام العالم كله ، خاصة وأن عدد سكان أفريقيا يقارب سكان الصين ، ولو نجحت القارة فى التوظيف الأمثل لسكانها،لاستفادت من هذه الثروة البشرية.

يقترح الدكتور الباز إنشاء «ممر التنمية»  على جانبى وادى النيل بطول القارة من البحر المتوسط حتى السودان، ليمتد إلى جنوب أفريقيا، يبدأ من الإسكندرية وينتهى فى كيب تاون، وذلك أسوة بالهند التى أنشأت 4 ممرات تنمية بطول البلاد وعرضها. 

تحدث عن المنطقة الجافة فى الصحراء الغربية المصرية والصحراء شرق ليبيا والتى يمكن الاستفادة منها وتحويل نقمتها الشبيهة فى جفافها بوادى الموت بكاليفورنيا إلى نعمة عن طريق توليد الطاقة الشمسية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة