تحية كاريوكا
تحية كاريوكا


تاريخ مهيب الحضور| تحية كاريوكا.. آخر الأساطير

أخبار النجوم

الخميس، 15 سبتمبر 2022 - 05:39 م

كتب: محمد كمال

تحية كاريوكا تاريخ مهيب الحضور، هكذا وصف المفكر الكبير إدوارد سعيد الفنانة المصرية الكبيرة التى نحتفل فى هذه التوقيت بذكراها، تحية كاريوكا الراقصة التى كانت أيقونة حقيقية وتاريخ حقيقى يصعب نسيانه، راقصة بمواصفات خاصة، وفنانة بروح مختلفة وإنسانة بمميزات كثيرة، يندر أن تعيش فنانة أخرى تجربتها ويندر أن نرى مثلها، أسطورة حقيقية اجتمع الناس على حبها وعلى أنها كانت سببا مهما فى وضع الرقص الشرقى المصرى على الخريطة العالمية.. وبمناسبة الرقص الشرقى نفتح أيضا ملف حال الرقص الشرقى فى مصر الآن. 

فاذا كنت مقتنعا أن الرقص الشرقى فنا حقيقياً فهذا الملف لك، أما اذا كنت تراه غير ذلك فهذا الملف يخصك أيضاً، ربما يغير من قناعاتك وربما تدرك أنه فناً حقيقياً، فى الهند هناك مقولة يؤمنون بها “وحدهم الأموات لا يرقصون”.. الرقص الشرقى -غير المبتذل- مزيج من فنون كثيرة، الإيقاع الذى تتمايل عليه احداهن، التعبير البصرى، الإحساس المرهف فى الأداء ، التناغم بين الحركة والموسيقى، الفرحة والبهجة التى تسيطر عليك كلها نتاج رقصاً اجدناه ..
وكنا رواده قبل أن تهبط علينا الراقصات الأجنبيات.

تحية كاريوكا... آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي... هكذا تم وصفها... فنانة متنوعة الموهبة حتى عندما اتجهت للتمثيل قدمت أداءات مذهلة وأدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الفن المصري حتى يومنا هذا، هذا المزج في الموهبة سطر تاريخ تحية كاريوكا الطويل الذي بدأ عاما 1940 عندما قدمت رقصة لكاريوكا العالمية في أحد عروض فرقة بديعة مصابني وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى أنها لازمت اسمها.

تحية كاريوكا اسمها الحقيقي بدوية محمد علي الميداني كريم من مواليد مدينة الإسماعيلية، وقد بدأت في ممارسة الرقص والغناء وهي في سن صغيرة كموهبة وسافرت إلى القاهرة هربا من تعذيب أخيها وحاولت الدخول في فرقة الراقصة سعاد محاسن لكن الأخيرة سافرت وتركت مصر، فاتجهت كاريوكا إلى الراقصة بديعة مصابني التي اكتشفت ودعمت كاريوكا وانضمت إلى فرقتها عام 1935 وكانت تلك البداية خطوتها التالية إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب الذي قام بمساعدتها وتنميتها ثَقَافِيًّا وَسِيَاسِيًّا.

اقرأ أيضًا

أول مركز معتمد من اليونسكو لتعليم الرقص في مصر

بدأت شهرة تحية كاريوكا في الرقص تزيد خاصة وأنها بدأت في تطوير أسلوبها في الرقص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص وهو الأسلوب الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالرقص الغربي.

النجومية التي حققتها كاريوكا في الرقص جعلها هدفا لمخرجي السينما حيث اقتحمت كاريوكا عالم الشاشة الفضية حيث انتقلت إليها حيث قدمت أول أفلامها عام 1935 والذي يحمل اسم “الدكتور فرحات”.

كان عام 1973 هو الأصعب في مسيرة كاريوكا بعد أن انحسرت عنها الأضواء وزاد وزنها بشدة لتجد نفسها بلا مال واضطرت أن تسكن شقة فوق السطوح في حارة متواضعة، وكانت وقتها تعاني من الماء الأبيض في العين فتكفل بعلاجها الأمير السعودي فيصل بن فهد.

امتد مشوار تحية كاريوكا مع الفن على مدار سبعة عقود حيث قدمت آخر أعمالها عام 1995 والذي كان فيلم “الجراج” للمخرج علاء كريم، تجربة تحمل الزخم والتنوع سواء على المستوى العملي أو الشخصي حتى بعد أن اتخذت قرار الاعتزال بعد أن قدمت تاريخا في الفن وكانت من الفنانات القلائل اللاتي تميتك تلك المسيرة والاستمرارية والنجاحات.

توفيت تحية كاريوكا في 20 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز ال 84 عاما إثر تعرضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة وقد تبنت الفنانة الكبيرة بنتا صغيرة عندما كانت في السبعين من عمرها وكانت دائمًا تمازح أصدقائها بقولها إنها أنجبت وهي في السبعين وقد أوصت إحدى صديقاتها المقربات بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة