تحية كاريوكا
تحية كاريوكا


تحية كاريوكا.. تحدت الزمن فى السينما لتحتفظ بأنوثتها

أخبار النجوم

الخميس، 15 سبتمبر 2022 - 05:47 م

كتب: أحمد سيد

لا أحد ينسى “شفاعات” فى “شباب إمرأة”، وشجر الدر فى “وإسلاماه”، وبسيمة فى “الطريق”، وبنت البلد الدلوعة فى “سمارة”، وغيرها من الأعمال التى أبدعت فيها إحدى نجمات جيل العمالقة، وهى تحية كاريوكا أو “توحة” كما أطلق عليها يوسف شاهين، قدمت أعمالا كثيرة تظل محفورة فى وجدان المشاهد العربى حيث ساهمت بشكل أو بأخر فى تشكيل وعى الجمهور من خلال أعمال كانت تحمل رسائل مهمة للمجتمع.  

مشوار سينمائى ضخم أنجزته تحية كاريوكا حيث قدمت 116 فيلما على مدار حياتها الفنية، كانت بداية بنت الإسماعيلية فى السينما من خلال فيلم “الدكتور فرحات”، حيث أولى أدوارها مع توجو مزراحى، واختارها بعدها المخرج ولى الدين سامح فى فيلم “لعبة الست” أمام الراحل نجيب الريحانى فى أولى بطولتها المطلقة، ليكون بدأية انطلاقتها الحقيقية فى السينما، ولاقت “توحة” دعم ومساندة شديدة من جانب فريق العمل ككل وخاصة نجيب الريحانى الذى كان يعتبرها ابنته فى هذا التوقيت. 

شباب إمرأة
قدمت تحية كاريوكا عديد من الأدوار المركبة، والتى ناقشت فيها قضايا المرأة، ولكن يظل فيلم “شباب إمرأة” أحد الأفلام المهمة فى مسيرة “توحة” عام 1956، والذى قدمت فيه شخصية “شفاعات” التى جسدت مشاعر المرأة التى تتحدى الزمن لتحتفظ بأنوثتها، وتملك من السطوة والجبروت ما يمنحها القدرة على التحكم فى الشاب أو بطل العمل “شكرى سرحان”، وتميز الفيلم بواقعيته الشديدة من اختيار مكان التصوير بإحدى الأماكن الشعبية، والملابس للأبطال، وتميز الفيلم بضمه لمجموعة من الفنانين الكبار، مثل تحية كاريوكا فى تجسيدها لشخصية شفاعات تلك المرأة المتسلطة وتقنع كل من يشاهد الفيلم بأنك تنسى كاريوكا الراقصة وتظل فقط تتذكر شفاعات، وشكرى سرحان فى شخصية الشاب “إمام”، وشخصية “حسبو” التى قدمها عبد الوارث عسر، والذى كان أحد ضحايا المرأة المتسلطة.  

والفيلم مستوحى من رواية “شباب امرأة” للكاتب أمين يوسف غراب والتى صدرت فى عام 1952، ، وإخراج صلاح أبو سيف، وتم اختياره فى قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية حيث حصل على المركز السادس فى القائمة، وأثار الفيلم أثناء عرضه ضجة كبيرة داخل مصر وخارجها، حيث كان هناك موجة من الهجوم عليه من قبل الرقابة على المصنفات الفنية بسبب جرأة الفيلم، كما تم محاربة الفيلم لعدم عرضه فى مهرجان كان السينمائى الدولى وقتها، وكانت الحجة أن الفيلم يسيئ الى سمعة مصر، كما اعترضت وقتها رئاسة الوزراء على الفيلم، ولكن بعد تدخل من فريق العمل والأديب العالمى يحيى حقى والذى كان يرأس لجنة المهرجانات وقتها سافر الفيلم بوفد من مصر وحضور أبطاله ويحيى حقى، وأثار الفيلم حالة من الجدل الواسع عند عرضه، و حصل على جائزة باسم “روح الفكاهة”، ويظل فيلم “شباب إمرأة” واحد من أهم الأفلام المصرية، والتى من الصعب أن تتكرر بتلك الحرفية والمصداقية  مرة أخرى. 

اقرأ أيضًا

ليلة طرد تحية كاريوكا بـ«الشبشب والجلابية‬».. أزمة حلاوة

أم العروسة
ومن الأفلام المهمة فى تاريخ تحية كاريوكا فيلم “أم العروسة”، والتى قدمت فيه شخصية “زينب” الأم المصرية الأصيلة بواقعية شديدة، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للأديب عبد الحميد جودة السحار وإخراج عاطف سالم، وسيناريو وحوار الأديب عبد الحى أديب والتى كتب السيناريو بعذوبة شديدة، وبرغم من بساطة الفكرة التى يقدمها العمل، إلا أن عاطف سالم عبر عن الواقع  بحرفية، واستطاع بلغته السينمائية إلا يقع فى أسر العمل الأدبى، واستطاعت تحية كاريوكا التى قدمت شخصية أم العروسة أن تقدم لنا الزوجة الدلوعة فى المنزل والأم الحنونة على أولادها وزوجها والسيدة الحاسمة وقت المواقف الصعبة، وأبدعت تحية كاريوكا فى فهم دقيق لطبيعة الشخصية وتقلباتها بين الحنان الدافق، والقسوة المصطنعة، والرقة الشديدة واستحقت عنها جائزة الدولة، والفيلم اعتمد بشكل كبير على الكوميديا السوداء. 

الفتوة 
وشاركت تحية كاريوكا فى فيلم “الفتوة” عام 1957، وجسدت فيها دور المعلمة “حسنية”، التى تساعد “هريدى” الصعيدى صاحب الطموح فى سوق الخضار، والفيلم كتب السيناريو له الأديب الكبير نجيب محفوظ وبالاشتراك مع المخرج صلاح أبو سيف، وكتب الحوار السيد بدير، وهو من بطولة فريد شوقى، تحية كاريوكا، توفيق الدقن، ميمى شكيب، قصة فريد شوقى، وبرعت تحية كاريوكا فى تجسيد شخصية “حسنية” بقوة، حيث كانت مزيج بين المرأة بنت البلد الجدعة. 

سمارة
كما برعت تحية كاريوكا فى تقديم شخصية “سمارة” عام 1956، التى يعشقها بجنون تاجر المخدارت محمود إسماعيل، بينما سمارة كانت تعشق الضابط “محسن سرحان”، وبرغم من بساطة فكرة الفيلم التى تعتمد على الإطار البوليسى، إلا أن تحية كاريوكا اعطت للشخصية بعد إنسانى ورومانسى فى علاقتها بزوجها المعلم تاجر المخدرات وبين عشيقها الذى ترغب فى أن تبدأ معه حياة جديدة وهو ضابط الشرطة. 

ومر هذا العمل ببعض الأزمات التى نشبت بين تحية كاريوكا والمخرج حسن الصيفى، حيث انفعلت عليه بسبب مصور جديد، وكان مصور الفيلم الأساسى “حسين بكر” والذى تعرض الى أزمة صحية بالغة، وقرر أن يرسل نجله محمد بكر يقوم بتصوير العمل بدلا منه، وتسبب ذلك فى انفعال حسن الصيفى، مما دفع تحية للانفعال عليه بسبب احراجه للمصور الجديد، انتهى الأمر باستكمال تصوير العمل بالمصور الجديد، والذى منحته فرصة التقاط عديد من الصور لها حتى تذيل الرهبة منه. 

إحنا التلامذة
جاءت سنة 1959 ليخرج الى النور فيلم “إحنا التلامذة” للمخرج عاطف سالم، من بطولة شكرى سرحان وعمر الشريف ويوسف فخر الدين، وتحية كاريوكا، كتبه المبدع الكبير نجيب محفوظ، وتم عرض الفيلم فى مهرجان مار دل بلاتا فى الأرجنتين عام 1960، ونافش الفيلم مشاكل الشباب بعيدا عن الأفلام الرومانسية التى كانت منتشرة من قبل، حيث يحكى الفيلم عن ثلاثة تلاميذ هم عادل، حسنين، وسمير، لكل منهم مشكلة، فعادل يحب جارته سهام، لكن أباها يرفض أن يزوجه منها، ويطرده أبوه من المنزل، أما حسنين فإن عمه يأتى إليه من الصعيد ليذكره بأهمية القيام بالثأر ممن قتلوا أباه، وسمير يعانى من إهمال أبويه له، بعد أن انفصلا، وتزوج كل منهما بآخر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة