محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

الإسكندرية ومهرجانها السينمائى

محمد قناوي

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 09:56 م

يقول الشاعر:

يا اسكندرية بحرك عجايب

ياريت ينوبنى م الحب نايب

تحدفنى موجة .. على صدر موجة

والبحر هوجة .. والصيد مطايب

أغسل هدومى .. وأنشر همومي

على شمسه طالعة .. وأنا فيها دايب

ما يربطنى بالإسكندرية علاقة لا يمكن اختصارها أنها مجرد مدينة ساحلية أذهب اليها لقضاء اجازة الصيف كما يفعل الكثيرون، ولكن بدأت علاقتى بها منذ طفولتى وحتى اليوم فقد كانت المدينة الى أعيش فيها شهورا عديدة كل عام حيث كان تسكنها شيقيقاتي، عرفتها من بحرى والسيالة والمنشية ومرورا بمحطة الرمل والازاريطة حتى أبى قير، عرفت «سيدى جابر وفلمنج وباكوس وفيكتوريا والساعة والعصافرة والمندرة»، «تجولت فى حوارى» «العطارين وغبريال وزعربانة وعزبة دنا»، عرفت احياءها الفقيرة والارستقراطية، عشقت كورنيشها عند بير مسعود وكبرى ستانلى، عشقت أهلها وشبابها المبدع، لم أجد مدينة تشبهها فى أى مكان زرته فى العالم؛ مدينة تشعر بأن روحك معلقة بها لا تسطيع أن تغيب عنها كثيرا؛ فيراودك الحنين لزيارتها بين الحين والآخر، وكل عام تهل على هذه الذكريات اتذكر احداثا وحياة عشتها فى هذه المدينة الساحرة، فيراودنى الحنين لكل مكان فيها، وعدما كبرت ارتبطت بمهرجانها السينمائى لدول حوض البحر المتوسط والذى اتخذ من اسمها وساما وتاجا يتزين به كل عام، وها هو مهرجان الاسكندرية السينمائى يشعل شمعته دورته الثامنة والثلاثين، لتحتضن المدينة ضيوفها من المبدعين والفنانين والسينمائيين من دول حوض البحر المتوسط، بعضهم يراوده الحنين لذكريات قديمة والبعض الاخر عندما يغادرها سوف يحمل بداخله ذكريات جديدة فهى دائما ما تترك بصمة لكل زائريها. 

ودورة هذا العام من المهرجان لها مذاق خاص فهى تكرم أساتذة كبارا وأصدقاء اعزاء يستحقون التكريم والاحتفاء أولهم المخرج الكبير والاستاذ والمُعلم «محمد عبد العزيز» والصديق الاعلامى الكبير إمام عمر وهو الاذاعى المعروف وامين صندوق المهرجان لسنوات طويلة قدم خلالها خدمات جليلة للمهرجان، كما كرم المهرجان ابن النيل المخرج المصرى السودانى «سعيد حامد» صاحب الفضل فى اطلاق مارد الكوميديانات الشباب قبل سنوات والذى احدث تغييرا فى خريطة السينما المصرية، والدورة تحمل اسم مبدع سينمائى من طراز فريد الفنان محمود حميدة،.

كل التوفيق لصناع مهرجان الاسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط فى دورته الجديدة بقيادة الصديق الأمير أباظة والذى تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والتى أشرف بأننى الامين العام لها، دورة جديدة تضاف لتاريخ الاسكندرية التى شهدت اول عرض سينمائى فى المنطقة بعد فرنسا مباشرة منذ ما يقرب من 126 عاما وتستحق ان يكون لها مهرجانا سينمائيا يليق بها.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة