مجدي حجازي
مجدي حجازي


مجدي حجازي يكتب: أصعب أنواع النساء!

أخبار اليوم

الجمعة، 14 أكتوبر 2022 - 05:27 م

«تكاد تؤمن بأن الحب لا يناسبها إطلاقًا، لأنها حين تشتاق تقسو، وإذا غارت جُنت، وإذا خافت ابتعدت.. حساسيتها مصدر قوتها، فإذا شعرت بأن كرامتها فى خطر رحلت.. تلك التى لا تستطيع إبهارها بالمال أو الهدايا.. لا تهتم إن حرمتها من جميع الأشياء، فى سبيل بعض حروف طيبة تقال لها.. تلك العنيدة فى الحق، لا تتراجع، تضحك بصدق، وتحب بصدق، وتحزن بصدق.. تلك التى تملك قلب طفل وعقل رجل.. تلك التى تؤمن بأن عزة نفسها لا تقدر بثمن.. أصعب النساء، تلك التى تصبر كثيرًا، هى التى تمنح أكثر الفرص.. وإن غادرت فهى أبدًا لن تعود».

ما تقدم نص «بوست» استوقفنى محتواه، واستشعرت بأن السيدة الفاضلة التى كتبته على الـ «فيس بوك»، قد أرادت أن تجنح بالمتابعين إلى الهروب من ضجيج المعاناة التى يثيرها جشع التجار الذين لا يعبأون بالتراحم أو الرحمة، حتى باتت الزيادات المستمرة سمة تلقى بظلالها على الأسواق لتزيدها لهيبًا رغم أننا نعيش هذه الأيام فى فصل الخريف، وقد بدأ نسيم برودة الشتاء يتسلل إلينا.. إلا أن أنات الشكوى من جنون أسعار البيض، صارت تزاحمه أنباء تناقص وزن رغيف الخبز وزيادة ثمنه، لتصبح المغالاة فى أسعار المواد الغذائية كابوسًا يؤرق الشارع المصرى، رغم الجهود المضنية التى تبذلها الحكومة من أجل ضبط منظومة الأسواق.

نعود ثانية إلى محتوى الـ«بوست»، لأتوقف عند فلسفة البعد الإنسانى التى عمدت إلى نشرها كاتبتها، عساها تريد الذهاب بالمصريين إلى البحث عن الفضيلة والتحرر من ماديات هذا الزمان، كما أنها قصدت استنفار روح الأخلاق الحميدة فى وجدان البشر، وسعت برسالتها التى ضمنتها الـ «بوست» الذى نشرته، محذرة من تدهور العلاقات المجتمعية بين نسيج المجتمع.

هذا الـ «بوست»، يدق جرس إنذار عله يثير انتباه متجاهلى المشاعر الإنسانية، وعساه أن يكون بمثابة صرخة استفاقة توقظ الضمائر النائمة فى سبات مرير، يعبث بالقيم الأخلاقية لتتوه وسط سيطرة الماديات التى فرضت نفسها دون هوادة لتبدد الصورة الجميلة لمجتمعنا الأصيل.. وقد يكون الـ«بوست» رسالة عتاب رقيقة إلى رفيق غاب عن العهد الذى قطعه على نفسه كمحب.. وأستعير من كلماتها تلك العبارة: «أصعب النساء، تلك التى تصبر كثيرًا، هى التى تمنح أكثر الفرص.. وإن غادرت فهى أبدًا لن تعود.»، لأختتم مقالى، وأضم صوتى لكاتبة هذا الـ «بوست»، وأدعو من وجهته إليه للاستفاقة. 
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة