جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

الصين وأمريكا والحرب المؤجلة!!

جلال عارف

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 06:11 م

أنظار العالم توجهت بالأمس إلى بكين حيث بدأ الحزب الشيوعى الصينى مؤتمره العشرين، والذى ينتظر أن ينتهى بعد أسبوع بتجديد انتخاب الرئيس الصينى شى جين بينج زعيمًا للحزب، ليتم انتخابه فى مارس القادم رئيسًا للدولة للمرة الثالثة. وكان الرئيس الصينى قد مَهَّد لذلك بتشديد قبضته على مؤسسات الحزب، وبتغيير فى الدستور الذى كان يحدد ولاية رئيس الدولة بمدتين فقط. لن يكون فى ذلك كله مفاجآت ينتظرها المراقبون - الاسئلة ستكون حول تشكيل الهيئات القيادية للحزب وما إذا كانت الاجنحة المختلفة داخل الحزب ستكون متواجدة وبأى شكل، ونسبة المعتدلين والمتشددين فى هذه التشكيلات، وتزداد أهمية ذلك فى ظل تنامى التوتر بين الصين وأمريكا وما شهدته الشهور الماضية من تصعيد على خلفية قضية تايوان والمخاوف من تحويلها إلى أوكرانيا جديدة تكون فيها المواجهة بين الصين وأمريكا التى أعلنت دعمها الكامل لتايوان.


استبقت واشنطن مؤتمر بكين بالاعلان عن الاستراتيجية الدفاعية الجديدة التى تتبناها إدارة الرئيس بايدن والتى تصف روسيا بأنها مازالت تمثل خطراً لكنها تؤكد أن الصين هى المنافس الوحيد للولايات المتحدة.. من خلال امتلاكها النية لإعادة تشكيل النظام الدولى، وامتلاكها أيضًا القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية للقيام بذلك.


الرد جاء من الرئيس الصينى فى افتتاح المؤتمر حيث أشار باعتزاز الى أن قوة الصين ونفوذها لتشكيل العالم زادت بشكل كبير، وطالب بتسريع التطور التكنولوجى والعسكرى، ثم أكد بحسم على التمسك بالحق فى استخدام القوة - إذا لزم الأمر - بشأن تايوان فى مواجهة التدخل الأجنبى أو مؤامرات ما أسماهم الانفصاليين.


انتهت السنوات التى كان فيها الحديث عن الصين ينحصر في قوتها الاقتصادية. هذه القوة الاقتصادية الهائلة ترجمتها الصين إلى تفوق تكنولوجى ونفوذ سياسى وإنفاق عسكرى هو الثانى عالميًا.. ولم تعد إعادة تشكيل النظام العالمى تهمة تنفيها الصين، ولا هدفًا تتجاهله أمريكا.
العالم يتغير.. ولكن بأى طريق، وبأى ثمن؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة