الإثنين، 17 أكتوبر 2022 - 02:35 م

يعتبر الفنان الراحل يوسف وهبي من أهم رواد رسالة الفن الراقي، وكان كل أمله أن يرتقي بالسينما المصرية، ولم يكن يبحث عن الشهرة والمال، فقد كان ينتمي إلى عائلة أرستقراطية ثرية من ذوي الأعيان في الفيوم.

لقد كان والد يوسف وهبي هو عبدالله باشا وهبي، وكان يعمل مفتشًا كبيرًا للري، وعندما كان يوسف وهبي يشاهد فرقة الفنان اللبناني سليم القرداحي ترعرع داخله حبه للفن، فبدأ بإلقاء المنولوجات في النادي الأهلي وعندما أنهى دراسته قرر السفر إلى إيطاليا ليتعلم أصول المسرح والتمثيل وعند عودته إلى مصر انضم إلى فرقة عزيز عيد.

 
وعندما توفى والده ترك له ميراثًا كبيرًا قام بالاستعانة به في تأسيس فرقة رمسيس المسرحية عام 1923 بمشاركة أصدقائه حسين رياض، وأحمد علام، وفاطمة رشدي.

وكانت معظم مسرحياته مترجمة عن أعمال عالمية لشكسبير وموليير وهو ما ميزه عن فرقة نجيب الريحاني وعلي الكسار الذي قام بجذب جمهور الطبقة الأرستقراطية والأجانب إلى لمشاهدة مسرحياته.

قام يوسف وهبي بوضع أسس وقوانين لدى فرقته فقام بمنع التدخين في صالة العرض وعمل على تقديس ميعاد رفع الستار ومن يتأخر عن ميعاده يتعرض للخصم من مرتبه على الفور بدون أي أعذار.

وبجانب التمثيل قام يوسف وهبي أيضًا بالتأليف والإخراج المسرحي حتى نتج عن ذلك تأليفه 60 مسرحية وأخرج 185 مسرحية حتى أطلق عليه عميد المسرح العربي.

وفي عام 1930، قام يوسف وهبي بتأسيس شركة رمسيس مع المخرج محمد كريم، وكانت أول أعمال الشركة هو فيلم «زينب» من تأليف الكاتب محمد حسنين هيكل وقام ببطولته الفنانة بهيجة حافظ وهو العمل الذي حقق اللقاء الأول بين الأدب والسينما لتقديم عمل أدبي راقي على شاشة السينما المصرية.

وفي الأربعينيات كانت فترة تألق يوسف وهبي حيث كون مع الفنانة ليلى مراد مجموعة من الأفلام المتميزة مثل ليلى بنت الريف، وليلى بنت المدارس، وليلة ممطرة، حتى أطلق عليه جمهوره لقب فنان الشعب.

وبحسب ما نشرته حريدة أخبار اليوم في الثاني من ديسمبر 1972، قام التليفزيون المصري بالاتفاق مع يوسف وهبي على تسجيل جميع مسرحياته الضخمة التي قدمها مع فرقته على مسرح رمسيس وقام عميد المسرح العربي بالبحث عن نصوص مسرحياته لمراجعاتها تمهيدا لتسجيل الدفعة الأولى منها.

وبعد عدة أيام من البحث المستمر استطاع وهبي أن يقوم بجمع نصوص مسرحياته جميعا إلا مسرحية واحدة فقط وهي «أولاد الفقراء»، فقام بالاتصال بجميع أصدقائه الذين ساهموا في هذه المسرحية لسؤالهم عن النص المفقود لكن دون جدوى.

وبعد طول تفكير تذكر يوسف وهبي بأن لديه بعض الأصدقاء اللبنانيين الذين كانوا من رواد مسرحه ومن هواه جمع نصوص مسرحياته فقام بالسفر إليهم خصيصا إلى بيروت لإحضار نص مسرحية «أولاد الفقراء».

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم