الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 - 06:37 م

مبادرة الشركة المُتحدة لمُواجهة خطر المُخدرات على الأُسرة المصرية والمجتمع بأكمله جاءت فى وقتها ، حيث تعتمد بشكل أساسى على رسالة إعلامية مُقنعة وشديدة الوضوح تستهدف كل أفراد الأسرة ابتداءً من طلاب المدارس، طلاب الجامعات، الشباب بمُختلف أنواعه، وذلك بتحصينه ضد هذا الخطر الدامى الذى يقوم بتدمير صحة الشباب وطاقتهم وإمكانياتهم .

الاستراتيجية الإعلامية الوطنية لمكافحة المخدرات التى تتبناها الشركة المتحدة تقوم على الالتزام الكامل بالمعايير المهنية والأخلاقية، وتنفيذ برامج بهدف الوصول إلى الجمهور المُستهدف برسالة إعلامية بسيطة جداً من السهل جداً أن يتفاعل معها أو يقتنع بها الجميع.

الوسائل الجديدة التى تقوم بطرحها الشركة المتحدة فى المبادرة تتضمن اتصالا تفاعليا مع الجمهور المُستهدف ومع لجان مُعالجة الإدمان ومع الأطباء ومع جميع أطراف المنظومة، بحيث يُمكن الوصول إلى الأسرة أو الشخص الذى يُعانى من الإدمان والتوصل إلى حلول واقعية.

عندما نتحدث عن وسائل الإعلام فى معرض تأثيرها على الشباب، فإننا لا نتحدث فقط عن الصحافة والإذاعة والتليفزيون، ولكننا نتحدث أيضاً عن الإنترنت والمواقع الإلكترونية وعن الرسائل القصيرة عبر الهاتف المُتنقل وعن اللوحات الإعلانية فى الشوارع وعن المدونات، وعن البريد الإلكترونى وغرف الحوار(البالتوك) .

رفيق السوء لم يعد فقط فى المدرسة أو الشارع أو الجامعة أو البيت أو المقهى ،بل يقتحم الحياة مستخدما وسائل الاتصال الحديثة ويتواصل معه فى غرف الدردشة والرسائل الإلكترونية، ويؤثرعلى الشاب تأثيراً مدمراً ويغير من قناعاته ويقوده إلى طريق المخدرات المُهلك.

فى الوقت الذى يحدث فيه هذا الإغواء ،فالأهل لا يُشاهدون ابنهم وهو يختلط مع رفاق سوء ويعيشون فى وهم كبير قد لا يستيقظون منه إلا بعد فوات الأوان.
أصبحت الرسائل التقليدية للمكافحة التى تبدأ بأسلوب «أخى المواطن...» منفرة وعديمة الجدوى، فالرسالة الإعلامية يجب أن تكون مقنعة ومدروسة، والإنسان لا يُحب أن يقال له افعل كذا ولا تفعل كذا، أما إذا شاهد فيلما أو وسيلة إعلامية تُبين كيف أن حياة شاب مثله قد انقلبت جحيماً بسبب المخدرات ،فإنه يستنتج العبرة بنفسه ويخلص إلى النتيجة المطلوبة دون تدخل من أحد ويتعلم الدرس من تلقاء نفسه ويصل إلى النتيجة بعد أن قام بتحليلها والتمعن فيها، وبعد أن قاده تفكيره المستقل إلى خطر المخدرات.