مصطفى يونس
مصطفى يونس


مصطفى يونس يكتب: دوشة

مصطفي يونس

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022 - 05:08 م

..وأنا يا صديقى لن اعاتبك، ولن اجرى حتى مكالمة هاتفية لتبرير ما فعلت، فأنا بكل بساطة اعانى من احتقان مزمن فى الحلق، ولم يعد لدى رصيد كاف على هاتفى لاجراء المكالمات، هو بالكاد يستقبل فقط، وكثيرا ما يعاني من ضعف الشبكة.. شكوت كثيرا من ذلك، وكان الرد بسيطا من موظف خدمة العملاء: نسعى لتحسين الخدمة.. اما صديقى الفنان، الذى يعد واحدا من اقوى مسئولي ملف الإتصالات فى الصحافة المصرية، فكان رده هادئا كالعادة، «غير الشبكة وريح دماغك» .

لا اخفيك سرا، الأمر ليس له علاقة بالصداقة، فأنا كنت قارئ جيد لعقليتك منذ اللحظة الأولى التى قررت انت ان نكون اصدقاء.. وقتها قلت لنفسى لعله يتحسن يوما ويصبح صديقا مخلصا، يصون وقتى ويحفظ سرى وينقذنى فى أزماتى المتلاحقة، لكنه ورب الكعبة لم يفعل.. كان سربا من خيال فهوى.. فأحيانا غير متاح، واحيانا لا يرد وكثيرا يستغلنى اسوأ استغلال.. هكذا هو الهاتف دوما معى.. كنت أعتقد ان العيب فى الهاتف فهو موديل قديم نوعا ما، لكنه يؤدى الغرض، ولا يبخل علىً فى إنجاز مهام العمل.. لكنى اكتشفت مؤخرا ان العيب كل العيب فى الشبكة.. فالشبكة مريضة، ضعيفة، تفعل المستحيل ان تجعلك من روادها وزبائنها، وتقدم لك خدمة الرسائل المعسولة، وحسن التعامل، ولكنها تأخذ منك ولا تعطيك.. تستغلك ولا تساندك، وان شكوت يوما منها اصبحت بالنسبة لها مذموما.. العبرة يا صديقى من الهاتف هو التواصل الإجتماعى وسرعة الوصول الى الشخص وانقاذ الموقف، وأشياء كثيرة جميلة، لكنه فى بلادنا اصبح لعنة، خاصة مع مرضى النفوس.. فمن اللعنة أن تعطى الثقة للآخرين لتجد فجأة كل ما بوحت به قيد التسجيل،مكالماتك مسجلة، ومذاعة على الملأ.. الوضع هناك فى بلادنا اصبح مقلقا، فخلافات كبرى وقتلى حدثت بسبب تسجيل مكالمة، وارحام قطعت وصداقات انتهت بسبب بوست على الفيس بوك.. نحن لا نحتاج إلى تغيير الشبكة يا صديقى ولا نحتاج إلى تغيير الهاتف.. ولكننا نحتاج إلى العودة للأخلاق والأصول، نحتاج إلى البعد عن الدوشة والبلالين المنفوخة، نحتاج إلى مراجعة انفسنا، والتعامل بالأصول.
دمتم بخير

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة