خالد محمود
خالد محمود


مشهد آخر

« شقراء » .. مارلين مونرو الأسطورة و الضحية

أخبار النجوم

الخميس، 20 أكتوبر 2022 - 02:23 م

تبقى‭ ‬حياة‭ ‬مارلين‭ ‬مونرو‭ ‬وأحداثها‭ ‬مثار‭ ‬شغف‭ ‬كبير‭ ‬لصناع‭ ‬السينما،‭ ‬الذين‭ ‬يجدون‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬النجمة‭ ‬دراما‭ ‬مثيرة‭ ‬وملهمة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وأسرارها،‭ ‬حيث‭ ‬تفاجئنا‭ ‬الشاشة‭ ‬الفضية‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬بعمل‭ ‬جديد‭ ‬يعيد‭ ‬إلينا‭ ‬لحظات‭ ‬غامضة‭ ‬لتلك‭ ‬الأيقونة‭ ‬الساحرة‭.‬

أنا‭ ‬شخصيا‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬مارلين‭ ‬مونرو،‭ ‬أتذكر‭ ‬جيدا‭ ‬فيلم‭ ‬“أسبوع‭ ‬مع‭ ‬مارلين”،‭ ‬وكشف‭ ‬خلاله‭ ‬أحد‭ ‬المنتجين‭ ‬ومساعدي‭ ‬الإخراج،‭ ‬كولن‭ ‬كلارك،‭ ‬قصة‭ ‬أهم‭ ‬أسبوع‭ ‬قضاه‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬مع‭ ‬مارلين‭ ‬مونرو،‭ ‬حينما‭ ‬اختارته‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬فيلم‭ ‬“الأميرة‭ ‬وفتاة‭ ‬الاستعراض”‭ ‬ليكون‭ ‬بجوارها‭ ‬وسندها‭ ‬لتهرب‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬دنيا‭ ‬التوتر‭ ‬التي‭ ‬أصابتها‭ ‬إثر‭ ‬سطوة‭ ‬الأسطورة‭ ‬لورانس‭ ‬أوليفيه‭ ‬بطل‭ ‬ومخرج‭ ‬الفيلم‭ ‬الشهير‭ ‬الذي‭ ‬صور‭ ‬عام‭ ‬1956‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬بأول‭ ‬زيارة‭ ‬لها‭ ‬للندن‭.‬

قصة‭ ‬مونرو‭ ‬غيرت‭ ‬مفهومي‭ ‬عن‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬جاءت‭ ‬عيني‭ ‬في‭ ‬عينها،‭ ‬ترمق‭ ‬نظراتها،‭ ‬تومض‭ ‬بكلماتها‭ ‬وهمساتها‭ ‬الساحرة،‭ ‬كانت‭ ‬كفيلة‭ ‬بقلب‭ ‬ميزان‭ ‬العواطف‭ ‬بداخلي،‭ ‬عرفت‭ ‬سر‭ ‬أسطورتها،‭ ‬وهجها،‭ ‬لماذا‭ ‬التف‭ ‬حولها‭ ‬مئات‭ ‬العشاق‭ ‬الذين‭ ‬عرفوا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬كيف‭ ‬يفرجون‭ ‬عن‭ ‬مكنون‭ ‬العواطف‭ ‬الحقيقية‭ ‬بداخلهم‭.. ‬عرفت‭ ‬السر‭.. ‬إنه‭ ‬الإيمان‭ ‬النضر‭ ‬بقيمة‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الآخر،‭ ‬وأن‭ ‬تتجسد‭ ‬رؤيتك‭ ‬لذاتك‭ ‬في‭ ‬نظرة‭ ‬المحب‭ ‬إلى‭ ‬فضيلة‭ ‬تنهل‭ ‬منها‭ ‬الراحة‭ ‬والطمأنينة‭.‬

وفي‭ ‬الفيلم‭ ‬الجديد‭ ‬“شقراء”‭ ‬عشت‭ ‬لحظات‭ ‬أخرى،‭ ‬نرى‭ ‬مونرو‭ ‬كنجمة‭ ‬وأسطورة،‭ ‬وأيضا‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الضحية،‭ ‬يستغلها‭ ‬نظام‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الذكور،‭ ‬تقوم‭ ‬آنا‭ ‬دي‭ ‬أرماس‭ ‬بدور‭ ‬نورما‭ ‬جين‭ ‬“الاسم‭ ‬الأصلي‭ ‬لمارلين”،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬حقًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فنها،‭ ‬وتقدم‭ ‬أداءً‭ ‬مثيرًا‭ ‬للإعجاب‭ ‬يستحق‭ ‬الثناء‭.‬

يمزج‭ ‬المخرج‭ ‬بين‭ ‬اللونين‭ ‬والأسود‭ ‬والأبيض،‭ ‬ويخلق‭ ‬مشاهد‭ ‬بصرية‭ ‬وخيالية‭ ‬موضوعية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬التقليدية،‭ ‬ويحتوي‭ ‬الفيلم‭ ‬على‭ ‬إيقاع‭ ‬يمسك‭ ‬بك‭ ‬ولا‭ ‬يتركه‭ ‬لك‭ ‬مطلقًا،‭ ‬القصة‭ ‬تتدفق‭ ‬مع‭ ‬الاقتناع‭ ‬بما‭ ‬تشاهده‭.‬

نعم‭ ‬كانت‭ ‬مارلين‭ ‬مونرو‭ ‬أسطورة‭ ‬حقيقية،‭ ‬جمالها‭ ‬هو‭ ‬الدافع‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬عامة‭ ‬مجيدة‭ ‬وحياة‭ ‬خاصة‭ ‬مأساوية،‭ ‬توفيت‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭ ‬36‭ ‬عامًا‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتسمم‭ ‬الحاد‭ ‬بالباربيتورات،‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬انتحارًا‭ ‬محتملاً‭ ‬لأن‭ ‬كمية‭ ‬المخدرات‭ ‬في‭ ‬نظامها‭ ‬تجاوزت‭ ‬الحد‭ ‬القانوني‭ ‬بكثير‭.‬

تتمثل‭ ‬رؤية‭ ‬دومينيك‭ ‬لمونرو‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬امرأة‭ ‬موهوبة‭ ‬تم‭ ‬استغلالها‭ ‬وإساءة‭ ‬معاملتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نظام‭ ‬استوديو‭ ‬هوليوود‭ ‬والرجال‭ ‬الذين‭ ‬يديرونه‭. ‬تم‭ ‬مساعدة‭ ‬الرجال‭ ‬وتحريضهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النساء‭ ‬اللائي‭ ‬عملن‭ ‬في‭ ‬الاستوديوهات‭: ‬“فنانات‭ ‬الماكياج‭ ‬،‭ ‬مصففي‭ ‬الشعر،‭ ‬مصممي‭ ‬الأزياء،‭ ‬السكرتيرات،‭ ‬والدعاية”،‭ ‬كانت‭ ‬كاتبات‭ ‬الأعمدة‭ ‬السائدات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة،‭ ‬هيدا‭ ‬هوبر‭ ‬ولويلا‭ ‬بارسونز،‭ ‬مسئولتين‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬تفاقم‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬مارلين،‭ ‬ساعدت‭ ‬أخبار‭ ‬مونرو‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬صحفهم،‭ ‬وكانت‭ ‬الصحف‭ ‬ملوكًا‭ ‬خلال‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬لهوليوود‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬مونرو‭ ‬أسعد‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء،‭ ‬فضلت‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬مناداتها‭ ‬باسم‭ ‬ولادتها‭ ‬“نورما‭ ‬جين”،‭ ‬لقد‭ ‬استمتعت‭ ‬بإتخاذ‭ ‬قراراتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬ورؤية‭ ‬دائرتها‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬جاء‭ ‬نظام‭ ‬الاستوديو‭ ‬أولاً،‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬“مارلين‭ ‬مونرو”‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تريد،‭ ‬لقد‭ ‬كسبت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬المختلفين،‭ ‬ما‭ ‬شاهده‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬كان‭ ‬سحرًا‭ ‬سينمائيًا،‭ ‬وكان‭ ‬مربحًا‭.‬

بعد‭ ‬وفاة‭ ‬مونرو،‭ ‬صرح‭ ‬المخرج‭ ‬والكاتب‭ ‬الفرنسي‭ ‬جان‭ ‬كوكتو‭ ‬أنه‭ ‬“يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬درس‭ ‬رهيب‭ ‬لجميع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تتمثل‭ ‬مهنتهم‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬التجسس‭ ‬على‭ ‬نجوم‭ ‬السينما‭ ‬وتعذيبهم”،‭ ‬وصفها‭ ‬شريكها‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬لورانس‭ ‬أوليفييه‭ ‬بأنها‭ ‬“الضحية‭ ‬الكاملة‭ ‬لبلهاء‭ ‬الإحساس”‭. ‬

يمتلئ‭ ‬“شقراء”‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬معاملة‭ ‬مونرو‭ ‬بوحشية‭ ‬أو‭ ‬الكذب‭ ‬عليها،‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الفيلم‭ ‬كان‭ ‬داريل‭ ‬إف‭ ‬زانوك‭ ‬هو‭ ‬رئيس‭ ‬“فوكس”‭ ‬وقع‭ ‬مع‭ ‬مونرو‭ ‬عقدا‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬شكلها،‭ ‬وأدركت‭ ‬مارلين‭ ‬ذلك،‭ ‬نشاهد‭ ‬عيني‭ ‬مارلين‭ ‬تكشفان‭ ‬عن‭ ‬مشاعرها‭ ‬المحطمة‭ ‬وهو‭ ‬يغتصبها‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬ببداية‭ ‬مسيرتها‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬الاستوديو‭.‬

كانت‭ ‬هذه‭ ‬حياة‭ ‬مونرو،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الخيط‭ ‬الرفيع‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬“شقراء”‭. ‬اشتهى‭ ‬​​الرجال‭ ‬جسدها‭ ‬ورفقتها،‭ ‬وكانت‭ ‬تتوق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نورما‭ ‬جين،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬مدفوعة‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الإستمرار‭ ‬بالعيش‭.‬

يسلط‭ ‬الفيلم‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬أفلام‭ ‬مونرو،‭ ‬ويفصّل‭ ‬المخاوف‭ ‬والاضطرابات‭ ‬العاطفية‭ ‬التي‭ ‬استحوذت‭ ‬على‭ ‬نفسيتها،‭ ‬وكانت‭ ‬معذبة،‭ ‬وكانت‭ ‬تؤمن‭ ‬بموهبتها‭.. ‬نراها‭ ‬تأخذ‭ ‬دروس‭ ‬التمثيل،‭ ‬تزوجت‭ ‬من‭ ‬أيقونة‭ ‬البيسبول‭ ‬الأسطورية،‭ ‬جو‭ ‬ديماجيو،‭ ‬وهو‭ ‬رجل‭ ‬غيور‭ ‬قام‭ ‬بضربها،‭ ‬كان‭ ‬زواجها‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬الشهير‭ ‬آرثر‭ ‬ميلر‭ ‬أكثر‭ ‬هدوءًا،‭ ‬يلعب‭ ‬بوبي‭ ‬كانافال‭ ‬وأدريان‭ ‬برودي‭ ‬الأدوار‭ ‬على‭ ‬التوالي‭.‬

يستند‭ ‬سيناريو‭ ‬دومينيك‭ ‬إلى‭ ‬رواية‭ ‬“بلوند”‭ ‬للمؤلفة‭ ‬الشهيرة‭ ‬جويس‭ ‬كارول‭ ‬أوتس،‭ ‬ويكشف‭ ‬بجرأة‭ ‬التجارب‭ ‬المحبطة‭ ‬والمحن‭ ‬في‭ ‬حياتها‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة