ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز


قلم حر

الأساطير يصنعها الوطن

ياسر عبدالعزيز

الأحد، 23 أكتوبر 2022 - 07:20 م

لا خلاف على أن الأندية هى من تستقبل اللاعبين وتكتب شهادات ميلادهم كرويًا وتستمر فى رعايتهم وتقديمهم إلى دائرة الضوء والشهرة، وللاعبين على أنديتهم حق وهذه طبيعة كرة القدم وقانونها المعروف فى الظروف العادية، ولا يجرؤ شخص على قول غير ذلك؛ ولكن عندما يرتبط اسم اللاعبين بأداء واجب وطنى فى أحد منتخباتهم الوطنية فإننا هنا نتوقف كثيرًا لما تحمله هذه المهمة من واجب أعظم وأسمى، لأنه لا يوجد ما يضاهى قيمة الوطن، وأننا عندما نوضع فى مسئولية تخص بلدنا نحن المصريين فإن كفتنا تكون الرابحة بإذن الله مهما كانت صعوبة المهمة، لما يمتلكه المصرى من سمات نبيلة وصفات إرادية.


أقول ذلك بعدما لاحظت خلال الفترة الأخيرة محاولة بعض المسئولين بالأجهزة الفنية والإدارية لبعض الأندية يُقلِّلون من قيمة تواجد اللاعبين فى معسكرات المنتخبات الوطنية لمصلحة مباراة أو بطولة تُخطِّط لها أنديتهم، وأنا هنا لا أُقلل من الدفاع المشروع للأندية عن حقوقها فى لاعبيها بقدر تشديدى على أن هناك أولويات ولا يُمكن على الإطلاق السماح لأى وكل مسئول مجرد التفكير فى وضع ناديه مقارنة أمام وطنه.


وإذا كانت الأندية تُساهم فى صناعة نجومية اللاعبين فإننى كنت شاهدًا قبل عشر سنوات على كيفية مساهمة المنتخب الأوليمبى فى صناعة الاسطورة محمد صلاح وقت أن كان لاعبًا مغمورًا فى المقاولون العرب لا يعرفه أحد، شارك صلاح مع منتخب بلاده فى أوليمبياد لندن 2012 وأبلى بلاء حسنًا حتى إن الإنجليز فى مدينة كارديف رفعوا له قُبعاتهم من فرط انبهارهم به وبأقرانه من المنتخب عقب واحدة من أروع ما قدم المصريون فى مواجهة السامبا باستهلالية الأوليمبياد، فى هذا اليوم رصدت كاميرات تشيلسى صلاح وراقبته خلال سنوات احترافه الأولى فى بازل ثم تعاقدوا معه وبدأت حدوتته الرائعة مع كرة القدم، نفس السيناريو حدث مع زميله محمد الننى الذى رصدته كاميرات آرسنال .. والننى له قصة قاسية فقد سَرَّحه الأهلى وهو ناشئ والتقطه المقاولون وصنع المنتخب الأوليمبى بريقه ونجوميته.. لابد من وجود قواعد صارمة تعلى من قيمة ومكانة خدمة المنتخبات مهما كان حجم حاجة الأندية للاعبين.. صلاح والننى وغيرهما ممن عانقوا المجد فى المنتخبات نماذج تؤكد أن الأساطير لا يصنعها إلا الوطن. !!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة