علاء عابد - رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
علاء عابد - رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


علاء عابد يكتب: مصر تفتح قوس البناء فى المؤتمر الاقتصادى

أخبار اليوم

الجمعة، 28 أكتوبر 2022 - 06:33 م

كنت هناك، حاضرا فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، عاصمة الأمل ونقطة انطلاق الجمهورية الجديدة، شاهدا على وعد يتحقق ببناء مصر من جديد، متابعا لكل تفاصيل «المؤتمر الاقتصادي.. مصر 2022»، الذى شرفت بحضور فعالياته تحت رعاية وبحضور السيد رئيس الجمهورية ونخبة من الوزراء والمسؤولين والنواب ورموز المجتمع المصرى.

كانت العاصمة الإدارية الجديدة فى هذه المرة مختلفة، أكثر إشراقا وأكثر أملا، ودليلا أوضح على أن مصر إن أرادت أن تصنع المعجزات تفعل، مصر 30 يونيو إن وعدت بالبناء والتعمير أوفت، زرت العاصمة الإدارية الجديدة من قبل أكثر من مرة، ولكن فى فعاليات المؤتمر الاقتصادى كان كل شيء مختلفا، بدت ملامح العاصمة الإدارية الجديدة الواضحة للجميع وكأنها دليلا على أن مصر تبنى مستقبلها الاقتصادى والاستثمارى بمنهج وباحتراف وبدقة ووفقا للمواصفات العالمية.

فى «المؤتمر الاقتصادى.. مصر 2022» كانت كلمات الشاعر الكبير سيد حجاب بصوت على الحجار  تتردد فى ذهنى: (وإزاى ننام من غير ما نحلم ببكرة، وبكرة ده منين ييجى إلا بإيدينا).. سمعتها مرارا وتكرارا حتى أدركت أنها أصبحت عقيدة تعيش بها الدولة المصرية ومن يقود دفتها حاليا، ولن نعيش إلا إذا خلقنا مستقبلا يليق بعظمة مصر ومكانتها ويناسب أحلامنا لأرض هذا الوطن، ولن يحدث هذا كله إلا بأيدى مصرية خالصة .

تلك العقيدة كانت واضحة فى كلمات ورسائل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المؤتمر الاقتصادى بالعاصمة الإدارية الجديدة، رسائل واضحة تنتمى إلى منهج الرئيس القائم على المصارحة والمكاشفة، مشاكلنا كثيرة، نعرفها جيدا، لابد أن نتحرك لحلها دون كسل، والأهم فى تلك المرة أن تكون الحلول جذرية مهما كانت صعبة، الحلول المؤقتة أو المسكنة التى تجلب رضا مؤقتا مرفوضة لأنها تحمل الأجيال القادمة أعباء أكثر وتثقل كاهل الدولة بمصاريف أكثر.

هكذا تعلمنا من تجربة الماضى مع رؤساء مختلفين، كان البعض منهم يستسهل الحل المسكن والمؤقت طمعا فى رضا شعبى مؤقت وتسكين لمشاكل يعلم جيدا حجم خطورتها مصدرا إياها إلى المستقبل حتى إنحنى ظهر المستقبل قبل أن يأتى أوانه، ولكن منهج السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مختلفا، هو أكثر شجاعة وأكثر مصارحة، ويعلى دائما مصلحة البلاد العليا فوق كل الاعتبارات الأخرى وكان هذا واضحا فى كلماته أثناء فاعليات المؤتمر الاقتصادى بالعاصمة الإدارية الجديدة.

فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال السيد الرئيس: «لقد كان واضحا أن عمق الأزمة التى تعانى منها فى العصر الحديث يتطلب إجراءات عاجلة وحلولا جذرية، ومجابهة التحديات كانت تصطدم بمحاذير الحفاظ على الاستقرار الهش للدولة، بدلا من التحرك فى مسارات الحلول الحاسمة والتى تتسم بالخطورة.. وأنا هفكركم أن فى 2015 شلنا دعم جزئى عن الوقود.. الناس كلها ساعتها قالت هو الرئيس السيسى بيغامر بشعبيته وأنا كان تقديرى فى الوقت ده، لابد من استثمارا أكبر حجم فى الإصلاح والبناء لأن الفرصة مش هتتعوض تاني، وقد لا يتواجد مسئول آخر فى المكان ده بعد كده يقدر يبقى عنده هذا الحجم من الأرصدة اللى ممكن الناس تقبل منه».

تلك هى صفات القائد، منهج ثابت، مصارحة ومكاشفة، وعقيدة لا تتغير، وهدف واضح هو إعادة بناء مصر، وكان ذلك واضحا منذ اللحظة الأولى حينما قرر  الرئيس السيسى أن زمن دفن رأس الوطن فى الرمال هربا من مشاكله قد ولى ولن يجدى نفعا مع كافة المشاكل التى ترهق جسد الدولة المصرية، فكانت لا قوية ولاحاسمة لكل الحلول المسكنة والمؤقتة التى اخترعها المسؤولون فى الماضى  طمعا لإرضاء الناس على حساب الوطن، لابد من حلول جذرية لكافة مشاكلنا، حلول تعالج آثار الماضى وتساهم فى بناء الحاضر وتؤسس لمستقبل بلا أعباء تثقل الأجيال القادمة.

وهذا ماطبقه السيد الرئيس فى كل المجالات، واقع السنوات الثمانية الماضية يؤكد أن مصر بقيادته لم تدخل معركة إلا وانتصرت فيها، مصر التى، نجحت وفى ظل أزمات عالمية صعبة مثل كارثة «كورونا» وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فى أن تقدم للعالم  تطبيقا عمل لمفهوم بناء الدولة،  من خلال اهتمامها بكل فئات الشعب وبالصحة والتعليم واهتمامها بالاستثمار وإعادة بناء البنية التحتية والمدن الجديدة. 
فى الملف الاقتصادى مصر استطاعت أن تحقق طفرة كبيرة وتجبر المجتمع الدولى على الاعتراف بأن البرنامج المصرى للإصلاح الاقتصادى نجح على ثلاثة محاور:

أولا: نجح فى تعويض خسائر سنوات الفوضى والإخوان بعد 25 يناير 2011، حيث كان حجم الخسائر المباشرة التى تكبدتها مصر  بسبب تداعيات ماحدث فى 2011 أكثر من 400 مليار دولار بما يعادل 6 تريليونات جنيه.

ثانيا: نجح الاقتصاد المصرى بالإصلاحات التى تمت فى الصمود أمام محاولات ومؤامرات وإرهاب الإخوان،إذ تراجع معدل النمو إلى 3٪، وارتفع معدل البطالة إلى 12.8٪، وارتفع العجـز المالى إلى 11.3٪، وارتفع معدل التضخم الأساسى إلى 14.1% بخلاف مشاكل الترهل الإدارى فى أجهزة الدولة .

ثالثا: بسبب برنامج الإصلاح الاقتصادى ورؤية الدولة المصرية نجحت مصر  فى الصمود أمام أزمة كورونا ثم أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وكانت أوضاعها أكثر استقرارا بشهادات المنظمات والمؤسسات الدولية التى أرجعت الفضل فى ذلك إلى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى فى توفير برامج حماية اجتماعية للفئات الأكثر احتياجا، تزامنا مع استمرار الدولة فى إنجاز مشروعاتها والتخلص من العشوائيات وطرح مبادرات مثل حياة كريمة وتكافل وكرامة و100 مليون صحة وغيرها وغيرها.

لا أحد يستطيع أن ينكر أن ماشهدناه فى « المؤتمر الاقتصادى .. مصر 2022» هو إمتداد لمشروع وتوجهات السيد الرئيس الذى فتح منذ اللحظة الأولى لوجوده فى الحكم  قوس إعادة بناء الدولة ولم يغلقه، الواقع يخبرنا أن يوما واحدا لم يمر فى عمر الدولة المصرية خلال السنوات الثمانية الماضية إلا وشهدنا فيه إنجازاً جديداً فى قطاع من قطاعات الدولة .

وأخيرا سأعود للتأكيد مجددا أن مصر  فتحت قوس إعادة بناء الدولة ولم تغلقه، لا يمر يوم إلا وتلوح نقطة مضيئة فى قطاع من قطاعات الدولة المختلفة وأصبحت صورة افتتاح مصر لمشروع جديد هى الصورة المعتادة التى أزاح تكرارها فى السنوات الأخيرة صورة الفوضى والإرهاب والسكون الذى عاشته مصر لفترات طويلة، والأهم من كل ذلك أنه يتم تحت مظلة شعار: لاللمسكنات، لا للحلول المؤقتة. مصر تعالج مشاكلها بجراحات كاملة، بحلول جذرية من أجل مستقبل لا يعانى من آثار الماضى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة