كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: مصر .. إلى أين ؟

كرم جبر

الإثنين، 31 أكتوبر 2022 - 04:53 م

وهل تعالج الفوضى مشكلة الغلاء؟.. وهل يساعد التحريض فى كبح جماح التضخم؟.. وهل تساعد الشائعات فى تخفيض معدلات البطالة؟.. وهل فاتورة خسائر يناير 2011 هى التجربة التى نتطلع لتكرارها؟

لا ينكر أحد حجم الإنجازات الهائلة فى السنوات الثمانى الماضية فى الطرق والكبارى والمدن والبنية التحتية، وإذا كان البعض يختلف حول ترتيب الأولويات.. ففى دول عاشت مثل تجربتنا المريرة، يختلفون حول الهدم والتخريب والفتن، وليس البناء.

ولا ينكر أحد أجواء الاستقرار التى تعيشها البلاد بعد ثلاث سنوات «2011-2014» من الفوضى وانفلات الأمن، وكان أشد المتفائلين لا يتوقع أن يحدث الاستقرار قبل عشرات السنين.
ولا ينكر أحد أنه رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تجتاح دول العالم، إلا أن جميع السلع متوافرة فى مصر وبمعدلات كبيرة، وإن كانت المشكلة هى ارتفاع الأسعار.

ولا ينكر أحد أنه كان ضرورياً تحمل أعباء إجراءات الإصلاح الاقتصادي، وهى التى مكنت البلاد من الوقوف فى وجه عواصف عاتية تجتاح العالم، ولولا هذه الإصلاحات لكانت البلاد على حافة الهاوية.

الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، شرط الحفاظ على البلاد وتماسكها وما حققته من إنجازات، لأنه - لا قدر الله - إذا حدثت الفوضى فلن تقوم لها قائمة.
مصر .. إلى أين ؟

إلى مرحلة تحتاج الاصطفاف والحفاظ على ما تم بناؤه، واستثماره فى استشراف آفاق المستقبل، وترسيخ معالم دولة قوية اقتصادياً رغم الظروف، وتتسع مظلتها السياسية لتشمل الجميع.
يتحقق ذلك بتدعيم أواصر الاستقرار، ومعناه زيادة مساحة الثقة بين الدولة والمواطنين، وأنها لا تعمل إلا لصالحهم، ولا تتخذ قراراً إلا لتيسير سبل الحياة عند الغالبية العظمى منهم.

الاستقرار هو الذى يشجع الاستثمار، ويفتح آفاقًا واسعة لملايين فرص العمل، ويقلل معدلات البطالة، وإذا امتلك الشباب فرصة عمل وبيتاً وأسرة، فالمؤكد أنهم سيحبون بلدهم ويضحون من أجله.
أما البطالة فهى الشبح الرهيب الذى يطارد أحلام المستقبل، ويستبدلها باليأس والإحباط والغربة والعزلة، ويمنح لأهل الشر فرصاً سانحة للتسلل إلى أحلام المستقبل وتحويلها إلى كوابيس مزعجة.

وإذا كان نصف السكان من الشباب فالوصول إليهم يكون بأفكار الشباب وعقولهم وثقافتهم، وأهم مفرداتها المباشرة والصراحة والصدق، وهو ما تفعله الدولة الآن، بعدم إخفاء الحقائق وتصعيد قيادات شابة كثيرة فى مواقع المسئولية.

علاج مشكلات مصر يكون بالاصطفاف حول مصر والحفاظ عليها، وكشف مؤامرات أهل الشر ومحاولاتهم الباطلة لاستعادة أجواء القلق والتوتر.
استعاد المصريون بلدهم، ولن يسمحوا أبداً بالرجوع إلى الأيام السوداء.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة