أسامة عجاج
أسامة عجاج


أسامة عجاج يكتب: إنها الدبلوماسية العمانية

أسامة عجاج

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2022 - 06:31 م

أنا من المنحازين تاريخيا الى دبلوماسية سلطان عمان، من خلال متابعة طويلة، ليست وليدة اليوم، فهى نتاج رؤية وأسس وثوابت مستديمة خلال اكثر من خمسة عقود، أسسها الراحل السلطان قابوس، ورسخها السلطان هيثم بن طارق منذ اليوم الاول لتوليه مهامه فى يناير٢٠٢٠، لمواصلة سياسة بلاده الخارجية، القائمة - كما قال يوم توليه المهمة - على التعايش السلمى بين الامم والشعوب، وحسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الاخرى، وتعتمد على التسامح واعلاء الحوار لحل الخلافات، والبراجماتية والانفتاح على الآخر، ولعلنا نتوقف عند ملمح قد يبدو شكليا، ولكنه كاشف لتحرك الدبلوماسية العمانية، من خلال الجولات التى قام بها السلطان هيثم إلى الخارج او الزعماء الذين استقبلتهم السلطنة، فقد حرص السلطان على استعادة وهج العلاقات العمانية فى الدائرة الاولى لبلده، وهى دول الخليج، حيث كانت السعودية اول وجهة خارجية له فى يوليو٢٠٢١، وتبعها بقطر فى نوفمبر من نفس العام.

كما استقبلت السلطنة فى زيارة ذات طابع استراتيجى الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الامارات فى سبتمبر الماضى، بينما وصل السلطان هيثم الى مملكة البحرين منذ أيام، وخلال عام وفى اطار منظومة العلاقات العمانية العربية، استقبلت السلطنة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يونيو الماضي، والملك عبدالله بن الحسين ملك الاردن منذ اسابيع قليلة، وعلى الصعيد الاقليمى استقبلت مسقط الرئيس الايرانى ابراهيم رئيسى فى مايو الماضى. اما دوليا فلم يخرج السلطان الا الى دولتين بريطانيا وهى صاحبة علاقات تاريخية مع السلطنة، والمانيا، و كما كانت قبلة لعدد من كبار الشخصيات والوزراء، وتعددت فوائد تلك الزيارات على الصعيد الاقتصادى، وتعزيز الاستثمار فى العديد من المجالات وزيادة التبادل التجارى، ناهيك، عن النجاح على الصعيد السياسى، فى اطار الاهداف الثابته للدبلوماسية العمانية، فلم يسجل التاريخ خلافا سياسيا، كانت السلطنة طرفًا فيه، ولكن وقائعه تكشف عن وساطات ناجحة، فى نزاعات معقدة، اسهمت مسقط فى التوافق بين اطرافها، ابرزها الاتفاق النووى بين الغرب وايران الذى ألغاه ترامب.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة