السبت، 12 نوفمبر 2022 - 08:22 م

جملة من كلمتين.. يتم تداولها وتناولها من حين إلى حين عن طريق جماعات.. مختلفة الملة والنية، وبمقاصد متفاوتة.. ما بين البريئة والخبيثة، ولأغراض متباينة.. يُراد بها أحيانا إثبات شيء ما إيجابيا أو سلبيا، وأحيانا افتخار أو استنكار، أو اتهام أو تشهير أو حتى تجريم..  فهل المسألة كبيرة لتستحق كل ذلك الجدل؟ ..ولماذا؟

{عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم، أو يكون في شيء من أدويتكم خير، ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي} صحيح البخاري رقم 5683

رسولنا الكريم قال "من أدويتكم" لأنه ولد وبعث ومات علية الصلاة والسلام وكل من حوله من مؤمن وكافر ومشرك ومنهم الذين خاطبهم بقوله "أدويتكم" كاموا يتداوون بالعسل والحجامة والكي، فهو صلى الله عليه وسلم لم يخترع دواءً أو يكتشف وسيلة علاجية جديدة.. بل بكل بساطة أشاد بما يتعالجون به بالفعل وزكاه وأقره.. أو ما يمكن أن نطلق عليه.. كما أحب دائما أن أقول "الهدي النبوي في التداوي".  

والحقيقة أن الأمر أقدم من ذلك بكثير.. حيث أن قدماء المصريين والصينيين وغيرهم من أوائل الأمم والحضارات التي سبقت ميلاد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام استخدموا كل هذه الوسائل العلاجية والدوائية وما أستنبط منها للتعامل مع الأمراض والحالات المرضية التي واجهتهم على مر الزمن.. ومازالوا.

ولكن بروز هذا المسمى "حجامة" بتميزها ككلمة عربية أصيلة وذيوعها بأحاديث رسولنا الكريم وارتباطها المتوارث مع الثقافة الاسلامية شجعت البعض جهلا على الاستئثار بها وكأننا أصحاب الملكية الفكرية لهذه الوسيلة العلاجية.. وذلك على غير الحقيقة كما تقدم شرحه.. والغريب أنهم زادوا على ذلك كذبا وبهتانا أن بها الحل السحري لكل الأمراض، وأدعى بعضهم شطحا أن من تداوى بها فقد حقق السنة الشريفة، ومن أنكر فضلها السحري في العلاج فهو جاحد أو عاص أو فاسق أو حتى كافر.. ورغم أن الحديث الشريف ساوي بالتزكية والاشادة بين التداوي بالحجامة وشرب العسل والكي.. إلا أن الحجامة لاسمها العربي الأصيل نالت كل الحظ من الصراع بين المتمسك بها ومنكرها..

ولكن أين دور العلم الذي يمسك بمفاتيح الحسم لكل هذا الجدل الدائر حول هذه الممارسة العلاجية.

الدكتور أمير الشبل عضو اللجنة الطبية العامة بالدقي