صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


دول شمال أفريقيا في مساعي استغلال الشمس لتدارك عجز الطاقة

أ ف ب

الأحد، 13 نوفمبر 2022 - 01:33 م

تنعكس أشعة الشمس على عشرات ألواح الطاقة الشمسية المنتشرة في بحيرة في تونس، الساعية كغيرها من الدول المغاربية لتدارك تأخرها في استغلال هذا المصدر الطبيعي للطاقة المتوفر على مدار العام تقريبًا.

رغم عوائق البيروقراطية على المستوى الإداري، إلاّ أن العديد من الدول تقدمت أشواطًا مهمّة في إنتاج الطاقة الشمسية، على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات جراء الأزمة الروسية الأوكرانية وازدياد الوعي حيال أهمية العودة إلى الموارد الطبيعية واستغلالها، بحسب خبراء.

ويقول الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن مايكل تانشوم لفرانس برس إن "الضغط الهائل على الغاز الطبيعي وبالخصوص في أوروبا غيّر معادلات الاستثمار في هذا المجال".

لكن في المقابل، توجد في كل من "الجزائر وتونس والمغرب موارد هائلة من طاقة الشمس والرياح"، وفقا لتانشوم للمتخصص في التجارة والطاقة والشؤون الجيوسياسية في منطقة شمال أفريقيا.

يأمل المدير في شركة "كيير" عمر الباي أن يكون نموذج محطة الطاقة الشمسية العائمة في البحيرة الواقعة في العاصمة التونسية والتي تنتج 200 كيلواط والتي تعد الأولى من نوعها في منطقة شمال أفريقيا، محفزًا لإطلاق مشاريع أخرى مشابهة في المنطقة.

اقرأ أيضًا: تونس تحبط 20 محاولة للهجرة غير الشرعية وتنقذ 622 مهاجرًا من الغرق

ويؤكد الباي أن تونس التي تملك موارد محدودة، "ليس لديها خيار آخر سوى المراهنة على مصادر الطاقة المتجددة".

تمتلك محطات الطاقة العائمة خاصية التبريد الطبيعي للألواح مما يجعلها أكثر نجاعة، فضلًا عن كونها تفتح المجال لاستغلال الأراضي "لاستخدامات أخرى كالزراعة أو بناء المساكن"، بحسب الباي.

يعد مناخ دول المنطقة معتدلًا إلى حار بينما تقدّر ساعات سطوع الشمس بالآلاف على مدى العام بأكمله، وهو ما يعزز إمكانية أن تصبح المنطقة عملاقًا لإنتاج الطاقة الشمسية البديلة ويكون بمقدورها تلبية احتياجاتها الخاصة بل وحتى التصدير إلى أوروبا.

شلل سياسي

يرجع تانشوم التأخر في استغلال هذا المورد إلى "شلل سياسي" تسبب فيه غياب الاستقرار السياسي مع تعاقب نحو عشر حكومات على البلاد خلال العقد الأخير.

فضلًا عن ذلك، فإن تونس مثقلة بالديون في إطار أزمة تتفاقم يوما بعد يوم على خلفية تداعيات وباء "كوفيد-19" والحرب في أوكرانيا التي أدت إلى زيادة فاتورة وارداتها من المواد الغذائية والطاقة المدعومة من الدولة.

وغالبًا ما تواجه المشاريع عقبات قانونية واجراءات إدارية معقدة بسبب البيروقراطية، كما يؤكد رئيس "الغرفة النقابية الوطنية لتركيب وصيانة المعدات الفولطاضوئية" علي الكنزاري.

فمثلًا، الألواح التي يتم توريدها من خارج البلاد "تتعطل أحيانًا لمدة شهر أو شهر ونصف في الجمارك. نحن بحاجة إلى قوانين أكثر مرونة ويحتاج المسار برمته إلى التعجيل"، بحسب الكنزاري.

يشير الباي بدوره إلى "خلاف" مع نقابات في الشركة التونسية للكهرباء والغاز تعارض أي محاولة لخصخصة الشركة.

وأبرز مثال على ذلك مشروع محطة الطاقة الذي أقيم في الصحراء قرب تطاوين ولم تبدأ الاستفادة منه إلا في أكتوبر، أي بعد سنتين من انشائه، لإنتاج 10 ميجاواط وتزويد 10 آلاف أسرة بالكهرباء.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة