د. علاء الجرايحي
د. علاء الجرايحي


بقلم د. علاء الجرايحي: السنوات العجاف.. ورحلة عزيز مصر

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 20 نوفمبر 2022 - 04:14 م

حالة يُرثى لها عاشتها مصر خلال 20 عامًا مضت على ثورة 30 يونيو، ضاقت فيها سُبل الحياة ذرعًا، من انهيارٍ تام لبنيتها التحتية، وترهلٍ لمؤسساتها الوطنية، وانتشار للفساد والرشوة والمحسوبية، وتدميرٍ لرقعتها الزراعية، واندثار محاصيلها الاستراتيجية، وظهور العشوائيات التى غاب عنها التخطيط وعوامل الأمن والسلامة، رأينا الضحايا بالمئات تحت سفح الجبال وأسفل ركام العمارات، شاهدنا تفسُّخ المرافق، قطارات وطرقًا ومعديات، وانقطاع التيار المُتكرِّر يوميًا، الذى جعل التعليم صعب التحصيل، والمصانع عديمة الإنتاج، إضافةً لانفجارات خطوط الصرف واختلاطها بمياه الشرب، فكانت الأمراض القاتلة والفيروسات الغامضة، صحبها ضعف المنظومة الصحية، وتدنى التعليم بمبانيه وطلابه ومُعلميه، من مناهج عفا عليها الزمن، وطالبٍ لا يجد مدرسةً تستقبله ومقعدًا يجلس عليه، ومعلمٍ رث الملابس، ضعيف الإمكانات والإمكانيات، وغيرها من المآسى التى يندى لها الجبين.

التعامل خارجيًا كان فى إطار حدود الأشخاص، الذين كانوا بمثابة مؤسسات وحدهم، يتحكمون فى الداخل والخارج للدولة، وبالأسعار التى يرتضونها والعمولات التى يُحدِّدونها، دون اعتبارٍ لجودة مُنتج، وتأثيراته الصحية على حياة الناس ومدى خطورته، ما جلب اللقاحات الفاسدة والغلال السامة، والسلع الرديئة، فأصبحنا بين فكى مطامع خارجية تُريد هدم الوطن  والاستيلاء على ثرواته، من مياه النيل، وحقول البترول، وتراب الفيروز سيناء، إلى التشكيك فى عرينه "الجيش والشرطة"، لحث الشعب على قتالهما وتفكيكهما، لينكشف ظهره ويبقى صيدًا ثمينًا للطامعين فيه.

مرحلة فيها من مساوئ ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، فكان حتمًا أن يهب الشعب، رافضًا الأوضاع الكارثية التى وصلنا إليها، بعد أن كانت لنا أيادٍ بيضاء على الكافة لا تخفى على أحدٍ، فخرجت الجموع فى يناير الغضب2011، لإسقاط النظام، والمطالبة بالإصلاح والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، إلا أن أذرع الفوضى كانت له بالمرصاد، ووقفت حائلًا بين مطالبه وأمنياته، حيث اعتلت الموجة جماعة الشر، التى مارست العنف واقتحمت السجون وقتلت الأبرياء، وتمادت فى غيها، مُتوجهةً لصناديق الاقتراع، رافعةً السلاح فى وجه مُعارضيها ورافضيها، واستولت على الحكم بالقوة، مُستعينةً بالخارج، مُستقويةً به، وظل الشعب عامًا تحت رحمتها يُعانى الأمرين، إلى أن فاض به الكيل، فهبَّ هبَّته الثانية لإزاحتها، مُناديًا جيشه الباسل، ووزير دفاعه الوطنى وقتئذ، عبدالفتاح السيسى، الذى لبَّى نداء الشعب، بطلبه تفويضًا من المصريين لتخليصهم من خلاياه، فرأينا الملايين بالساحات والميادين يرفعون صوره ويُطالبونه بتنفيذ المهام، ليعلن إسقاط نظام الإرهاب، وينجح فى تجنيب الدولة مصير دول الجوار.

بعد نحو 9 سنوات من الكفاح على جميع الأصعدة، نعلنها قويًا، نحن هنا تنمويًا وعمرانيًا واقتصاديًا وزراعيًا وصناعيًا واستثماريًا واجتماعيًا، وموجودن تكنولوجيًا ورقميًا وعلميًا، وحاضرون دوليًا فيما يخص أزمات العالم وهمومه، من كورونا خرجنا، وأنشأنا مصانع للأمصال تمد الجميع، وعالجنا شعبنا من الأمراض المزمنة والمتوطنة، وفردنا مظلتنا لأفريقيا وقوافلنا الطبية لخارج حدودنا، وعارضنا الحرب الروسية الأوكرانية، وطرحنا رؤيتنا للتفاوض، وواجهنا أعمال العنف والإرهاب فى أراضينا وحولنا، ودافعنا عن الأشقاء ودول قارتنا فى المنصات الدولية، وبعثنا بمعداتنا للإصلاح والإعمار إلى غزة والعراق، ووقفنا لمن أراد لليبيا شرًا، وفى أزمة المناخ لم نصمت حتى تختفى بلدان ومدن، وتمت شعوب وتهلك ثروات، بل استدعت مصر الجميع لأراضيها بمدينة السلام شرم الشيخ لتقول كلمتها، وتحمى كوكبها مما لحق به من أضرارٍ.

بالأمس القريب كنا موتى، واليوم نحن أحياء، ولدينا من الإرادة التى صنعت المجد والإعجاز، فى عهد عزيز مصر السيسى، أن نفعل المستحيل، فمن أنشأ عاصمةً جديدة، وشقَّ قناة موازية، وجلب المونوريل، وأطلق مبادرات منقطعة النظير، مثل حياة كريمة، وقضى على قوائم الانتظار بالمستشفيات، وافتتح الجامعات والمدارس المطورة، وأصلح مليونًا ونصف المليون فدان، وغيرها فى عصر الكوارث، يُمكنه تحويل الرمال والصحارى لجنة خضراء.. كل الذى علينا فقط أن نكون عونًا لقائدنا الوطنى، وجيشنا الأبى، وسوف نرى مصر تغرد منفردةً لا يطال جناحيها أحد.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة