فيروز
فيروز


صوت يخترق أسرار الكون.. عيد ميلاد قيثارة الشرق «فيروز»

حاتم نعام

الإثنين، 21 نوفمبر 2022 - 10:36 م

 أحبت الغناء في عمر مبكر وفي إحدى الحفلات المدرسية التقى محمد فليفل بالطفلة نهاد وديع حداد وكان عمرها 14 عاما وأعجب بصوتها وانضمت إلى فرقة الاذاعة الوطنية اللبنانية وبعد 4 سنوات من الدراسة في المعهد نجحت أمام اللجنة المؤلفة من حليم الرومي وخالد أبو النصر ونقولا المنى.

وكانت النقلة الكبيرة عندما قدم لها حليم الرومي الذي أطلق عليها اسم فيروز ألحانا لأول أغنيها والتي لاقت صدى واسعا في الاذاعات العربية مثل أغنية "يا حمام يا مروح".

ومنذ نعومة أظافرها، وهي تميل إلى الغناء، في المنزل وفي الشارع، وفي كل وقت تصدح وكأن شيئا ما يريد أن يخرج من صدرها، كأنها مزمار يريد أن ينشر البهجة.

وكان الراديو في تلك الأيام من الكماليات، ولم يكن يقتنيه إلا ميسوري الحال، وكانت تقصد بعض أهالي الحي لسماع أغاني كبار المطربين والمطربات، كأسمهان ومحمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، عبدالحليم حافظ.

ترعرعت فيروز في محلة زقاق البلاد، وهو شارع فقير في لبنان، في منزل يتكون من غرفة واحدة قرب مدرسة البطريركية، وكان والدها وديع حداد عامل مطبعة يعمل في إحدى المطابع القريبة من بيته، حيث عرفت طفولتها البؤس، وذاقت معنى الحرمان في صباها، لكنها أصبحت أكبر مطربات الشرق والتاريخ سجل اسمها في صفحة كبار هذا العصر.

انضمت في الرابعة عشرة من عمرها إلى الإذاعة اللبنانية، وفي فترة وجيزة أثبتت وجودها ومواهبها، بعدما اعتبرتها لجنة الاستماع عطية نادرة فأعجبوا بها، ودخلت الإذاعة كمرددة في جوقة المرددين، وثار والدها وحاول أن يمنعها من الذهاب إلى الإذاعة، لكن المطرب حليم الرومي، وبمساعدة أصدقاء، أقنعوا الأب بشرط أن يصحبها شقيقها كلما ذهبت إلى الإذاعة.

وقدمها حليم الرومي إلى عاصي الرحباني، والذي كان يعمل شرطيا في البلدية ومهتما بالتأليف والتلحين إلى جانب عمله، فلما سمع عاصي صوتها أدرك أنه وجد ضالته، فقد كان الرحباني في حاجة إلى صوتها، وفيروز بحاجة إلى فن الرحباني.

 وانطلق الصوت الذي تخال معه أنك تخترق أسرار الكون، وجمع الفن بين فيروز والرحباني، وتزوجا عام 1954، ووجهت الإذاعة المصرية دعوة لفيروز، ورافقها الرحباني، وأمضيا في القاهرة خمسة أشهر، عادا بعدها إلى بيروت، لتضع ابنها البكر زياد، ورزقت فيما بعد بثلاثة أبناء.

واهتمت الحكومة اللبنانية بصوت فيروز، فدعتها لإحياء مهرجانات بعلبك الدولية، تصدح بأجمل أغانيها (لبنان يا أخضر حلو).

اقرأ أيضا| بسبب المخرج .. نورا تحجز على أولاد الفقراء

ومنذ أن غاب عاصي الرحباني عنها، دخلت فيروز محارتها الصدفية، ولم تعد تطل منها إلا فيما ندر، وانطوت على نفسها، وأصبحت وحيدة تدير ظهرها لزمانها، وتمتطي حصان الحرية، وأصبحت كلماتها أيضا مقتضبة وتنزف حزنا.

الفنانة  في فيروز ولدت 21 نوفمبر 1935 في بيروت، وتعد من أقدم فنّاني العالم ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان ومن أشهر الأصوات العربية، لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي والغربي، لقبت في لبنان بـ (العمود السابع لبعلبك).

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة